غير مصنف

“باي باي” سوق الغديرة الحمراء، رائد التنمية المعطوبة في بني ملال

بقلم: سعيد فالق

شرعت السلطات المحلية، منذ أمس الاثنين، مدعومة ببعض عناصر الأمن في تحرير سوق الغديرة الحمراء الذي جسد في أذهان الملايين نقطة سوداء تحول دون تنمية المدينة ، وتجمع كل أنواع العاهات والأمراض الاجتماعية التي تسببت في إنجاب أجيال معطوبة بحكم انفتاحها على فضاء ات موبوءة ، أثرت سلبا على المحيطين بها.

ويعتبر طاقم العين الإخبارية، أن تحرير السوق من أهم الإنجازات التي حققها الوالي الخطيب لهبيل لأنه استأصل ورما خطيرا فتك منذ زمان بشباب الأحياء المجاورة، رغم توفيره بعض القوت لفئة قليلة كان تعتبر السوق مصدر رزقها، لكنه ظل ينتج أمراضا عديدة سرعان ما تصيب الساكنة المجاورة للسوق بتداعياتها، رغم تقديمها شكايات عديدة منذ ما يقارب 30 سنة، لكن لوبي الانتخابات كان يحرص على بقاء هذه الخلفية الانتخابية التي ترجح كفته عند الفرز وتخول له تدبير شأن المدينة.

وبمجرد الشروع في بناء سوق نموذجية بواجهة تامكنونت لاحتواء جميع باعة السوق المجاورة، تداعت آخر قلاع الانتخابات وتهاوت دعائمها، تحت عزم وضربات السلطات الإقليمية التي رفضت أي مساومة في هذا الملف الذي شكل مصدر قلق ساكنة المدينة والجمعيات المدنية والحقوقية، التي كانت ترى في بقائه نقطة سوداء ينبغي القضاء عليها في أسرع وقت لتحرير المدينة من عبء ثقيل كان يشسكل مصدر قلق للساكنة.

وفشل العمال والولاة السابقون في استئصال جذور هذه السوق، التي تحولت إلى وباء كان يأتي على الأخضر واليابس ، ورغم محاولاتهم الخجولة التي أثبت فشلهم في تدبير الملف، ظلت سوق الغديرة الحمراء عبئا يجثنم على صدر مدينة بني ملال التي ظلت تنتفس الحرية وتنشد التغيير الاجتماعي وتأمل ترتيب الأوراق التي تبعثرت بعد التخلص من المسامير التي قادت المدينة نحو الدمار.

لن تمر هذه المبادرة الناجحة التي حررت المدينة من وباء كان ينشر الأمراض الاجتماعية بين صفوف الشباب، دون أن تخلف ردود الرافضين الذي لا يخجلهم بأن يحولوا مدرسة للناشئين إلى فضاء للعهر وإنتاج القبح، لكن عزم الوالي الخطيب على القضاء على إحد أهم معاقل البؤس الاجتماعي التي تفرخ الجريمة حرر ساكنة المدينة من كابوس مزعج عمر طويلا..

إنها خطوة تنضاف إلى المشاريع المنجزة التي ستغير ذهنية كانت لا ترى في المدينة إلا مجالا للربح والاسترزاق، وستزرع في نفوس ساكنتها الأمل للتخلص من كل المظاهر السلبية التي تنتجها فضاءات كانت تتلبس بلبوس النوايا الاجتماعية، لكن كانت تخفي وراءها نوايا سيئة، تنكشف حقيقتها بمجرد اقتراب مواعيد الانتخابات التي كرست واقعا مهزوما سرعان ما يستعيد عافيته بمجرد أن يتسلم المنتخبون الفاسدون مقااليد المدينة التي يحولونها إلى فضاءات ريعية لا يستفيد منها إلا المقربون منهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى