إنها بني ملال التي تسكن شغاف قلب طلحة جبريل
سعيد فالق
أعادتني جملة وردت في مقال الصديق والكاتب الصحفي طلحة جبريل، بني ملال ترضع من ضوء القمر، إلى أيام خوالي، وتحديدا سنة 2000 ، وهي المرة الأولى، حسب علمي، التي وطئت قدماه أرض بني ملال، وكنت نظمت لقاء بغرفة التجارة والصناعة والخدمات ببني ملال حضره الكاتب المتألق عبد الكريم جويطي وطبعا طلحة جبريل، تمحور حول علاقة ” الخبر بين الصحافة والكتابة الأدبية” وكان الحضور قويا ومتنوعا، وظل المدعوون ينتظرون وصول طلحة الذي كلفت بإحضاره من الدار البيضاء إلى بني ملال، وكانت تحذهم رغبة التواصل مع ضيفنا الذي كان أول صحفي عربي يحاور الراحل جلالة الحسن الثاني، وكان آنذاك ممثلا لجريدة الشرق الأوسط بالمغرب.
كانت اللقاء متميزا، أغناه المتدخلون العاشقون للمعرفة بأسئلتهم القيمة، وكانت إجابات طلحة ممتعة ومقتضبة لكنها كانت تفي بالغرض.
توج ضيفنا طلحة ليلته الماتعة بمقال صحفي وضعه في الصفحة الأخيرة لجريدة الصباح التي أنشئت سنة 2000، واختار له عنونا مازال صداه يتردد على مسامعي طيلة عقدين من الزمن” بني ملال ترضع من ضوء القمر”
طلحة جبربل في نص جديد
“درس الشارع ” في بني ملال
مدينة تستيقظ وتتركك نائماً، تنام فتغافلك وتستيقظ . بني ملال مدينة ترضع من ضوء القمر، تتدثر في الشتاء بثلوج ناصعة البياض، تتمدد في الصيف وتغفو تحت شجرة زيتون وارفة الظلال.عندما يحنو القمر يبدو بدراً مكتملاً، وفتيات المدينة هي بدور طوال السنة. النجوم والسماء الصافية ترج الخيال رجاً، وناس بني ملال شباباً وشابات، نساء ورجال، فيهم الكثير من الصفاء. تقول بني ملال، تقول التمازج الجميل بين فسيفساء القبائل، إذ هي مدينة تفيض جمالاً وبهاءً وعراقة، الطبيعة تتحول إلى لوحات، والناس تطفح بالبشر.
تقول بني ملال، هي البروليتاريا الرثة، وحياة صعبة. تقول بين ملال ، تقول طلابك الذين تقطع الفيافي والقفار لتلتقي معهم، يفرحون بك وتفرح بهم. تقول بني ملال، تقول شرفة فندق صغير، والكثير من القراءة والموسيقى. تقول بني ملال ، تقول الناس الطيبيين ، تتذكر من خلالها “ناس أمدرمان”
.تقول بني ملال، مدينة تحبها كثيراً، تحب طالباتك وطلابك أكثر. تتحدث لهم عن آخر نظريات الصحافة، تقول لهم ما يقال للتو في جامعات ميريلاند وكولومبيا وميشيغان . تقول بني ملال، هي رسالة لطلابك من سبع كلمات: معكم أبداً، أحبكم كثيراً،أنتم رائعون وجميلون.