أسراب الجراد تجتاح المئات من الهكتارات بإقليم أزيلال

العين الإخبارية/عادل م
خلف إجتياح أسراب هائلة من الجراد لبعض المناطق بإقليم أزيلال منذ أزيد من شهرين ،إستنفار مختلف المصالح بالإقليم في محاولة للحد من الخسائر التي يخلفها هذا النوع من الجراد ،خاصة على مستوى المحاصيل الزراعية لمئات الهكتارات من الأراضي بالإقليم ،و المتموقعة بالأساس على نطاق جماعات تاكلفت ،أنركي ،تيلوكيت و أسكسي ،حيث علمت «الاحداث المغربية» أن إجتماعات تعقد على قدم و ساق من أجل الخروج بإجراءات عملية للحد من هذه المعضلة التي قضت مضاجع الساكنة المحلية التي وجدت نفسها عاجزة أمام هذا الاجتياح الغير متوقع لأسراب الجراد.
مصادرنا أشارت الى إنعقاد مجموعة من الاجتماعات في هذا الصدد ،تضمنت حضور ممثلين عن السلطات المحلية و المديرية الإقليمية للفلاحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، و هي الاجتماعات التي خلصت الى ضرورة إيفاد تقنيي المصالح المعنية الى المناطق المتضررة، والتي أثبتت معاينتها الميدانية، الحاجة لتدخل عاجل للقضاء على أسراب الجراد التي اجتاحت مساحات واسعة من أعالي جبال ازيلال ،وهي مناطق يصعب الوصول الى بعضها عبر الآليات ،الامر الذي يشكل عقبة للحد من هذه الأسراب الكبيرة من الجراد.
وحسب نفس المصادر ،فمن العقبات التي واجهتها المصالح التقنية الموكل اليها عملية محاربة الجراد بالمناطق الجبلية المذكورة ،عدم التزام بعض الفلاحين المحليين بالتوجيهات التي تلقوها في هذا الإطار ،و المتعلقة بضرورة اخلاء جميع المناطق المتضررة من الجراد من قطعان المواشي و خلايا النحل التي تنتشر بالمنطقة على نطاق واسع ،وذلك إيذانا بإنطلاق عملية المعالجة بالمواد الكيماوية ،و ذلك للحيلولة دون تضرر هذه القطعان من الماشية و خلايا النحل من آثار المواد الكيماوية،و التي قد تتسبب في نفوقها على الفور.
و في سياق متصل ،أثار موضوع اجتياح أسراب الجراد للمناطق المذكورة بأزيلال ،نقاشا بدورة مجلس جهة بني ملال خنيفرة لشهر يوليوز الجاري ،بعد أن طرحته عضوة المجلس فاطمة كريم ،و التي دعت الى ضرورة تحمل المجلس لمسؤولياته في هذا الإطار من خلال التدخل العاجل لدعم المجهودات التي تبذلها مصالح اقليم ازيلال لمحاربة هذه الأنواع من الحشرات الضارة والحد من انتشارها ، ونبهت من الاضرار الاقتصادية والبيئية التي تسببها للمناطق المجتاحة ، خاصة ان هذه المناطق تعاني بالفعل من اقصاء و تهميش كبيرين ،كما نوهت بإلزامية تخصيص المجلس لميزانية يتم استخلاصها من صندوق الطوارئ للقضاء على الجراد قبل ان يصل الى مناطق أخرى ،في خضم تكاثره السريع ،الامر الذي سيشكل كارثة مضاعفة ،تدفع بالمئات من الفلاحين الى حافة الافلاس ،حسب نفس المتحدثة .
و تواصلت تحذيرات المتدخلين في قطاع الفلاحة من اجتياح أسراب الجراد لإقليم ازيلال ،و ذلك بعد مطالبة أعضاء من غرفة الفلاحة لجهة بني ملال-خنيفرة، خلال أشغال الدورة الثانية للغرفة المنعقدة صباح يوم الثلاثاء 10 يوليوز الجاري بني ملال، وزارة الفلاحة التدخل العاجل و الفوري للحد من انتشار الجراد بإقليمي أزيلال وبني ملال ،على حد تعبيرهم.
و حسب نفس المتدخلين ،الذين يتحدر اغلبهم من اقليم ازيلال فإجتياح أسراب الجراد للاقليمين ،خلف أضرارا وخيمة سواء على المستوى الاقتصادي او البيئي ،و ذلك بتضرر مباشر للمئات من الهكتارات من الأشجار المثمرة و المزروعات بمختلف أنواعها ، بالرغم من بعض التدخلات التي تقوم بها المصالح المختصة، و المتمثّلة في عمليات رش ومعالجة مساحات واسعة تابعة للجماعات الترابية انركي- تاكلفت– تيلوكيت- اسكسي ،إلا انها تبقى دون المستوى المنتظر.
من جهة أخرى حذرت رقية أخنافور ،عضو مجلس جهة بني ملال خنيفرة ،و المتحدرة من منطقة تيلوكيت ،في إتصال هاتفي ب «الأحداث المغربية» من مغبة وصول أسراب الجراد ،التي وصفتها المتحدثة بالهائلة ،الى بعض المناطق التي تعرف تواجد أشجار مثمرة متنوعة ،كأشجار الخوخ و اللوز وبعض الخضروات ،الأمر الذي سيشكل كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى بالنسبة للمئات من الفلاحيين المحليين ،حيث ابدت في هذا الصدد نفس المتحدثة استغرابها من الطرق التقليدية التي يتم من خلالها معالجة أسراب الجراد و التي تقتصر على معالجة الجراد القريب من الطرق الرئيسيّة بسبب صعوبة الوصول الى مناطق أعمق تتسم بالوعورة ،مطالبة بإلزامية الاستعانة بطائرات بإمكانها معالجة مساحات كبيرة في وقت جد وجيز ،كما باستطاعتها الوصول الى المناطق يصعب الوصول اليها عبر السيارات.
من جهة أخرى ،أفادت معطيات صادرة عن المكتب الوطني للسلامة الغذائية ،ان المصالح المختصة تمكنت بالفعل من معالجة ما مجموعه 2900 هكتار بإقليم أزيلال ،و 300 هكتار بإقليم بني ملال ،بالمبيدات الحشرية ،وهي المعالجة التي تم التأكيد حسب نفس المصدر أنها ستستمر خلال الفترة المقبلة الى حين القضاء النهائي على أسراب الجراد.