بائع جائل متضرر يهدد بالانتحار رفقة ابنه ببني ملال
سعيد فالق
تابع حشد من المواطنين ببني ملال، أمس السبت، مشهدا صادما لمواطن صعد إلى سقف بناية سويقة تمكنونت، وهدد برمي نفسه بمعية ابنه الذي كان يحمل لافتة دون فيها مطالبه التي اعتبرها مشروعة، وأصر على فكرة الانتحار ، في حال عدم تحقيق مطالبه المتمثلة في تمكينه من حقه، وتوطينه بالسويقة سيما أنه تلقى وعودا بتسوية مشكلته منذ ما يقارب سنة، وظل ينتظر تنفيذ الوعود، إلى أن فوجئ بقرار حرمانه من محله التجاري بالسويقة الجديدة التي انتقل إليها عدد من الباعة الجائلين بعد بنائها وتجهيزها للقضاء على ظاهرة احتلال الفضاءات العمومية، من قبل الباعة الجائلين، الذي يمارسون تجارتهم في فضاءات وسط المدينة ويساهمون الترييف والبؤس الاجتماعي.
وهدد المتضرر الذي انتابته موجة غضب عارم، بإلقاء طفله الصغير من فوق سطح سويقة تمكنونت النموذجية ببني ملال، احتجاجا على حرمانه من محله التجاري الذي استفاد منه آخرون، ليقضى على أحلامه التي كان يمني بها نفسه رفقة زوجته وابنه الذي عاش لحظات رهيبة، بعد أن احتشد حولهما مواطنون بذلوا كل ما في وسعهم، للعدول عن فكرة الانتحار سيما أن السلطات الإقليمية والمحلية، باشرت تحرياتها في الموضوع وشرعت في البحث عن حلول سريعة ترضي المتضرر وابنه وتوطينه بالسويقة النموذجية.
واستنفرت مصالح الأمن كل عناصرها، بعد الاتصال بعناصر الوقاية المدنية التي أحضرت آليات التدخل للحيلولة دون تنفيذ الرجل الغاضب وعوده، ليعيش الحاضرون لحظات رهيبة، بعد إصرار المحتج على تنفيذ فكرته، وعدم اقتناعه بالحلول التي قدمت له معتبرا إياها وعودا كاذبة.
وبعد حوار مضن، بادرت السلطات المحلية بحضور عناصر أمنية إلى فتح حوار مع البائع الجائل خوفا من وقوع الكارثة، فضلا عن تدخل مواطنين ورفاق المتضرر، لإقناع البائع الجائل الذي تملك ابنه رعب شديد، قبل أن يتراجع عن فكرته ويلتحق بأسرته التي رجته بالعدول عن تصرفاته، قبل أن يتم اقتياده إلى مخفر شرطة الديمومة للاستماع إليه في محاضر رسمية، ومعرفة تفاصيل الحادث الذي كاد أن يتحول إلى كارثة إنسانية.
وواصل رفاق المتضرر احتجاجهم أمام باب السويقة النموذجية، تعبيرا عن رفضهم الطريقة التي باشرتها الجمعية المكلفة بالمشروع، وأقصت عددا منهم، وطالبوا السلطات الإقليمية بالتدخل العاجل من أجل تسوية مشاكل السويقة، كما قرروا الدخول في اعتصام الى حين الاستجابة إلى مطالبهم. ورغم بعض المشاكل التي طفت على السطع بعد توزيع المحلات التجارية على المستفيدين، وغضب باعة آخرين لعدم استفادتهم من المشروع، كان بناء سويقة تامكنونت ببني ملال حدثا كبيرا، لأنه استوطن المئات من الباعة الجائلين الذين كانوا يملؤون أزقة وشوارع المدينة، وقضى على مظاهر الترييف بها، وقلص هامش انتشار النفايات التي تخلفها الأسواق الهامشية المنتشرة في المدينة، وفي انتظار إيجاد الحلول لغير المستفيدين من المتضررين يظل المشروع إنجازا كبيرا للمدينة، في انتظار خلق مشاريع أخرى لتخليص المدينة من مظاهر البؤس والبشاعة