لا يخفى عليكم أهمية مكون اللغة الأمازيغية في تنوع وتعدد هويتنا المغربية التي تغرف من مكونات متعايشة ، وبالتالي فإن حرصنا على تدريس اللغة الأمازيغية بأقسامنا الصفية، ينطلق من قناعتنا الراسخة في الحفاظ على هذا الكون الثقافي، ونسعى إلى ترسيخها وتعليمها للتلاميذ تفعيلا للتوجهات الاستراتيجية لوزارة التربية الوطنية والقاضية بالارتقاء بوضعية تدريس اللغة الأمازيغية بالمؤسسات التعليمية انسجاما ودستور المملكة، كما نحرص على ترصيد الجهود المبذولة بعدم إسناد مدرسي اللغة الأمازيغية أي مهام أخرى غير مادة تخصصهم، مع الحرص على تحقيق التراكم الكمي والنوعي اللازمين، من خلال تفعيل آليات التتبع والتأطير والتقويم بالإضافة إلى برمجة دورات تكوينية للأساتذة، لتقوية قدراتهم ومهارتهم تحقيقا للنجاعة.
ما هي التراكمات الكمية المسجلة في أكاديميتهم بخصوص مكون اللغة الأمازيغية؟
نظرا لأهمية اللغة الأمازيغية بالأكاديمية بجهة بني ملال خنيفرة، التي تتميز بتنوع مكوناتها الثقافية، فإن عدد المؤسسات التي تفتح أقساما للغة الأمازيغية تبلغ 56 مؤسسة أي بمعدل 8 أفواج لكل أستاذ، ويشرف على تدريسها طاقم من الأساتذة المتخصصين يبلغ 55 أستاذا.
وتحرص الإدارة التربوية على تجويد اللغة الأمازيغية، بتسطير برامج تكوينية لفائدة أساتذة اللغة بالجهة لمواكبة المستجدات التربوية، ورفع مؤشراتها سنة بعد أخرى، والحرص على ألا يتجاوز عدد التلاميذ بالقسم الواحد 35 تلميذا، وبالتالي فإن العدد الإجمالي يقارب 15680 تلميذا على الصعيد الجهوي، وهو رقم مرشح للارتفاع نظرا لتزايد الرغبة في تعلم الأمازيغية لدى العديد من المستفيدين.
ما هي الصعوبات التي تحول دون تعميم اللغة الأمازيغية على جميع التلاميذ؟
صعوبة التعميم تتجلى في تعيين أستاذ واحد بكل مؤسسة تعليمية، ما لا يسمح بالتعميم أفقيا أو عموديا بالمؤسسة نفسها، فضلا عن قلة الموارد البشرية، والحركة الانتقالية للمدرسين الذين يشاركون في الحركة الانتقالية لسبب من الأسباب.
وتراهن الأكاديمية على تكوين مزيد من الأستاذات والأساتذة لتدريس اللغة الأمازيغية، ما يمكنها من رفع وتيرة تعميم تدريس اللغة الأمازيغية، فضلا عن تكوين المفتشين والمفتشات، لمواكبة عمل الأساتذة داخل الأقسام الصفية.
ولإيماننا بأهمية هذا المكون الثقافي، فإننا حرصنا على تفعيل دور الإذاعة الجهوية الأمازيغية، والمشاركة في المسابقة الوطنية لأولمبياد تيفناغ، التي تنظم بأكاديمية سوس ماسة ما بوأ إحدى المتعلمات من مديرية بني ملال المرتبة الأولى سنة 2011 ، فضلا عن جائزة أخرى بأزيلال سنة 2014، كما أن الأكاديمية الجهوية بني ملال خنيفرة تعتمد حرف تيفناغ على رؤوس مراسلاتها الإدارية.
مصطفى اسليفاني مدير أكاديمية جهة بني ملال خنيفرة.