أطروحة لنيل الدكتوراه في الجغرافية برحاب كلية الآداب والعلوم الانسانية بني ملال
عبد الرزاق حنفي/ العين الإخبارية
نوقشت يوم الجمعة 7 يناير 2022 برحاب كلية الأداب والعلوم الانسانية بني ملال أطروحة لنيل الدكتوراه في الجغرافية التي تقدم بها الطالب الباحث عبد العالي أيت عمر بعنوان ” الهجرة الدولية بين محددات الترابية ورهان التنمية المستدامة بمدن واحات دادس وتودغى؛ نموذج مدن: قلعة مكونة، بومالن دادس، تنغير” تحت إشراف الأستاذ الدكتور محسن إدالي. وتكونت لجنة المناقشة من السادة الأساتذة:
_ الدكتور محمد ميوسي رئيسا؛
_ الدكتور محسن إدالي مشرفا ومقررا؛
_ الدكتور رضوان ماضي عضوا؛
_ الدكتور سعيد عارف عضوا؛
_ الدكتور الحسن فرحات عضوا.
وقسم الدكتور الباحث أطروحته إلى ثمانية فصول متناولا إشكالية الهجرة الدولية في علاقاتها بسيرورة بناء الترابية بمجال مدن واحات دادس وتودغى (تنغير، قلعة مكونة، بومالن دادس)، ومدى إسهامها في تحقيق التنمية المستدامة بهذه المجالات، التي ارتبطت بالهجرة عامة لقرون، والهجرة الدولية لسنوات.
تنطلق الأطروحة من إشكالية محورية مفادها أن اختلال التوازن بين العناصر المشيدة لترابية قائمة وسائدة لفترة معينة بمجال الواحات عامة ومدنه بشكل خاص، أعطى ونتج عنه- الاختلال- ظاهرة الهجرة الدولية كتعبير عن تجاوز المجتمع والمجال لمحددات الترابية القائمة، التي أنتج تفككها ظواهر سوسيو مجالية متعددة تلعب دور المعلومة والفاعل المجدد والمشيد لصرح ترابية جديدة على غرار الهجرة الدولية، التي تشكل سببا ونتيجة في نفس الآن؛ نتيجة لاختلال الترابية القائمة وألية فاعلة في بناء ترابية جديدة، ضمن سيرورة الترابية المشتملة على صيروررتين: البناء، التفكك، إعادة البناء، ثم الانتشار، التقادم، التجديد.
فالهجرة الدولية تعمل على إنجاز تحولات وتدخل تجديدات على يومي المهاجر ومجالاته، لينقلها بدوره لمجاله ومجتمعه الأصلي الذي يستقبلها كتجديد في أولها، لتصبح من خصوصياته مع انتشارها وتقادمها، وحلول مؤثرات أخرى؛ أي الترابية باعتبارها صيرورة تغيرية، تلازم الهجرة الدولية سببا ونتيجة.
ترتبط الهجرة الدولية بالتنمية باعتبار الأخيرة لن تخرج بدورها عن محددات بناء الترابية المتمثلة في صيرورة التحول السوسيومجالي الذي تعد التنمية أحد أوجهه.
لمقاربة الإشكالية والتحقق من فرضية الارتباط بين الهجرة الدولية والترابية والتنمية، تم الاعتماد على عُدَةً منهجية تجلت في التركيز على المهاجر الدولي بمجال الدراسة، والتنويع في المناهج والمقاربات، وأساليب جمع المعطيات التي جمعت بين الدراسات السابقة، والاستمارة والتحريات الميدانية، مع الالتزام بالشروط الإبستمولوجية، وحدود الإطارات النظرية، التي تضع كلا من: الهجرة الدولية، الترابية، التنمية المستدامة ضمن اهتمامها.
فمجال الدراسة ربط علاقة وطيدة بالهجرة الدولية لتتحول إلى خاصيته المميزة وظاهرة بنيوية تعني له الكثير، لدورها الكبير في صيرورة بناء ترابيته وتحقيق تنميته المستدامة، باعتبار الهجرة الدولية فاعلا أساسيا في بناء يومي المهاجر وتغييره أولا، ثم تغيير مجاله الأصلي أو مجال انطلاقه المهيأ والمستعد لهذا التجديد الذي أدخلته الهجرة الدولية وكان ذو مفعول وتأثير قوي في مراحله الأولى، لكن درجة أداء المؤثرات المرابطة بالهجرة الدولية تتراجع مع قدمها وتجدد أجيالها وبزوغ مؤثرات وعناصر أخرى.