ثقافة وفن

الدرس الافتتاحي الأول لماستر السرد والثقافة بكلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال

العين الإخبارية سعيد فالق

شهد رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال ، الخميس الماضي انطلاق الدرس الافتتاحي الأول لماستر السرد والثقافة بكلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال بحضور وازن للطالبات والطلبة الذين كانت تحذوهم رغبة كشف أغوار مختبر سردي يشرف عليه منسق المادة ذ. عبد الرحمان غانمي، الذي افتتح درسه بتقديم المحاور الكبرى لماستر السرد الذي شكل قيمة علمية مضافة للكلية سيما أنها انفتحت على أهم مكون إنساني طبع الوجود الكوني بخاصية لا تجسد الأبعاد الإنسانية، ومن تم فالاحتفاء بمكون السرد أو الحكي وربطهما بسيرورة الإنسان يكتسي أهمية قصوى، وينبئ بمسار أفضل يؤكد إصرار الجامعة المحتضنة، على عزمها السير قدما لتطوير مهارات الطالب والرفع من مستواه العلمي والثقافي من خلال برامج علمية وثقافية تصقل مواهبه.

وانخرطت الطالبات وطلبة الفصل الأول- الفوج السادس، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، مع محتويات الدرس الأول الذي استحضر في جوهره البعد التواصلي مع العديد من الطلبة والطالبات الذين شاركوا بكثافة تأكيدا على تعطشهم وتفاعلهم الإيجابي مع المحتويات المعرفية التي تم انتقاؤها بعناية، بما يلائم غايات وتوجهات المختبر السردي، في أفق إشباع نهمهم الفكري والمعرفي بعد أن قدموا من مختلف الجهات، تأكيدا على حرصهم الدائم على ضمان انطلاقة جيدة لدروس ماستر السرد والثقافة بالكلية.

ولتجلية مفهوم السرد حتى يبدو أكثر وضوحا في أذهان طالبات وطلبة شعبة الماستر السردي، اعتبر الأستاذ المحاضر كون‭ ‬السرد،‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬الشعرية،‭ ‬أحد المكونات الأساسية في‭ ‬بنية‭ ‬القصيدة العربية الضاربة في أعماق التاريخ،‭ ‬مشيرا إلى ‬نماذج من‭ ‬هذه‭ ‬النصوص في العصر الجاهلي وتحديدا المعلقات أو‭ ‬‮«‬المذهبات‮»‬،‭ ‬التي يستهلها ‬الشاعر بمقدمة طللية سردية، لتأخذ بعد ذلك أبعادا سردية فيما تبقى من الأغراض الرئيسية للقصيدة.

وتفاعلت الطلبات والطلبة مع العديد من الموضوعات التي تطرق إليها منسق المادة، من قبيل الحديث عن مفهوم الشعرية التي تعالج الوظيفة الشعرية وعلاقتها بالوظائف الأخرى للغة، بمعنى أن الشعرية لها علاقة بالبنيوية والأسلوبية والسيميائيات وغيرها من علوم اللغة.

وفي سياق التعريف بمفهوم الشعرية الغربية، تمت الإشارة إلى الفيلسوف تزفتان تودوروف، الذي أدرج المفهوم ضمن العلوم التي تهتم بالخطابات ككل، وبالتالي فتاشعرية لاتعتني بالشعر وحده، بل تأخذ أيضا فنون الكلام الأخرى بالحسبان من منطلق أنها ذات صلة بالأدب. كما تم الحديث عن مفهوم الشعرية لدى الناقد واللساني جاكوبسون واجتهاداته في مفهوم الأدبية، وهي التي تجعل موضوعها علم الأدب الذي يعنى بالآليات وطرائق الصياغة والتركيب.

إن إثارة العديد من المفاهيم التي تخص مجال السرد في الدرس الافتتاحي، استدعت الحديث عن مفهومي العجائبية والغرائبية مع الإشارة إلى الروائي فرانز كافكا الكاتب التشيكي التي تصنف رواياته منها ” المسخ” ضمن الواقعية العجائبية التي تتضمن أبطالا غريبي الأطوار يجدون أنفسهم وسط مأزق سريالي، بل يتحول بطل الرواية غريغور إلى حشرة في مشهد سريالي.

ولمساعدة الطالبات والطلبة على الانفتاح على منابع العلم والمعرفة وشحذ همهم، قدم الأستاذ المحاضر عددا من المراجع التراثية و الحديثة باللغتين العربية والفرنسية من أجل الاستئناس والاستعانة بها في إنجاز ما ينتظر منهم من واجبات تؤهلهم للمراحل المقبلة ، وإدماجهم في سيرورة مختبر ماستر السرد والثقافة المنفتح على مختلف الثقافات المعاصرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى