الجزائري الشيخ شمس الدين بوروبي صاحب البرنامج الشهير .. انصحوني.. بقناة النهار الجزائرية يحذر من لصوص النصوص ومن تبني وباحتضان الجماعات المتطرفة وللمعسكرات التكفيرية

العين الإخبارية
نظمت زاوية سيدي ابراهيم البصير ببني عياط ،باقليم ازيلال موعدها السنوي احياءا للذكرى 48 لإنتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون. وذلك أيام 19-20 يونيو 2018 تحت شعار ” التصوف الاسلامي وثقافةالسلم والتسامح“ .
وقد استهلت فعاليات الندوة الدولية في جلستها الاولى بكلمة ترحيبية ومداخلة تقديمية من طرف رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراساتوالإعلام، مولاي اسماعيل بصير تتطرق في البداية إلى جديد قضيةالاختفاء القسري للمقاوم محمد البصير متزعم انتفاضة موقعة الرملة بمدينةالعيون في يونيو 1970 من خلال تنظيمه لتجمع نضالي تعبوي ضدالمستعمر الاسباني بالصحراء المغربية في نفس الوقت واللحضة التي كانفيها المستعمر بالموازاة لذلك يقوم بحشد مجموعة من الصحراويين بهدفتكريس سياساته الاستعمارية بالصحراء ولكبح المقاومة وإجبارها علىالاستسلام إلا أن ذلك لم يتأتى له بل كان رجالات المقاومة الأشاوس اشدوأقوى من وطأة المستعمر ما دفعه إلى اعتقال وتعذيب واختطاف المقاومالبصير والذي لا تزال جثته مجهولة المكان بعدها أكد احد كبار العسكرالاسباني خلال تلك الفترة وفي إحدى هذه الندوات السنوية على وفاته دونأن يعلم مكان جثته.
بعد ذلك تحدث مولاي إسماعيل البصير على المنهج السلمي في حركةوانتفاضة محمد البصير ضد الاستعمار وكذا دور الزاوية التي نشأ وتربىوترعرع بها المقاوم سيدي محمد البصير في تثبيت السلم ونشر ثقافةالتسامح وكدا إسهامات إمارة المؤمنين في نشر وتجسيد سلم وأمنالمجتمعات الإنسانية : الصحراء المغربية نموذجا.
وجاءت مداخلة الشيخ الدكتور رياض أكد من خلالها دعوة الإسلام إلىالوسطية والاعتدال والتسامح في حين أعرب الشيخ السيد لخت حسنين عميدكلية الحسنات ببرمنكهام ببريطانيا في عرضه حول الإسلام الصوفي ثقافةوسلام عن القيمة الدينية للتصوف في كافة تجلياته الرمزية كدعامات روحيةلنشر القيم الإنسانية في أبعادها الكونية وكدا عمق مساهمة الصوفية فيالتنشئة على ثقافة السلم والسلام والمحبة بين الناس والتسامح والتعايشوالانفتاح على الأخر إضافة الى ثقافة التواصل والتفاعل الايجابي بينالشعوب والمجتمعات كما أكد على أن الصوفية في منهجيتها الدعوية علىالمرونة في تقبل التعددية وحرية الاختيارات دون تعصب او إقصاء للاخر .
في حين تناول الأستاذ محمد المرتضى بوسو القاضي الشرعي في المحاكمالسنغالية ومحاضر دولي دور المتصوفة وجهودهم في سلم وامن المجتمعات . وجاءت مداخلة الشيخ شمس الدين بوروبي صاحب برنامج الشهيرانصحوني بقناة النهار الجزائرية ليشدد من خلالها على الفوضى التي عمت قضايا الإفتاء وانتشار البدع وأساليب التفكير وعنون مداخلته ب“ التحذيرمن بدعة التكفير“ حيث أعرب عن أسفه الكبير لما ألت إليه أوضاع الأمةالإسلامية من شتات في قراءة الآيات بسبب لصوص النصوص ودعاة تقسيمالتوحيد وقد أدى استيلاء اللصوص على النصوص يقول الشيخ شمس الدينإلى لغو وتأويل في مجالس أصبحت كلها صياح وضجيج ودعا في ذاتالوقت إلى العناية بالعلم والتدريس والانخراط الايجابي في هموم المجتمعوقضايا الأمة .
وتوقف الشيخ شمس الدين عند خطورة ما يحاك ضد الأمة الإسلامية بصفةعامة . وضد المحيط الإقليمي المغاربي من ظاهرة امتداد لصوص النصوصإلى مناطق التوثر واستغلال ذلك كمنصات ومعسكرات لتنظيمات وجماعاتمتطرفة تم تبنيها في جبهات غير متحكم فيها دوليا بهدف تطويل أمدالنزاعات الهامشية بين الأشقاء خدمة لمصالح قياديين منتفعين من هذهالصراعات التي لا تزيد سوى من مآسي ومعاناة الناس داخل هذه المناطقفي الوقت الذي دعا فيه المغرب إلى السلم والتسامح والتعايش بين أبناء البلدالواحد والأمة الواحدة بقوة كافة الأصول .
