الشركات الرياضية، إكراهات التنزيل في المشهد الكروي موضوع ندوة ببني ملال
العين الإخبارية
نظمت المندوبية الجهوية للجمعية المغربية للصحافة الرياضية، فرع بني ملال خنيفرة تحت إشراف الجمعية المغربية للصحافة الرياضية يوم السبت 2 أبريل 2022 بالغرفة الفلاحية ببني ملال ندوة علمية في موضوع ” الشركات الرياضية، إكراهات التنزيل في المشهد الكروي” بمشاركة عدد من إعلاميي الصحافة الرياضية، ومختصين في الحكامة الرياضية والسياسات العمومية والقانون الرياضي.
وانطلقت الندوة الرياضية بكلمة افتتاحية لبدر الدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، الذي أثار في مداخلته “الشركات الرياضية فاصلة بين زمن الهواية الاحتراف” أهمية الموضوع وراهنيته بعد تطور المشهد الكروي المغربي الذي بات يحتاج إلى نقلة نوعية تضع قطار الرياضة في سكته الصحيحة لينطلق إلى آفاق جديدة.
واستعرض كرونولوجيا تطور كرة القدم المغربية التي انطلقت منذ هزيمة المغرب مع الجزائر في نهاية السبعينات من القرن الماضي، وكانت الهزيمة عنوانا فاصلا بين مرحلتين انتقلت فيها كرة القدم من الهواية إلى الاحتضان، وساهمت شركات ومؤسسات تجارية كبرى في دعم أندية كروية ما منحها فرصة جديدة لتطوير أداء اللاعبين وهيكلة مكاتبها ما ساهم في تحقيق المنتخب المغربي إنجاز تاريخيا سنة 1986 بعد أن بلغ الدور الثاني من منافسات كأس العالم القارية، وبعدها قدم المغرب طلبا لاحتضان كأس العالم قبل أن يتم تأسيس مشروع احترافي وطني يسعى إلى بناء مرحلة جديده لبلوغ عالم الاحتراف، لكن لم تتحقق الأهداف المرجوة لغياب رؤية واضحة وعدم تأهيل أطر محترفة تقود المرحلة الجديدة.
وأشار منصف اليازغي باحث في السياسات العمومية والقوانين الرياضية، في مداخلته “الشركات الرياضية بين التشريع وتنزيل مشروع االحتراف” إلى أهمية تشريع وإعداد قانون خاص بالرياضة المغربية الذي انطلق بتنظيم مناظرة وطنية، وإعداد قانون التربية البدنية لوضع اللبنات الأولى لبلوغ عالم الاحتراف ، لكن غياب الرؤية ساهم في إغفال عدد من المكونات الأساسية في القوانين المنظمة التي تؤسس لمرحلة جديدة وتستحضر مثلا دور الجماعات في النهوض الحقيقي بالرياضة المغربية ساهم في تعثر قانون الاحتراف وطرح بدائل تستجيب لتطلعات الأندية والشركات المستثمرة.
وأضاف أن قانون التربية البدنية رقم 30_ 09 لم يخضع لأي تعديل منذ صدوره، وبالتالي لم يتم تأسيس أي شركة رياضية رغم مرور 20 سنة على صدور القانون، ولم يتدخل المشرع لتعديل النص القانوني. وكانت الرسالة الملكية نقطة الأمل التي خلقت دينامية جديدة في مناظرة الصخيرات، إذ كانت توصياتها حاسمة في ملف الاحتراف ما أعطى نفسا جديدا لملف كرة القدم المغربية.
واستعرض الدكتور عبد الرحيم غريب باحث في الحكامة الرياضية في مداخلته بعنوان” قراءة نقدية أهداف الشركة الرياضية ” أهمية الحكامة وتنويع مصادر تمويل الأندية، مشيرا إلى أن عدم تأهيل الأندية وتكوين مسيريها يشكل عائقا أمام احتراف الأندية المغربية، نقيض ما تعرفه أندية مصرية كالأهلي والزمالك.
واختتمت الندوة أشغالها بمداخلة سليم المالكي باحث في الحكامة الرياضية “الشركات الرياضية من النموذج إلى التحديات التنظيمية”.
وحضر الندوة العلمية الهامة ممثل عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وعدد كبير من المسيرين الرياضيين وطنيا وجهويا فضلا عن رئيس المجلس الإقليمي ونائب رئيس المجلس الجهوي ونائب رئيس المجلس البلدي وممثلي جمعيات المجتمع المدني.
ونجح المنظمون في إثارة ملف احتراف الأندية الكروية الذي مازال يشهد تعثرات عدة رغم ما أنجزته الكرة المغربية من صحوة وإنجازات تحققت بعزيمة الجامعة الملكية على القطع مع مرحلة كروية طبعتها الهواية، والانتقال إلى الاحتراف بمعناه الحقيقي، ولن يتحقق الحلم إلا بوضع نصوص قانونية واضحة تساهم في خلق شركات رياضية تساهم في تنمية الرأس مال البشري، وتخلق فرص الشغل وتؤهل الأندية للمشاركة في الملتقيات والدوريات العربية والأروبية والإفريقية.