الفقيه بن صالح/عادل المحبوبي
بعد أزيد من نصف شهر ،عن دخول ساكنة اولاد النفاوي ،بجماعة دار اولاد زيدوح اقليم الفقيه بن صالح في اعتصام غير مسبوق ،بسبب ما اعتبروه خطرا يتهدد صحتهم و صحة ابناءهم جراء مخلفات القناة التي تحمل مياه الصرف الصحي من بلدية اولاد عياد ،و المياه المستعملة في الغسل الصناعي لأحد معامل السكر بالمنطقة ،و التي يمر مجراها من عدد من الدواوير و الحقول الفلاحية ،وتصب في واد ام الربيع بشكل مباشر،الأمر الذي يتسبب في أضرار جمة للفرشة المائية بصفة خاصة ، و المنظومة البيئية بصفة عامة ،قرر المحتجون رفع الاعتصام ،بعد مراطون من المفاوضات و المحادثات مع المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي ،آخرها الحوار الذي جمع بين لجنة حوار مكونة من 7 اشخاص يمثلون السكان المعتصمين ،بعامل الاقليم محمد قرناشي ،و هو الحوار الذي شكل نقطة تحول في الملف بعد ان خلص في نهايته الى اتخاذ قرار رفع المعتصم بناء على مجموعة من التعهدات المبرمة بين الطرفين.
و علمت «العين الإخبارية» ،ان موافقة الساكنة على رفع المعتصم الذي شكل إحراجا كبيرا للمسؤولين المحليين بدار أولاد زيدوح ،بعد اتخاذه مسارات غير مسبوقة ،بسبب مشاركة العشرات من الساكنة المحلية فيه ،و مبيتهم بشكل يومي بالخلاء ،و اغلاقهم لمجرى «الصافية» احتجاجا على الوضع ،الذي تم وصفه في كثير من التصريحات بالمزري و الغير محتمل ،جاء بناء على ضمانات مقدمة من طرف العمالة في شخص عامل الاقليم ،خلال الحوار الذي جمع الطرفين صبيحة يوم الإثنين 29 يناير الماضي ،وشهد حضور رئيس المجلس الاقليمي كمال محفوظ ،و رئيس قسم الشؤون الداخلية بالعمالة ، ورئيس الدائرة والقائد ، تطمينات و تعهدات تتجلى في العمل على تغطية كيلومتر واحد من الصفاية المارة من وسط دوار اولاد النيفاوي ،حيث تم التأكيد في هذا الصدد ان الاشغال ستبدأ بشكل فعلي بعد شهرين ،و كنسها و تنظيفها انطلاقا من اولاد عياد وصولا الى دار اولاد زيدوح ،و توقيف «الواد الحار» بشكل نهائي ،و اخيراً التأكيد على التزام معمل السكر بجاهزيته انطلاقا من شهر يونيو القادم للاحتفاظ بمياهه داخل المعمل على ان يتم تدويرها و تصفيتها.
و تضمن الاتفاق بين الطرفين ،حسب بيان صادر عن لجنة الحوار ،رفع الاعتصام على الفور ،و إنهاء جميع الاحتجاجات ،بداية من المسيرة الاحتجاجية التي كان مزمعا تنظيمها اليوم الموالي لانعقاد الحوار ،انطلاقا من مكان الاعتصام و صولا الى عمالة الفقيه بن صالح ،فيما ستعهد للجنة الحوار ،حسب نفس البيان ،متابعة الاشغال التي تم التعهد بها من طرف عامل الاقليم ،و تنفيذ الوعود بشكل متوازي مع الغلاف الزمني من اجل احترام المواعيد المحددة بينهما.
و حسب نفس البيان ،فالمعتصمون يحتفظون لأنفسهم الحق في العودة ،في اي وقت ،للاحتجاج في حالة الاخلال بأي نقطة من المقترحات التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين.
و أخيرا ،لم تغفل لجنة الحوار ،خلال نفس البيان الذي توصلت «العين الإخبارية» ،تقديم شكرها ،لكل من السلطات المعنية بالملف لتفاعلها الجاد معه ،و شكر الساكنة التي تكبدت عناء البرد و السهر و الجوع من اجل المطالبة بغلق مجرى الصفاية.