إدالي يبرز اسهامات جامعة السلطان مولاي سليمان في قضايا الهجرة
العين الإخبارية: عادل المحبوبي
تم يوم السبت 10 غشت الجاري ،بالقاعة الكبرى لولاية جهة بني ملال خنيفرة ، تنظيم لقاء تواصلي في إطار الاحتفاء باليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج، و ذلك تحت شعار “استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج: فرص وآفاق”، برئاسة الكاتب العام لولاية جهة بني ملال خنيفرة، إبراهيم بوتويلات ، وبحضور عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج والسلطات المحلية وممثلي مؤسسات اقتصادية، و رئيس قطب الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال.
وفي كلمة بالمناسبة، قال الكاتب العام لولاية جهة بني ملال خنيفرة ، إن الاحتفال بهذا اليوم يندرج في إطار الجهود التي تبذلها الدولة لتعزيز جسور التواصل بين المصالح الإدارية والمغاربة المقيمين بالخارج، من أجل تبسيط المساطر الإدارية لفائدة هذه الفئة من المجتمع، وذلك تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
و أكد المتحدث ذاته ، أن تنظيم هذا اللقاء شكل فرصة سانحة لإبراز الإنجازات التي حققها المهاجرون المغاربة المقيمون بالخارج ، و كذا مساهماتهم الكبيرة في الدفع بعجلة الإقتصاد الوطني، خاصة من خلال انخراطهم البناء في الأوراش التنموية التي أطلقتها البلاد.
من جهته، ألقى الدكتور محسن إدالي، رئيس قطب الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال،و الخبير في قضايا الهجرة، (ألقى) مداخلة قيمة، عرض من خلالها العديد من النقط المرتبطة بموضوع اللقاء، خاصة في الشق المتعلق باستثمارات المغاربة المقيمين بالخارج و انعكاساتها على التنمية المحلية، دون إغفال الإشارة إلى إسهام جامعة السلطان مولاي سليمان في سؤال الهجرة.
و في هذا الصدد، نوه الدكتور محسن إدالي، في مداخلته بأهمية استثمارات مغاربة العالم في تنمية اقتصاد البلاد، عبر إغناء الخزينة بالعملة الصعبة سواء من خلال التحويلات المالية، أو عبر الاستثمار في مختلف القطاعات الإنتاجية خاصة في العقار و السياحة، مقدما العديد من الأرقام الإحصائية التي أكدت ذلك.
و في نفس السياق، أشار إدالي إلى أن مجموع تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج بلغ 109.15 مليار درهم عام 2022 ،مقابل 93.67 مليار درهم سنة 2021، ما يؤكد التنامي الملحوظ في حجم هذه التحويلات، مشددا في المقابل أن حجم الاستثمارات لم تتجاوز 10% من هذه التحويلات، بسبب ضعف مواكبة و متابعة المستثمرين و كذلك الصعوبات الإدارية و المسطرية التي تعترض استثماراتهم.
و خصص رئيس قطب الدراسات في الدكتوراه حيزا مهما من مداخلته لإبراز المكانة التي تحتلها قضايا الهجرة ضمن اهتمامات جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، خاصة تلك المرتبطة بالإسهامات البيداغوجية ،سواء تعلق الأمر بالأطاريح الأكاديمية على مستوى الدراسات في الدكتوراه و التي فاقت 30 أطروحة ذات صلة بالهجرة الدولية ،نوقشت بالفعل 10 منها و نالت ميزة مشرف جدا مع التوصية النشر ،و اعتماد ماستر يعنى بقضايا الهجرة تحت مسمى “الهجرة الدولية ،المجال و المجتمع” و الذي أسس سنة 2014 بشراكة مع شعبة السوسيولوجيا بجامعة لورين الفرنسية ،و كذا إعتماد إجازة في التميز حملت تيمة “الديمغرافيا، الهجرة و التعدد الثقافي” ،و هي الإجازة التي ستفتح المجال للطلبة للولوج إلى ماستر جديد تمت المصادقة عليه من طرف الوزارة الوصية على القطاع خلال الأيام القليلة الماضية تحت مسمى “ماستر التميز: الهجرة و التنمية الترابية”.
دور جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال في إبراز قضايا الهجرة الدولية ،حسب نفس المتدخل ، شمل كذلك الجانب المرتبط بالبحث العلمي، من خلال حرص الجامعة على المشاركة الفعالة في الندوات الوطنية و الدولية ذات الصلة بالهجرة ،و توقيع اتفاقيات شراكة جمعتها بعدد من الفاعلين الدوليين كالوكالة البلجيكية للتنمية و مؤسسة “بروجيطو موندو” ،دون إغفال إشراف مختبر دينامية المشاهد و المخاطر و التراث التابع للجامعة على إصدار العديد من المقالات العلمية المحكمة حول القضايا الهجروية، أو في إرتباط بالحركية الدولية في إطار برنامج ارسميس.