بعد فراغ في المنصب دام لعدة شهور، إثر تقديم المدير الجهوي السابق استقالته من منصبه كمدير جهوي للصحة للجهة، لعدم قدرته على مواصلة عمله في ظروف أحسن، ظلت المديرية تسيير بالنيابة من لدن المندوب الإقليمي فترة غير قصيرة ما خلف فراغات حقيقية انعكست سلبا على المنظومة الصحية جهويا من خلال تسيير أعرج، وخروقات كثيرة ومتعددة، تنضاف إلى النقص ليس فقط المهول بل الكارثي في الموارد البشرية بجميع أصنافها، وخاصة التخصصات وترك المجال لكافة أشكال الزبونية والمحسوبية، وعدم احترام للمسالك العلاجية بعد الإنزال القوي لما أطلق عليه ب “راميد” درا للرماد في الأعين، في غياب توفير المناخ الملائم والإمكانيات الطبية والتجهيزات والبنيات التحتية لتفعيل تغطية صحية حقيقية.
ومازاد الوضع قتامة كثرة التوثرات، والاكتظاظ والإنتظارات والمواعيد المبالغ فيها، والتي قد تصل أحيانا أكثر من سنة ودواليب طبية لا تنتهي ، كل ذلك مصحوب بتلاعبات لا تقل مقتا كاستدراج المرضى إلى المصحات الخاصة وإلى صيدليات بعينها…
وسط كل هذه الرداءة الصحية تم تعيين مدير جهوي جديد على رأس الجهة الجديدة بني ملال-خنيفرة، ويتعلق الأمر بالسيد بوطرادة المصطفى. فهل سيتمكن من معالجة الاختلالات والمشاكل الكبرى التي تتخبط فيها المنظومة الصحية الجهوية والقطاع الصحي بمختلف مناطق الجهة وعلى رأسهم المركز الاستشفائي الجهوي الذي تحول إلى ما يسمى ب “الكراج” نظرا لكونه يستقبل عددا من المرضى يفوق عشرات المرات إمكانياته الخدماتية والطبية وموارده البشرية.
حسن مرتادي