الموت يخطف نوبير الأموي، أحد مؤسسي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل
سعيد فالق
بعد صراع مع المرض، توفي يومه الثلاثاء الجاري أحد مؤسسي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل نوبير الأموي عن عمر 85 سنة بعد تجربة نقابية ناجحة أعطت للعمل النقابي قيمته ونبله،
الراحل من مواليد سنة 1936 بمدينة سطات، عرف بمواقفه النضالية، التي استمدتها من تجربته السياسية ممثلة في انتمائه إلى حزب الاستقلال الممثل للشريحة الكبرى من الحركة الوطنية إبان فترة الاستعمار، قبل أن تنشق عنه أحزاب سياسية رسمت طريق جديدا في النضال تأسيس صرح العمل النقابي ما أثمر تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل سنة 1978 التي دشنت إضرابها الأول، ونجمت عنه توقيفات العديد من رجال التعليم عن العمل ليعيشوا بعدها فترة عصيبة بعد أن انسدت في وجوههم آفاق العمل.
ولد الراحل، في منطقة ابن أحمد سنة 1935، وكباقي المناضلين الذين عاشوا في أوساط شعبية، امتهن التدريس بعد حصوله على الشهادة التي تؤهله بالالتحاق بسلك التدريس، وأصبح بعدها مفتشا تربويا للتعليم الابتدائي، وانضم إلى نقابة الاتحاد المغربي للشغل التي شكلت آنذاك الجناح النقابي للحركة الوطنية، ونظرا لعمقه النضالي، اختاره الزعيم المهدي بن بركة مسؤولا عن اللجنة العمالية بالرباط في 1963، وبدأت في هذه المرحلة قصته مع الاعتقالات والمضايقات في ذروة الاستقطاب بين الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وحزب الاستقلال.
في سنة 1992، ذاع صيته بعد المحاكمة بعد أن رفعت الحكومة دعوى قضائية ضده على خلفية حواره مع صحيفة الباييس الإسبانية، وصف فيها الوزراء بأنهم “لصوص” حسب دفاع الحكومة محمد زيان، وصدر في حقه حكم بالسجن سنتين نافذتين، قبل أن يشمله الملك الحسن الثاني بعفو ملكي، بعد قضائه أربعة عشر شهراً من الاعتقال.
انشق الأموي ورفاقه عن الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية سنة 98 لتأسيس حزب المؤتمر الوطني الاتحادي. في سنة 2018سيتنحى نوبير الأموي من الأمانة العامة للكونفدرالية، بعدها تدهورت حالته الصحية وفارق الحياة تاركا غصة في حلق رفاقه الذين نعوه لمكانته المتميزة التي تبقى عنونا عريضا للنضال النقابي الصادق.