يندرج مشروع “تمكين” للدعم التربوي عن بعد، ضمن حزمة من التدابير والإجراءات، ذات الصلة باتفاقية شراكة تم إبرامها بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة كطرف أول ،وبين مؤسسة “تمكين” للتربية كطرف ثان، وذلك يوم الثلاثاء 01 نونبر الجاري بمقر الأكاديمية.
وتهدف الاتفاقية في بعده التقني والتربوي والبيداغوجي إلى اعتماد مقاربة الدعم عن بعد لتلامذة السنة الثانية باكلوريا سيما أولئك الذين يحتاجون إلى دعم ومساندة للحاق بأقرانهم.
وتستند مقاربة الدعم عن بعد إلى عدة لوجيستيكية للتكنولوجيا الحديثة عبر شبكة الإنترنيت ، وتهدف في شموليتها إلى تعزيز قدرات التلاميذ وتقوية المهارات، والتفاعل مع الوضعيات واكتساب المعارف وتطوير المسارات التربوية من خلال جدولة زمنية قياسية كفيلة باستيعاب حمولات معرفية متعددة الجوانب والأهداف.
ويهدف المشروع التربوي الجديد الرامي إلى إرساء مقاربة دعم جديدة جديدة، ويستند في مرجعيته إلى الأوراش التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتي تمت برمجتها خلال الفترة مابين 2015 و2018 لتفعيل مضامينها.
ويستمد المشروع مرجعيته من تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، حول الرؤية الاستراتيجية 2015/2030 للإصلاح التربوي،حيث تؤكد المادة 6 من التقرير ذاته على ضرورة اعتماد آليات كفيلة بضمان التتبع الفردي للتلاميذ ،واعتماد دعم تربوي للمتعلمين المتعثرين دراسيا.
وتنص المادة 79 من نفس التقرير، على تبسيط ومعيرة آليات التقييم والدعم التربوي، وذلك ضمانا لتوفر المتعلمين على حد مقبول للنجاح ومتابعة الدراسة فيما بين المستويات والأسلاك التعليمية.
ويتوخى مشروع الدعم التربوي عن بعد، مساعدة تلاميذ السنة الثانية من سلك البكالوريا “مسلك علوم الحياة والأرض والعلوم الفيزيائية” وتحسين مستواهم الدراسي، والرفع من مردوديتهم في المواد العلمية التالية: الرياضيات- علوم الحياة والأرض علوم فيزيائية.
ويستهدف المشروع فئة التلاميذ المتحدرين من أسر ذات الدخل المنخفض بالدرجة الأولى، والذين تكشف التقييمات والتشخيصات ضعفهم في المواد العلمية واللغات حيث تروم منهجية الدعم تقوية المكتسبات، وإعدادهم لخوض امتحانات البكالوريا في ظروف جيدة بالمجان.
ويؤسس المشروع المتعاقد في شأنه بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بني ملال خنيفرة ومؤسسة “تمكين” لتقديم دروس الدعم والتقوية عن بعد وعبر شبكة الإنترنيت في الموادسالفة الذكر وهي دروس نوعية مغايرة للدروس العادية من حيث استراتيجيات التعلم والتحصيل الدراسي، فضلا عن السعي إلى تأهيل التلاميذ وتتبع مدى جاهزيتهم لاجتياز امتحان البكالوريا في ظروف متاحة ،وذلك من خلال تنويع أساليب التعلم وردم الهوة الرقمية في مجال التربية والتعليم ،استنادا إلى إدماج تكنولوجيا الاتصال في مسارات التعلم.
وتشير المبادئ الأساسية للمشروع، إلى كون خدمة الدعم عن بعد تكتسي طابع المجانية ، ويتعهد كل طرف من الأطراف المتدخلة بالوفاء بالتزاماته حقوقا وواجبات مع جعل مصلحة التلميذ فوق كل اعتبار، والسعي إلى عدم احتساب مردودية التلميذ في حصص الدعم في أي مكون من مكونات التقويم ،والالتزام بمواقيت وحصص الدعم ،والإخبار في حال وجود عذر، وتنص المبادئ ذاتها على تأسيس ناد للدعم التربوي عن بعد في كل مؤسسة تعليمية يؤطره ميثاق شرف بين كافة المتدخلين.
وتعود دواعي احتضان المشروع من قبل المديرية الإقليمية لقطاع التربية الوطنية ببني ملال إلى إيمان الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بني ملال خنيفرة بضرورة إقحام المديريات في توزيع المهام وتفعيل مبدإ التشارك فضلا عن كون المؤسسات الحاضنة تتوفر على قاعة متعددة الوسائط ومجهزة بالعدة الرقمية والربط بشبكة الإنترنيت، فضلا عن رغبة المؤسسات في الرفع من مستوى تلاميذها وحصولهم على نتائج جيدة ،خاصة تلك التي تتسم أوضاعها بالهشاشة الاجتماعية في صفوف تلامذتها.
وترتبط المساعي ذاتها برغبة الأكاديمية في الرفع من عتبة النجاح فضلا عن كون الجهة تتوفر على فريق تربوي جهوي كفء يشتغل ضمن برنامج “جيني “ويسهر على تكوين الأطر التربوية والإدارية منذ سنوات في مجال إدماج التكنولوجيا الحديثة في التعلم.
ورغبة في تحقيق النتائج المرجوة والمعتمدة لمشروع “تمكين”،ستنطلق المرحلة الأولى في عدد محدود من المؤسسات التعليمية ، تبعا للشراكة المتعاقد في شأنها بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بني ملال خنيفرة ومؤسسة “تمكين” للتربية في أفق توسيع هامش التجربة على باقي المؤسسات التعليمية الثانوية الـتأهيلية بالجهة، فور التأكد من جاهزيتها لتبني المشروع وتوفير الظروف المناسبة لإنجاحه..