كما أشار الأستاذ الدكتور العلامة عدنان زهار وهو باحث ومؤلف في العلومالشرعية والتصوف بمدينة الجديدة بالمغرب موضوع تجليات قيم التسامح فيالتربية عند سادة الصوفية واعتبر في بعده الديني قيمة تعبدية مضافة لقيمالإسلام الحنيف وليس بالمفخرة أو الحظوة المجتمعية أو تلك الطرق الصوفيةالتي تتعاطى مع الدين الإسلامي بكثير من الآفات التي تفرغ التصوف منعمقه التربوي الديني التعبدي وفضائله على تماسك بنيان عقيدتنا السمحاء.
أما الجلسة العلمية الثانية والتي افتتحت بمداخلة الشيخ الدكتور محمدسرور الشيخ عبد المحمود شيخ الطريقة السمانية بمدينة طابت وأستاذالحديث بجامعة أم درمان الإسلامية بالسودان مبرزا في كلمته حاجة الناسوالمجتمع للتربية الصوفية على قيم التسامح .
في حين أكدت مداخلة الشيخ العلامة حامد عبد الرحمان الحمداني عضوالمجلس القومي للذكر والذاكرين بالسودان . على أهمية الزوايا والطرقالصوفية في توعية الأمة على قيم التسامح .
ثم جاءت بعد ذلك مداخلة الدكتور اقتدار كرامات مدير معهد إعداد القيادةوتطوير المجتمع بمدينة برمنكهام ببريطانيا مشيرا في عرضه التحليليالمعرفي إلى السلام واللاعنف في الإسلام مبرزا بالآيات القرآنية الكريمةعلى أن الإسلام دين التسامح و السلام ولا شيء غير ذلك .
ثم مداخلة الدكتور عادل الحرازي أستاذ جامعي من اليمن تناول فيهاوسطية الصحابة رضي الله عنهم .
فيما جاءت مداخلة الدكتور الهادي حمدان معاطي أستاذ مساعد بجامعةالسلام بكلية التربية بالسودان ومدير مركز الدعوة الإسلامية وتأهيل الأئمةوقف من خلالها على أهمية الوسطية منهج النبوة والسلف .
بعد ذلك أكد الدكتور محمد الياس أستاذ مشارك بالجامعة الإسلامية باسلاماباد بباكستان ورئيس المركز العالمي للحوار والبحث والوعي على جهود اهلالتصوف وأسس التعايش السلمي في المجتمع الإسلامي .
كما وقف الأستاذ رشيد اليزيدي أستاذ باحث بجامعة القاضي عياضبمراكش على أهم القواعد والأسس التي يجب على المؤمن التحلي بهالتكريس ثقافة السلم والتسامح في المجتمع وجعل ذلك سلوك وضوابط علىمستوى كافة مناحي حياة الأفراد والجماعات وذلك بعرض تحليلي بعنوان“قاعدة جلب المصالح ودرء المفاسد وتطبيقاتها المتعلقة بالسلم والتسامح فيالمجتمع“ كما ابرز الداعية الإسلامي بدولة السودان الشيخ مازن عدنانمعراوي على إدانة الإسلام للتشدد والعنف والإرهاب سيما وان روح وجوهرالإسلام يقول الشيخ معراوي هو السلام والرحمة بين الناس أجمعينواختتمت المداخلات بعرض للشيخ خالد سانا داعية إسلامي ومدير المركزالإسلامي بواغادوغو بوركينافاسو تضمن بالشرح والتدقيق بناء الفكرالصوفي على الحب والتسامح والتعايش كما عرفت الندوة العلمية الدوليةفعاليات موازية تمثلت بتكريم وإهداء أدرع تذكارية لشيخ الطريقة السمانيةبالسودان هاشم احمد الطيب الفاتح تسلمها من شيخ الطريقة البصيريةمولاي إسماعيل ابنه الدكتور محمد الفاتح قريب الله كما تم إهداء 500 نسخة من كتاب الطريقة المريدية بالسنغال “تاريخ وتعريف “ من مطبوعاتمؤسسة محمد البصير للأبحاث والدراسات والإعلام من تأليف الدكتور كريمالجيلالي وفي مجال البحوث المقدمة للندوة والمقبولة للطبع .
حظيت بذلك كل من مداخلة الدكتور محمد المهدي التمسماني من شفشاونبالمغرب وهو باحث في التصوف بعنوان “الإسلام والأمان والمحبة في مقاماتالإسلام والإيمان والإحسان” ثم مداخلة الدكتور انس محمود جرادالعيساوي من العراق بعنوان الوسطية مفهومها من منظور الصوفية وأثرهافي نشر قيم التسامح بين المجتمعات وقد تميزت الندوة كذلك بالاعلان عننتائج امتحانات البكالوريا شعبة التعليم العتيق التابعة لمدرسة الزاويةالبصيرية في اول سنة لها وبلغ عدد المترشحين 15 طالبا يدرسون بالمدرسةالبصيرية منهم مغربي واحد والباقي طلبة من دولة السينغال الشقيقة وتوفق13 منهم ومستدرك واحد وحصل منهم الطالب عبد الغفور امباكي والحاصلعلى اعلى معدل وطني في شعبة التعليم العتيق ب 16,95 وبذلك تكون تجربةالمدرسة البصيرية بزاوية الشيخ سيدي ابراهيم البصير ببني عياط إقليمأزيلال تجربة موفقة وخلاقة في هذا المنهاج التربوي بجودة متميزة.
تغطية :حسن المرتادي