أكاديميون يناقشون دور التراث و السياحة في التنمية المستدامة
في إطار ندوة دولية بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالمحمدية…
المحمدية/عادل المحبوبي
ينظم ماستر نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد والكارطوغرافيا وتطبيقها في التهيئة الترابية بشراكة مع مختبر دينامية المجالات والمجتمع ،و تكوين الدكتوراه : البيئة الساحلية : التراث الطبيعي، التمدين، اللوجيستيك والسياحة ،ندوة دولية حول موضوع «التراث والسياحة : أي دور في التنمية المستدامة » ،وذلك يومي 17 و 18 ماي الجاري ، برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية.
و يأتي تنظيم هذه الندوة الدولية الهامة ،حسب منسقتها الدكتورة جميلة السعيدي ،في سياق تدارس الطرق المناسبة لإستغلال التراث و تفعيله و إبراز القدرات المتوفرة و الآفاق المستقبلية لإعادة تثمين التراث بكل فروعه، و جعله قوة محركة للتنمية السياحية و المستدامة في نفس الآن.
و نوهت الدكتورة السعيدي ،في تصريح ل «أحداث أنفو» ،بأهمية دراسة التراث بإعتباره يشكل هوية الإنسان و خصوصيته ،مع العلم أنه يختلف من مجتمع إلى آخر و من حضارة إلى أخرى،تبعا لطبيعة تفاعل الإنسان مع محيطه البيئي ،حيث تتجسد هذه الديناميكية ،حسب نفس المتحدثة، في العديد من الأنشطة البشرية من أبرزها النشاط السياحي الذي يجب أن يخضع لمعايير و ضوابط التنمية المستدامة لتفادي الآثار السلبية للسياحة على التراث.
و أكدت منسقة الندوة ،على الدور الذي تلعبه السياحة بكل أنواعها ،بإعتبارها مجالا لتطوير التراث و الإقتصاد معا ،خاصة في ظل المتغيرات الدولية الآنية ،مضيفة في هذا الصدد بأن التراث الإنساني لكل حضارة و مجتمع بمكوناته المتنوعة من تراث مادي و لا مادي و بتشعباته المختلفة من آثار و أدب و فنون و تراث طبيعي ،هو الرصيد الحقيقي لتحقيق التنمية المستدامة المبنية على أسس ثابتة هدفها المساهمة الحضارية في تحقيق التطور و التغلب على مختلف الصعاب التي تحقق عائقا في وجه التنمية ،و ذلك بتفعيل القطاع السياحي لخدمة التراث و التنمية المستدامة.
و حسب نفس المصدر ،فالندوة ستركز كذلك على دراسة تأثير جائحة “كوفيد 19” على القطاع السياحي عامة ،و على المغرب على وجه الخصوص ،و سبل الحد منها ،عبر محاولة تقديم حلول و مقترحات عملية بإمكانها النهوض بهذا القطاع الحيوي الذي يعد الشريان الرئيسي لإقتصاديات العديد من الدول.
و اختتمت الدكتورة جميلة السعيدي ،كلمتها ،من خلال الإشارة إلى الاهتمام الذي يوليه المغرب للتراث كمورد سياحي مهم ،عن طريق نهجه لمقاربة ديناميكية تهدف إلى دمج التراث في مشاريع التنمية ،و هو ما تبلور بشكل فعلي في الاستراتجية السياحية الأخيرة التي جاءت ببرنامج «التراث و الموروث» الذي يعتبر أحد البرامج الستة لتحقيق التنمية ضمن رؤية 2020 للتنمية السياحية.
و تجدر الإشارة إلى أن الندوة ،ستتضمن دراسة محاور متعددة ،في مقدمتها محور السياحة و التنمية المستدامة ،و محور التراث الثقافي و السياحة المستدامة ،و محور التراث الطبيعي و مساهمته في تنمية السياحة الإيكولوجية ،و محور حول جائحة كورونا و تأثيرها على السياحة و التواصل و السياحة الذكية ،كما ستتخلل أشغال الندوة تنظيم ورشة خاصة بعرض الملصقات و خرجة ميدانية يوم الأربعاء 18 ماي الجاري.