مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية بجهة بني ملال خنيفرة يستحضران ذكرى التضال الوطني
العين الإخبارية
وفاء للحس الوطني التضامني الموازي للأنشطة الأكاديمية والعلمية، نظم مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية بجهة بني ملال خنيفرة بشراكة مع جمعية أحمد الحنصالي للتنمية مائدة مستديرة خاصة بتخليد الشعب المغربي ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير الذكرى 79 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال. ومر النشاط الفني في أجواء مفعمة بأريج الإيمان وعبق التاريخ وقيم المواطنة، وذلك بمقر جمعية أحمد الحنصالي ، الثلاثاء تالماضي، شارك في إغنائه ثلة من الأساتذة والباحثين.
في البداية وبعد ترحيب أعضاء جمعية أحمد الحنصالي بالحضور، افتتحت رئيسة المركز الدكتورة سعاد بلحسين هذا اللقاء بكلمة شكرت من خلالها أعضاء الجمعية ورئيسها السيد صالح حمزاوي على استضافتهم هذا اللقاء الذي يسعى إلى التعريف بتاريخ المغرب الحافل بالبطولات والملاحم، والوقفات النضالية للشعب المغربي انطلاقا من المنطقة الخليفية بالشمال إلى الصحراء المغربية، مرورا بمحطات تاريخية شاهدة على أن هذا البلد أرسى دعائمه وأسسه على ركائز قوية، ويكفي الربط بين هذه الحلقات:
– الانتفاضات الوطنية الشعبية ضد المستعمر،
– تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال،
– الحصول على الاستقلال والمسار النضالي للمغاربة على عهد المغفور له محمد الخامس، دخولا إلى مرحلة ما بعد الاستقلال، وهي مرحلة بناء الدولة الحديثة بمؤسساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عهد المغفور له الحسن الثاني ( بناء أوراش كبرى من قبيل السدود، الطرق السيارة …)، و تُوّجت هذه المرحلة بالمسيرة الخضراء المباركة، المسيرة الغراء التي استهدفت تحقيق الوحدة الترابية، لنصل اليوم إلى مرحلة أخرى من تاريخ المغرب ألا وهي مرحلة العهد الجديد للمغرب لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ منذ توليه سدة الحكم، وضع ضمن أولوياته النهوض بالإنسان المغربي وضمان العيش الكريم له، بل جعل من الأوراش والمشاريع الاقتصادية الكبرى ( المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الحماية الاجتماعية وضمان الصحة للجميع…..) مقاصد وسبل للنهوض بالعنصر البشري وإعطائه الأولوية وإرساء كل الضمانات على مستوى الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية…
أما على المستوى الخارجي فقد سطرت البلاد استراتيجية جعلت المغرب يتموقع بطريقة قوية وإيجابية قاريا ودوليا إن على المستوى الديبلوماسي أو الاقتصادي.
وأضافت المحاضرة، أن هذه المحطات القوية التي بُنيت عبر تاريخ المغرب البعيد والقريب هي التي تعطي للمغاربة السند والمرجعية القوية لبناء مغرب الغد، لكنها في نفس الوقت خلقت وما زالت تخلق ردود فعل سلبية من قِبَلِ بعض الدول أو المؤسسات الأجنبية التي بقدر ما أزعجها المغرب عبر تاريخه الطويل( الانتصارات في معارك الأرك والزلاقة ووادي المخازن…)، بقدر ما يزعجها ذلك التموقع الجيد للمغرب إقليميا وقاريا ودوليا.
وفي هذا السياق يشجب مركز معابر القرار غير الملزم الذي صدر عن البرلمان الأوربي الذي تضمن اتهامات ومزاعم تستهدف التشكيك في شرعية وقانونية الاجراءات القضائية المغربية.
و تطرق الدكتور محمد بويقران، عضو مكتب المركز، إلى تاريخ المغرب في علاقته بالدول المستعمرة ( فرنسا واسبانيا) حيث ذكر أن وثيقة المطالبة بالاستقلال شكلت الشرارة الأولى للمغاربة، وما أعقبها من انتفاضات شعبية ( احمد الحنصالي، موحى وحمو، عبد الكريم الخطابي، عسو باسلام…)، جسدت مقاصد إسماع صوت المغاربة بغية استشراف آفاق مستقبل زاهر، حر ومستقل.
وفي حديثه، عرج الدكتور محمد بويقران عن كيف حاولت الدول الرأسمالية التي باتت تعيش صراعا داخليا كبيرا- عبر تاريخيها الطويل النيل من المغرب وتقزيمه، وفي كل مرة كانت تبوء بالفشل، وما المحاولة الأخيرة لخير دليل على أن وراء قرار البرلمان الأوربي اغير الإلزامي رائحة النفط والغاز، التي زكمت أنوف دول حوض البحر الأبيض المتوسط.
وفي ذات السياق وفي كلمته اعتبر عبد الهادي تيموري، مدير جمعية أحمد الحنصالي أن المواقف الأخيرة للبرلمان الأروبي تستهدف وتبتز المملكة المغربية وتتدخل في شؤون دولة ذات سيادة، موجها أصابع الاتهام إلى بعض الدول التي أزعجتها إنجازات ونجاحات المغرب على كل المستويات خاصة الأمنية والدبلوماسية، والاقتصادية والرياضية، والتي توجت بالنجاح الرياضي الكبير لأسود الاطلس بقطر، مما جعلهم لا يستوعبون حجم التحول الذي عرفه المغرب في العقدين الأخيرين، ما دفع بهم الى إطلاق أعضاء البرلمان الأوروبي لتكرار ممارسات قديمة تتعلق بابتزاز المغرب بقضايا حقوق الإنسان وغيرها، وهذا السلوك لن يغير شيئاً في الدرب التنموي الذي يسير فيه المغرب، والمغاربة متشبتون بملكهم الضامن لعدالة نزيهة وحقوق كاملة لشعبه، وبصحرائهم وبوطنهم الحبيب.
د. عبدالكريم جلال
.