أدانت محكمة الاستئناف ببني ملال الأربعاء الماضي متهما بتكوين عصابة إجرامية والاعتداء الجسدي على ضحيته، بالسجن ثلاثة سنوات حبسا نافذا، بعد أن اقتنعت هيأة الحكم بالمنسوب إليه، في حين قضت المحكمة ذاتها بإدانة فتاتين وشاب آخر بثمانية أشهر سجنا نافذا تهمة المشاركة واستدراج الضحية إلى منطقة مظلمة لسلبه ما بحوزته باتفاق مع المعتدي الذي حاز المسروق.
وتعود تفاصيل الملف الذي استأثر باهتمام سكان الحي المجاور لمنزل الضحية، عندما شاع خبر الاعتداء على جارهم من قبل مجهولين عرضوه للعنف بمعية ابن عمه قبل يسلباهما هواتفيهما المحمولة فضلا عن سرقة مفتاح المنزل وبعض أغراضهما، قبل أن يخليا سبيليهما تحت التهديد والوعيد بالقتل إن قدما شكاية لدى المصالح الأمنية.
وأفادت مصادر مطلعة، أن تنفيذ عملية السرقة التي استهدفت الضحية الذي كان يحوز هاتفا ذكيا تم التخطيط لها بذكاء من قبل الفاعلين الذين لم يكن أحدهما سوى صديق الضحية الذي ابتلع الطعم دون أن يعلم ما يحاك ضده في الخفاء سيما أن المتهم الرئيسي في الملف استقدم فتاتين لتنفيذ الخطة ويضمن لها هامشا كبيرا من النجاح، وأمرهما باستدراج الضحية رفقة ابن عمه إلى مكان مظلم بالقرب من المركب الرياضي ليستفرد بغريمه وينال منه وطره.
وأضافت مصادر متطابقة، أن الفتاتين عرضتا على المتهم ومرافقه، بعد استمالتهما، نزهة قصيرة وسط المدينة، لكن شريطة الابتعاد عن أعين الفضوليين والاستمتاع باللحظات الجميلة تحت جنح الظلام ما استحسنه الضحية ورفيقه اللذين قبلا العرض دون تردد ليظفرا بخليلتيهما ويستمتعا بهما بعيدا عن أعين المتلصصين.
ولم يكن الضحية ومرافقه يعلمان أنه تم استدراجهما إلى مكان خال، ليخلو الجو للمتهم الذي كان ينتظر فرصة الاعتداء عليهما ما تحقق له رفقة مساعده عندما باغت العاشقين المتيمين تائهين في دروب النشوة، وفجأة وجدا نفسيهما أمام معتدين مصرين على إلحاق الأذى بهما، مؤكدين أنهما لن يقبلا أي تسوية إلا بسلبهما هواتفيهما المحمولة فضلا عن استيلائهما مفتاح المنزل الذي تعرض للسرقة أياما قليلة بعد واقعة الاعتداء على الضحية.
وبمجرد أن تقدم الضحية بشكايته لدى المصالح الأمنية، مؤكدا تعرضه للاعتداء من قبل مجهولين استوليا على هاتفه الذكي فضلا عن هاتف مرافقه، كما تعرض منزله للسرقة في ظروف غامضة، ربط المحققون بين الحدثين اللذين لم يقعا وفق قناعتهم صدفة، وأثبتت التحقيقات الجارية أنهما وقعتا بفعل فاعل، بل تم التخطيط بذكاء للعمليتين بتنسيق مع متعاونين سرعان ما انكشفت هويتهم بعد الإيقاع بالمتهم الرئيس الذي انشغل بتطبيقات الهاتف المسروق دون أن يعلم أن نظام المراقبة وتحديد الموقع ” ج، ب،س” كفيل بالإيقاع به، قبل أن يقود المحققين إلى بيته أياما قليلة بعد مباشرة التحقيقات التي أشرفت عليها الشرطة القضائية ببني ملال.
وكانت المفاجأ صاعقة عندما وجد الضحية نفسه وجها لوجه أمام صديقه الذي وثق به وكشف له عن كل أسراره وممتلكاته ما خلق الضغينة في قلب مرافقه الذي خطط للاستيلاء عليها بمعية أفراد العصابة دون مراعاة أواصر الصداقة التي كانت تجمعهما.