أحالت الشرطة القضائية ببني ملال، أخيرا، على الوكيل العام للملك سبعة متهمين بتكوين عصابة إجرامية متخصصة في سرقة محتويات السيارات المركونة بعد كسر زجاجها الخلفي، للنظر في التهم المنسوبة إليهم بعد إيقافهم على مراحل إثر تحريات دقيقة كشفت عن هوياتهم.
وأفادت مصادر مطلعة، أن مدينة بني ملال سجلت سلسلة سرقات عدة من داخل سيارات ركنها أصحابها بأحياء وأزقة مختلفة من المدينة، وكان المتهمون يستولون على ما بداخل السيارات بعد كسر زجاجها ويلوذون بالفرار، ليفاجأ مالكوها بالسرقة في الصباح الموالي ما يدفعهم إلى تسجيل شكاياتهم لدى مصالح الشرطة ضد أشخاص مجهولين.
في ظل غياب أي شهود أو أدلة تقود إلى إيقاف مرتكبي السرقات، تشابكت خيوط هذه القضايا وتعقدت مهام المحققين من رجال الشرطة القضائية ببني ملال الذين استنتجوا من خلال أبحاثهم وتحرياتهم الميدانية أن القاسم المشترك بين جميع هذه العمليات هو أنها كانت تتم ليلا في جنح الظلام الدامس وتستهدف السيارات التي ركنها أصحابها بأماكن تنعدم بها الإنارة العمومية ولا يتواجد بها حراس ليليون، ويعمد الجناة إلى كسر النوافذ الجانبية بواسطة شمعة الاحتراق التي تكسر زجاج السيارة دون إحداث ضجيج.
أمام هذا الوضع تجندت مختلف الفرق بالشرطة القضائية بولاية أمن بني ملال وبتنسيق مع وحدات الأمن العمومي وفرق صقور الدراجين وشرطة الزي لتحديد هوية الجناة وفك لغز السرقات التي حيرت المحققين.
وبعد تحريات دقيقة وعمليات حراسة ليلية لصيقة، تمكنت عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن بني ملال من إيقاف ثلاثة أشخاص من أجل تورطهم في قضية تتعلق بتكوين عصابة إجرامية وتعدد السرقات الموصوفة.
وأثناء البحث مع أفراد هذه العصابة ومحاصرتهم بالدلائل والقرائن، وبتضارب تصريحاتهم اعترف الموقوفون بالسرقات التي اقترفوها، وأفصحوا عن هوية الشخص الذي كان يقتني منهم الغنائم ليتم إيقافه و تقديمه رفقتهم إلى العدالة بتهمة شراء منقول متحصل عليه من جناية.
التحريات التي باشرتها الشرطة القضائية ببني ملال مع الأشخاص الموقوفين في هذه السرقات أظهرت أنهم جزء من عصابة تضم أربعة أشخاص آخرين، و اتضح من خلال تصريحات الفاعلين أن الملقب بولد” الطنطاني” والملقب ب”الزعر” إضافة إلى الملقب ب”ولد اللحية” من أفراد العصابة وأن زعيمهم الذي يبلغ من العمر 23 سنة ويتحدر من مدينة سلا من يحدد الأهداف ويبرمج عمليات العصابة.
وبمجرد إيقاف العناصر الثلاثة من هذه العصابة توارى باقي أفرادها عن الأنظار ولم يظهر لهم أثر ما دفع عناصر الشرطة القضائية ببني ملال إلى مزيد من الإصرار على إيقافهم ووضع حد لنشاطهم.
وبعد مجهودات تم إيقاف كل من المتهم الملقب ب”الزعر” ثم عنصر آخر ملقب ب”ولد اللحية” وبعد عنصر ثالث”ولد الطنطاني” إلا أن زعيم العصابة ظل مختفيا نظرا للحيطة والحذر اللذين يتحلى بهما.
وبعد عملية رصد وتتبع تمت مباغتة زعيم العصابة بحي المسيرة 2 ببني ملال من طرف عناصر شرطة الزي المدني التابعين لمصلحة الشرطة القضائية ببني ملال، وتم إيقافه رغم أنه أبدى مقاومة عنيفة وحاول الفرار للتخلص من قبضة رجال الأمن، وبعد شل حركته تم اقتياده إلى مصلحة الشرطة القضائية، ولم يجد بدا من الاعتراف بجرائمه المتعددة.
واعترف للمحققين أنه اقترف رفقة عناصر عصابته ما يزيد عن سبع عمليات سرقات من داخل السيارات وست عمليات اعتراض السبيل والسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض وكشف للمحققين من شرطة بني ملال عن كيفية توزيعه للأدوار بين أفراد عصابته وطريقة بيعه للغنائم المتحصل عليها من السرقات وكيفية تخلصه من كل الأدلة التي يمكن أن تورطه.