ملف الباعة الجائلين يظهر من جديد في أحياء متفرقة بمدينة بني ملال، والسلطات المحلية تتدخل
العين الإخبارية
تدخلات سابقة لتحرير الفضاء من الباعة الجائلين
تواصل السلطات المحلية ببني ملال حملاتها المستمرة لتحرير الملك العمومي الذي يستغله باعة جائلون، يرفضون كل الحلول المقترحة ويساهمون في ترسيخ مشاهد الترييف التي تجر المدينة إلى الوراء وفرض سياسة الأمر الواقع، بالضغط على المسؤولين، واختلاق تشنجات أملا في كسب الدعم المعنوي ما يحتم على المسؤولين قبول أنصاف الحلول، لتفادي التوثرات الاجتماعية وتحقيق السلم الأمني.
وتبدو لعبة القط والفأر واضحة للعيان بين الأمنين الذين يقتفون خطوات التجمعات الهامشية وويحدون من سطوة الباعة الجائلين، تجسدها مشاهد مضحكة يومية لا تخطئها عير الرائي، وهويعاين جموعا من الباعة المتجولين يحزمون بضائعهم غير بعيدين عن آليات عناصر الأمن، في انتظار فرصة سانحة لعرض البضاعة للعموم بعد انصراف قوات الأمن بعد أن يتمكن منهم العياء ما يطيل عمر المشكل الذي عمر عقودا من الزمن، بل لم يتمكن مسيرو الشأن المحلي بالمدينة من إيجاد بدائل حقيقية تلزم المعنيين قبول الحلول والاقتراحات المتوصل إليها، والمكوث في سويقات تم تجهيزها لفائدتهم، إذ بمجرد تسليم مفاتيح للمستفيدين يعود الباعة الجائلون إلى الشوارع والأماكن العمومية لعرض سلعهم، وبالتالي يعود مشكل الباعة الجائلين إلى نقطة الصفر.
ويشكل شارع الرباط بمدينة بني ملال ،أحد المشاكل المستعصية عن الحل، بعد أن تحول إلى سويقة لبيع الخضر رغم التدخلات الأمنية السابقة التي حررت الشارع كليا من استغلال دام سنوات عدة، لكن إصرار بعض الباعة على عرض السلع بالشارع أعاد عقارب الساعة إلى بدايتها ضد على الأعراف والقوانين التي تحث المواطنين على احترام الملك العمومي، لفسح المجال أمام حرية التنقل فضلا عن إضفاء جمالية للمدينة.
ويواصل قائد المقاطعة السادسة تدخلاته للحيلولة دون احتلال الملك العمومي بمعية عناصر أمنية، فضلا عن أخرى تمثل القوات المساعدة وأعوان السلطة، و بسرعة البرق تعود الأمور إلى سالف عدها بعرض الباعة سلعهم وبضائعهم للعموم في تحد سافر للقانون، ويتحول الفضاء إلى سوق شعبية تعض بالمتبضعين الذين يتساقون إلى شراء السلع المعروضة، متناسين أنهم يشجعون على إطالة عمر مشكل يؤرق المدينة التي ظلت تتأرجح بين مظاهر البداوة والتمدن، هذه الأخيرة لن تتحقق إلا بعزائم قوية ، تقطع مع الماضي وحلوله الفاشلة.
وفي ساعة الذروة، يتحول الشارع إلى مكان للحشر، يعج بالعربات المجرورة بالدواب، وأخرى مدفوعة ينتظر أصحابها فرصة لتقديم المساعدة إلى المتبضعين ما يحد من تحركات المواطنين ويعرقل حركة مرور السيارات والدراجات، ما ينسف كل الحلول المقترحة التي أفضت إلى بناء سويقات قريبة من مرجان وأخر ببعض أحياء العامرية، كان الهدف منها التخفيف من ضغط الباعة الجائلين الذين يحتلون شوارع وممرات بالمدينة.
وتتضاعف معاناة المواطنين الراغبين في ولوج مؤسسات عمومية قريبة من الأسواق الهامشية، كما الشأن للمقاطعة الإدارية الرابعة وشارع 9 دجنبر، وسيدي عبد الحليم الذي يوجد في نفوذ المقاطعة الثامنة ما يتطلب حلولا جذرية لمشكل الباعة الجائلين ببني ملال، الذي تم التلاعب في تدبيره سيما مع اقتراب مواعيد الانتخابات، إذ قدمت وعود إلى كتلة كبيرة من الناخبين لتأمين مصالحهم و تمكينهم من محلات تجارية، يتم التلاعب في سومتها وبيعها إلى آخرين.
وتطالب فعاليات مدنية وحقوقية، من والي الجهة، فتح تحقيق فيما مضى من تلاعبا لكشف أسماء المستفيدين، الذين منحت لهم محلات تجارية في أسواق بالمدينة، ومنهم من استفاد بأكثر من محل تجاري، باعه بأثمان مغرية، وفضل العودة إلى الشارع لعرض سلعه، في انتظار أن تحين فرص اقتناص محلات تجارية أخرى، تعلن عنها السلطات الإقليمية مستقبلا لامتصاص غضب الباعة الجائلين، الذين يورثون محلات استفادوا منها إلى عائلاتهم وذويهم، في حين يظلون يرابضون بالشوارع العمومية لإطالة عمر الملف وضمان استفادات مجانية أخرى.