احتفت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل لبني ملال، ليلة أمس الثلاثاء، بذكرى 20 يونيو 1981 بالبيضاء بمشاركة قوى اليسار أبرزها حزب فيديرالية اليسار الذي حضر أعضاؤه بقوة في المسيرة الشعبية التي جابت شارع محمد الخامس وكذا ساحة التغيير التي اجتمع فيها المشاركون في المسيرة التي رفعت فيها شعارات تطالب بالتغيير الشامل لنظم المجتمع وبناء المجتمع الديموقراطي الحداثي القائم على الحرية والعدالة والكراكة الإنسانية.
كما شارك في المسيرة السلمية عدد من الطلبة والمحامين والأساتذة فضلا عن أحزاب سياسية دعمت المسيرة بشعارات تندد بالوضع القاتم بعد فشل الحكومات المتوالية في فرض سياسة تنموية تنقذ البلاد من السكتة القلبية.
وعاشت المسيرة أجواء احتفالية زاد من جذوتها الكنفدرالي حسن الحرشي الذي أضفى على المسيرة السلمية أجواء حماسية تخللتها شعارت منددة بالأوضاع المزرية للطبقات الشعبية التي تطالب بعيش كريم، مع ذم السياسيين الذين فشلوا في بناء مغرب الديمقراطية القائم على الحرية والكرامة مطالبا بتغيير جذري للنخب بعد أن فشلت في تنزيل مشروعها التنموي الذي يضع في صلب اختياراته المواطن المغربي الذي بات يعيش ظروفا صعبة.
واستعاد المشاركون في المسيرة السلمية الذكريات الأليمة لانتفاضة 1981 بمدينة الدار البيضاء التي شهدت احتجاجات اجتماعية شعبية، وارتوت الشوارع فيها بدماء شهداء “الخبز” الذين طالبوا حكومة المعطي بوعبيد آنذاك بوقف مسلسل ارتفاع الأسعار الذي لايتوافق وقدراتهم الشرائية البسيطة.
وكانت حكومة المعطي بوعبيد أعلنت زيادة في أسعار المواد الغذائية الأساسية بضغط من المؤسسات المالية الدولية، فواجهت الكونفدرالية المغربية للشغل القرار الحكومي الصادر بدعوة لتنظيم إضراب عام في البلاد يوم 20 يونيو1981، وكان هذا القرار ضربة قوية للحكومة التي لم تول أولوية لراحة المواطن.
وبعد أن استجاب المواطنون لقرار الإضراب في مدينة الدار البيضاء التي تعد قطبا اقتصاديا للبلاد، قامت قوات الأمن، في محاولة لإفشاله، بمواجهة وتشتيت التجمعات،وتفاعلت السواعد المرفوعة والأصوات الصادحة مع تدخل الأمن بتكثيف الهتاف والثبوت على المطالب، وتطورت الأمور إلى اندلاع مظاهرات شعبية في مختلف الأحياء الشعبية بالمدينة، تدخلت على أثرها قوات وواجهت تلك الاحتجاجات بالقمع والعنف والاعتقالات.
