رجل أمن يلقى مصرعه ببني ملال أثناء أجاء واجبه المهني
لقي صباح أمس الأحد رجل أمن مصرعه، متأثرا بجراحه التي أصيب بها بعد طعنه من قبل مشتبه فيه يعتقد أنه مختل عقليا ليلة الأربعاء الماضي إذ نقل على وجه السرعة إلى جناح العناية المركزة بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء بعد ان أجريت له عملية جراحية مستعجلة بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال، لإصابته بجروح غائرة في الظهر والبطن.
وأفادت مصادر مطلعة، أن الضحية الذي كان برتبة مقدم ممتاز تابع لولاية أمن بني ملال، متزوج وأب لثلاثة أطفال، كان يزاول عمله بمصلحة الديمومة، فوجئ بالمتهم، يعمل في سلك الجندية سابقا في عقده الخامس، يعاني، وفق مصادر، من اضطرابات نفسية، تنتابه بين الفينة والأخرى، تتمظهر على شكل حالات هيسترية تتسم بعدوانية مفرطة ما ترتب عنها هجومه غير المبرر على الضحية والاعتداء عليه أثناء أداء واجبه المهني، لكن تمت مطاردته من طرف رفاق الضحية الذين ألقوا القبض عليه ووضعوه رهن الحراسة النظرية بأمر من الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بني ملال، في انتظار عرضه على العدالة.
وتعرض الضحية لاعتداء بالسلاح الأبيض نفذه شخص دخل مركز المداومة ليلا لوضع شكاية، لكن حالة الهيجان التي استبدت به دفعته لارتكاب جريمته الشنيعة التي أثارت تساؤلات كبيرة حول حماية رجال الأمن أثناء أداء واجبهم المهني.
وأضافت مصادر متطابقة، أن الضحية الذي فارق الحياة كان معروفا لدى أصدقائه بقيامه بواجبه المهني رغم ظروف العمل التي تتطلب منه جهدا إضافيا لتلبية حاجيات كل المرتفقين الذين يزورون مصلحة الديمومة ما خلف استياء كبيرا لدى أصدقائه الذين فقدوا فيه مثالا للواجب المهني، تاركا وراءه أطفالا صغارا يعتبر الفقيد معيلهم الوحيد.
وتأسف عدد من أصدقاء الضحية، لعدم نقله مباشرة إلى مستشفى بالبيضاء يتوفر على معدات وآليات طبية حديثة لإنقاذ حياته بعد أن تعرض لطعنات غادرة من طرف الفاعل، إذ اعتبروا أن مكوثه بقسم العناية المركزة بني ملال لم يكن اختيارا صائبا سيما أنه تم نقله باستعجال إلى البيضاء لإنقاذ حياته ، لكن بعد فوات الأوان.
ويعتبر هذا الحادث فريدا من نوعه، سيما أن حدث بات من الجرائم التي تطرح أكثر علامات الاستفهام حول ظروف وأجواء عمل رجال الأمن التي غالبا ما تتسم بالمخاطر في ظل اعتماد مقاربات أمنية لا تتلاءم والشروط والإمكانيات والوسائل المتاحة لرجال الأمن، فضلا عن حمايتهم اثناء مزاولتهم مهامهم ما يستوجب على المسؤولين استحضاره وإعادة النظر قبل وضع أي خطة أمنية لتفادي مخاطر مفاجئة لا يتضرر منها سوى رجل الأمن الذي يعتبر في نهاية المطاف إنسانا وجب تحفيزه وحمايته والاهتمام بظروف عمله ليؤدي واجبه في أحسن الظروف.
من جانبها، لم تتأخر مديرية الأمن الوطني في تقديم عزائها لعائلة الضحية مع إصدار أوامر بتقديم الدعم المعنوي والمالي للأسرة حتى تتجاوز محنتها التي ألمت بها علما أن أصدقاء الضحية فقدوا زميلا لهم كان يتسم بالاستقامة والتفاني في العمل