الزيارة الملكية لبني ملال تستنفر المصالح الإدارية والأمنية
تستعد مدينة بني ملال عاصمة جهة تادلة أزيلال، لاستقبال جلالة الملك محمد السادس الذي يحل بالمدينة للوقوف على مدى إنجاز المشاريع التي أشرف على تدشينها خلال زيارته السابقة سنة 2010، وملامسة مدى تفاعل مسؤوليها مع التوصيات الملكية التي تحث على تنمية العنصر البشري، وخلق مشاريع تنموية لاستقطاب مزيد من اليد العاملة التي تزخر بها المنطقة وامتصاص البطالة.
وتسود حالة استنفار عامة مختلف مصالح المدينة، التي تحولت إلى أوراش مفتوحة مع تسريع وتيرتها استعدادا للزيارة الملكية التي يتوق إليها سكان الجهة منذ مدة، للقطع مع مواصفات مدينة لم تنجز مشاريع مهيكلة ترفعها إلى مصاف المدن العصرية، سيما أن مسؤولين مركزيين قدموا إلى بني ملال مطلع الأسبوع الجاري، لترتيب إقامة جلالته بمقر عمالة الإقليم، التي يعرف مقرها اجتماعات يومية، لحث المسؤولين على الاستعداد الدائم لاستقبال جلالته وتتبع أشغال المشاريع التي تستدعي العمل ليل نهار لإنجاز بعض أشطرها.
كما تشهد مختلف أحياء المدينة حملة واسعة النطاق لقتل الكلاب الضالة التي ينخر أجسادها رصاص القناصة الذي يقتلون يوميا أعدادا كبيرة منها، بعدما تكاثرت قطعانها لغياب وسائل تحد من أعدادها.
كما شنت المصالح الأمنية حملة واسعة ضد المشردين وكل المشتبه فيهم الذين لا يتوفرون على بطائق هوية، لإبعادهم عن المدينة التي تشهد حركة غير عادية بعد قدوم مختلف المصالح الأمنية، لتأمين السير العادي للزيارة الملكية التي يتطلع إليها المواطنون، ويأملون أن تضخ دماء جديدة في شرايينها.
وأفادت مصادر مطلعة، أنه يرتقب أن تعرض على أنظار جلالته ما مجموعه 15 مشروعا، تجسد مختلف المشاريع التنموية بالجهة، منها مثلا الطريق السيار الرابط بين برشيد وبني ملال، الذي أنجز بتكلفة مالية تقدر ب06 مليار درهم، ما يساهم في تقريب المنطقة باقي الأقطاب الاقتصادية داخل المملكة وخارجها، وكذا توسيع مطار بني ملال بتكلفة مالية تقدر ب170 مليون درهم ،لتسهيل عبور أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج.
كما يرتقب تدشين دار الثقافة ببني ملال والفقيه بن صالح، وأنجزت الأولى بشراكة ثلاثية بين وزارة الثقافة ومجلس جهة تادلة أزيلال والمجلس البلدي لبني ملال، بتكلفة مالية ناهزت 13 مليون درهم، إذ جهزت بأحدث التجهيزات التقنية ذات المواصفات العصرية والمعايير الدولية.
كما يرتقب تدشين مشروع قطب الصناعة الغذائية الفلاحية بجماعة أولاد امبارك، على مساحة تقدر ب 208 هكتار، بتكلفة مالية تناهز 850 مليون درهم، ويضم 200 وحدة إنتاجية، تهم تحويل مجموعة من المنتجات النباتية والحيوانية، من زيتون وحوامض وحليب ولحوم حمراء وبيضاء، فضلا عن مشاريع تهيئة الأنشطة الاقتصادية بمدينة الفقيه بن صالح ب 46 مليون درهم، ومنطقة الأنشطة الاقتصادية بقصبة تادلة ب 40 مليون درهم، وتهيئة الأنشطة الاقتصادية بدمنات بما يناهز 24 مليون درهم، علاوة على تدشين مركز متعدد الاختصاصات وكذا سوق السمك ببني ملال، وتزويد منطقة فطواكة بدمنات بالماء الصالح للشرب بتكلفة مالية 24 مليون درهم.
وأكد أحمد شدا رئيس الجماعة الحضرية لبني ملال، أن الغلاف المالي الإجمالي لتنفيذ برنامج تأهيل المدينة، بلغ ما يناهز 997 مليون و 400 ألف درهم موزعة ما بين الدراسات (27 مليون و600 ألف درهم) والبنيات التحتية (441 مليون و 600 ألف درهم، فضلا عن إنجاز مشاريع تنموية وإصلاحية أخرى، ما يعطي للمدينة رونقا وجمالية، تمنحها مواصفات المدينة العصرية، وتؤهلها لتلعب دورها الريادي في الجهة.