بريطانيا تعلن المقاطعة وفرنسا وإسبانيا وألمانيا في الطريق والنقل التلفزيوني يتكبد خسارة مالية فادحة

بات كأس العالم روسيا 2018 على كف عفريت، بعدما أعلنت الحكومة البريطانية، على لسان رئيسة وزرائها، تيريزا ماي، انسحاب إنجلترا من المونديال المقرر الصيف المقبل، على خلفية اتهامات لروسيا بتسميم جاسوس بريطاني سابق رفقة ابنته، والذي وجد في 4 مارس الجاري فاقدا للوعي رفقة ابنته بمنطقة سالزيري جنوب غرب البلاد، كما طردت دبلوماسيين روسا من أراضيها.
وأخذت القضية أبعادا خطيرة في الساعات القليلة الماضية، بعدما أعلنت فرنسا وألمانيا وإسبانيا ودول أوربية أخرى تضامنها مع بريطانيا، إذ باتت بدورها تدرس قرار الانسحاب من المونديال، وهو ما يشكل ضربة قوية لأكبر حدث رياضي الصيف المقبل.
وأكدت الحكومة البريطانية، أنها تملك أدلة تورط الروس في تسميم العميل، فيما ذهب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القول إن الدلائل التي جمعت في الملف، “خطيرة وتورط روسيا بشكل مباشر”. وفي محاولة منه لإنقاذ المونديال، تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ببلاغ قال فيه إنه متشبث بتنظيم كأس العالم بروسيا في يونيو المقبل، وإنه يضع ثقته في كل المنتخبات والجماهير واللجنة المنظمة، من أجل جعل الحدث العالمي المقبل “تاريخيا وناجحا”.
وأعلن الاتحاد الدولي أن الظروف مواتية بروسيا من أجل تنظيم المونديال، ولا ينوي التراجع عن ذلك. من جهة ثانية، زادت روسيا من تعميق الأزمة، بردها بشكل قوي على قرارات بريطانيا، بمنع شركات بريطانية من العمل بموسكو، وهو ما بات يهدد أيضا النقل التلفزيوني للمونديال عبر العالم، علما أن الشركات البريطانية تعتبر الأكبر عالميا، والتي تؤمن النقل التلفزي لمباريات المونديال لأغلب القنوات الكبرى قاريا.
ومن شأن قرار الروس هو الآخر، أن يؤدي بـ “فيفا” إلى تكبد خسارة مالية قياسية، ناهيك عن ضربة مالية موجعة لأكبر المجموعات الإعلامية في العالم، والتي تبث المونديال حصريا في مناطق مختلفة في القارات الخمس، في الوقت الذي وضع الاتحاد الدولي في موقف حرج وصعب. ودافعت روسيا عن نفسها بنفي كل الاتهامات الموجهة لها، إذ قال أليكسي سوروكين، رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم، إن أبواب ملاعب المونديال ستفتح لكل الجماهير البريطانية، ولن يمنع محب لكرة القدم من ولوج الأراضي الروسية لمتابعة المباريات، مشيرا إلى أن “قرار بريطانيا لن يؤثر على تنظيم المسابقة”، في محاولة منه للتقليل من شأنه.
ووصلت الأزمة إلى دواليب الأمم المتحدة، إذ طالبت بريطانيا بعقد جلسة طارئة مساء أمس (الخميس)، وذلك لاستصدار قرار دولي ضد روسيا، يمهد الطريق لنسف المونديال، في سابقة تاريخية بكرة القدم منذ عقود
العقيد درغام
.