رياضة

العياشي يناجي ذكريات اتحاد الفقيه بن صالج قاهر الأبطال

بقلم الاستاذ: محمد خلاف

ذات يوم كوروني قائظ؛ استقل العياشي الحافلة المزدحمة بالركاب  القاصدة لاربعا ؛وفي نفسه تساؤلات راهنة عدة حول انتشار الفيروس وارتفاع نسبة الإصابات؛ وخصوصا بالفقيه بن صالح مع ارتفاع درجة الحرارة ؛ ترسخت لديه فكرة نقيضة لما سمع مسبقا حول قضاء الحرارة على فيروس كورونا؛ جنح إلى مقهاه المعهود وكان السجال قويا بين الأخلاء؛ أثناء اللعب حول كرة القدم بلاربعا بين ماضيها الخالد؛ وحاضرها الملغز؛ ومستقبلها المجهول؛ فسأل  العياشي  في خفة  وحنين عن أخبار  النوري وباسو وصقري والمعطي هشام و الشاوي؛ لأنه كان مشغوفا بتتبع مباريات الإتحاد ضد الوداد والرجاء والماص والكاك ؛ دوما تراه بالمدرجات حاملا مذياعه السحري الأحمر المربوط بالمطاط من كل الجوانب؛ يعرف جيدا صوت الشرايبي و زدوق  والعزاوي واخرون؛ أخبره أحد أصدقاءه بحال وأحوال الفريق، وأنه  يلعب في قسم الهواة مع فرق مغمورة جدا ؛ فريق بدون هوية؛ ولا ألقاب ولا روح قتالية؛ تذكر حينها صورة عماري عبد القادر ببني ملال وفمه الأدرد؛ وصور رشيد عالم والمرحوم الجابيري وقدومي بخنيفرة ؛ تأثر كثيرا؛ وهو من كان صديق الزروالي؛ وبلعيد؛ وفرح والمرحوم بوزكري الغياط؛ وكانت له صور وذكريات مع  المرحوم الظلمي وعزيز بودربالة والحداوي  وآخرون، بحرقة  واستهجان تساءل عن أسماء اللاعبين والمسيرين الحاليين وأصلهم؛ وعلاقتهم بكرة القدم، تساءل عن السبب في اندحار الفريق وعلاقة ما وقع بالسياسة والانتخابات ؛ تساءل أيضا عن  انسحاب الشرفاء من الميدان؛ وفتح المجال للصغار التافهين البلطجية؛ وكيف أن واد زم وبني ملال وخريبكة وسوق السبت أصبحت لها فرق أحسن منا بكثير؛ وهم من كانوا يلتمسون خدمات لاعبي الاتحاد؛ وكانوا إلى وقت قريب يحجون إلى لاربعا لمشاهدة الإتحاد يهزم أعتى الفرق الوطنية طريقة ونتيجة.

تذكر بألم عماري كبير أسد ملعب محمد الخامس؛ وحضار؛ وسعد الله  والدحاني  واجدي والغربي والزيتوني ورشيد عالم والجزوالي؛ إلى درجة ألقى أوراق الكارطة من يده وأبى إتمام اجولة اللعب؛ قائلا بلكنة بدوية (لي تسبب للاتحاد فهاد الشي الله يتبعو البلا) ثم تساءل عن  حال كرة اليد  بالمدينة و تاريخها الراقي؛ و تذكر غنو وخبحان و قبقة واخرون، وتساءل عن أبطال الكراطي والتكواندو والجمباز و الملاكمة القدامى بالمدينة؛ فأخبروه بأن الرياضة أقبرت من المدينة نكاية و بدون أسباب من قبل أشخاص تفننوا في تحقير المدينة؛ وأبدعوا  في تحويلها الى قرية بمتناقضات عدة، حزينة ومهدمة تتكئ أطلالها على أطلالها.

واصل العياشي جولته الصباحية  بالمدينة حتى وصوله إلى الملعب البلد،  وقف مشدوها لحاله، وقف عللى أجواء الموت التي تخيم على جنباته وعلى انعدام الروح  فيه بعدما كان مشتلا لتفريخ النجوم؛ وفضاء للفرجة الكروية والضحك  والتشجيع مع نجوم المدرجات زمنا جميلا  كالجعد وولد سلطانة وعبد الكريم  الخياط ولائحة أخرى طويلة؛ كان يشكل ركنا بعيدا في ذاكرة العياشي؛ يحتفظ بتفاصيل صولات وجولات الإتحاد زمن لقبته الصحافة بقاهر الكبار؛ شعر بوجع الحنين ثم رحل دون ودا وفي ذاكرته ألف حكاية  جميلة عن الإتحاد يتلوها كل مساء على مسامع  أبناء الدوا، متحسرا عن حاله بعدما تزاوج الفساد وخبث النوايا بالمدينة، وتولدت بشاعة صور.

سيعيش العياشي على صوت يهمس بأذنه باستمرار؛ يسمعه؛ يقول له إن ظلام الليل لن يطول، فليس هناك أقسى من مجد تستعيد ذكرياته وأنت في القاع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى