حوار

بناء الروح الجماعية لفريق رجاء بني ملال سبيل لتحقيق الصعود إلى القسم الوطني الأول

سعيد فالق

تأسس فريق رجاء بني ملال سنة 1956 بعد اندماج فريقي المدينة آنذاك الاتحاد الملالي والمولودية الملالية، اللذين كانا يمثلان فرق المقاومة ضد الاستعمار على غرار باقي مدن المغرب و ربوعه من طرف السيد عبد اللطيف المسفيوي الذي كان أول من ترأس الفريق وتعاقب عليه بعد ذلك أكثر من رئيسا آخرهم حسن العرباوي.  

و تمكن الفريق من الفوز ببطولة المغرب سنة 73-74 ووصل 3 مرات إلى المربع الذهبي لكأس العرش سنوات 1965 – 1971 و 1995. شارك في كأس محمد الخامس الى جانب فرق أوروبية، وبلغ نهائي كاش شمال افريقيا 1975، ونهائي نهائي كأس المغرب العربي للأندية البطلة.

 تعاقب على الفريق مند تأسيسه 77 مدربا، أولهم كبور ورديغي وآخرهم وهو المدرب الحالي العلوي الإسماعيلي.

 و أنجب الفريق لاعبين كبار أمثال الولد 1و 2  وعبد الكريم اعشيبات هداف البطولة الوطنية موسم 78 ب 17هدفا..و باباي و مازي و الحاج كبور و الحبيب، والقداري، وحسن  جرديني، وعليبو، ومحمد  بدراوي ، وحسن فاضل ….

اعتبر محمد العلوي الإسماعيلي تجربته بفريق رجاء بني ملال ناجحة، لتوفره على البنيات التحتية لممارسة كروية جديدة، فضلا عن وجود مكتب مديري يوفر كل الدعم للفريق الذي يسير بخطى ثابته نحو المراكز الأولى بفضل الأجواء المناسبة وحماس جماهير الفريق التي تتابع تفاصيل إنجازات فريقها الذي عاش ظروفا صعبة الموسم الماضي.

وأشار العلوي أن نجاح فريق رجاء بني ملال يكمن في الروح الجماعية للاعبيه، إذ أن لا أحد فيهم يضمن رسميته كليا، وبالتالي فإن التنافس على المراكز مفتوح إلى آخر مباراة في البطولة.

وأكد العلوي أن من بين أهدافها الأولى حفاظ الفريق على مكانته بالقسم الوطني الثاني وخلق فريق تنافسي لاحتلال مراتب متقدمة في سلم الترتيب وانتظار ما تسفر عنه المباريات القادمة.

 وأضاف، أنه يتابع مسيرة الفئات الصغرى لاكتشاف مواهب الفريق ومنها فرصة التألق مع الفريق الأول للمدينة على أمل الاعتماد على كفاءات اللاعبين المحليين في المواسم القادم بنسبة كبيرة.

  • لماذا اخترت تدريب فريق رجاء بني ملال رغم طلبات العروض التي عرضت عليك من قبل فرق أخرى؟

تاريخ فريق رجاء بني ملال لا يمكن أن يطمسه إلا جاحد، أو جاهل بإنجازات الفريق التي تحققت في الماضي القريب أو البعيد، إذ حصل الفريق على البطولة الوطنية سنة 1973 وتفوق على فرق رياضية تحتل الواجهة في البطولة الحالية، وأنجب لاعبين كبارا ، وبالتالي فإن المدربين الشباب يطمحون للتعاقد مع فريق رجاء بني ملال لاعتبارات عدة، منها طموح الدائم للفريق  وتوفر الأجواء لممارسة كروية جيدة مع وجود بنيات تحتية مؤهلة تساعد المدربين على أداء واجبهم وتحسين مردودية اللاعبين الذين يتطلعون بدورهم لحمل فريق رجاء بني ملال.

كما أن توفر فريق رجاء بني ملال على جماهير رياضية عاشقة للفريق، تساعد المدرب على التفاني في عمله والواصل الدائم مع لاعبيه الذين يقدم له ما يملكه من خبرات تساعدهم على تطوير أدائهم في الملاعب.

ويمكن أن أضيف نقطة مهمة ساعدتني على القيم بعملي على أحسن وجه، هي وجود مكتب مديري متجانس يرأسه حسن عرباوي الذي يكرس كل جهده لمصلحة فريقه، ويوفر كل متطلبات المدرب ويعمل جاهدا على ضمان راحة لاعبي الفريق، ويبذل جهودا لتوفير الإمكانيات المادية التي تعتبر حافزا للاعبي الفريق الذين يعيشون أجواء مثالية مع فريقهم الجديد.

تأسيسا على ماسبق، فإن ظروف العمل في فريق الجديد رجاء بني ملال جد مواتية، منحتني كل الحوافز لأعرض مشروعي على المكتب المديري الذي وجدت في أعضائه الثقة المطلوبة التي ساعدتني على تنزيل أفكاري واستراتيجية العمل التي أعددتها لإسعاد جماهير الفريق التي تنتظر منا جميعا تحقيق نتائج إيجابية..كما وجدت تواصلا فعالا مع سلطات المدينة وعلى رأسها والي الجهة الذي لا يبخل في تقديم الدعم ويعمل جاهدا عل توفير الظروف المناسبة للفريق.

  • ما الأهداف التي سطرتها مع المكتب المديري في الموسم الجاري؟

ليعلم المتتبعون الرياضيون، أن فريق رجاء بني ملال غير جلدته ما يفوق 90 في المائة، واحتفظ بخمسة لاعبين فقط، هم الأساس التي اعتمدته لتشكيل فريق منافس بعدما غادره لاعبون كانوا يشكلون نواته..

التحقت بفريق رجاء بني ملال في عز الصيف الماضي، وشرعت في التداريب مع عدد قليل من اللاعبين على أمل انتداب آخرين لسد الخصاص الذي كانوا يشكو منه الفريق، وفعلا التحق برجاء بني ملال الذي برمج فترة إعدادية ببوزنيقة، لاعبون تم تجريبهم قبل التعاقد معهم ، ونجحت رفقة المكتب المسير في جلب لاعبين أعادوا للفريق هيبته، وصارت الفرق المنافسة تعد له  العدة لمواجهته، لأني اشتغلت في أهدافي  على بناء الروح الجماعية بدل الارتكاز على مهارات محدودة ليتبين أن هدف الحفاظ على مكانة الفريق في القسم الثاني أصبحت على مرمى حجر من الأهداف العامة المسطرة، ولن ينزل الفريق أيديه، وسيبقى منافسا شرسا إلى حين الإعلان عن نهاية البطولة في انتظار ما تسفر عنه نتائج المباريات المتبقية.

  • ماذا عن الانتدابات الشتوية المقبلة؟
  • كما أشرت سابقا، فإن منهجية عملي ترتكز على تحقيق فريق قوي متكامل الخطوط واللعب الجماعي، الأمر الذي أركز عليه في تداريبي التي أتوخى منها تكريس الروح الجماعية، بدل الارتكاز على كفاءات محددة.. وأنتظر تأهيل عشرة لاعبين آخرين مازالت الجامعة تحتفظ برخصهم إلى حين تسوية بعض الأمور العالقة، لتغطية الخصاص في بعض المراكز التي بدا أن الفريق في حاجة إلى لاعبين لملئها ..

إني بصدد تجربة حارس مرمى من الكوت ديفوار، ويبدو أنه سيوقع مع الفريق بعد أن تبين أنه حارس متميز يتوفر على مهارات عالية، وبالتالي فالانتدابات المقبلة لن تتعدى لاعبا واحد بعد أن تبين بعض الخصاص في مركز الهجوم.

  • كيف وجدت بطولة القسم الوطني الثاني وأنت القادم من تجربة من القسم الوطني الأول؟

الفرق بين البطولتين يكمن في جودة اللاعبين سيما في القسم الأول، وتبدو بطولة القسم الوطني صعبة جدا وتتميز بالقوة والاندفاع وسرعة اللعب، فضلا عن تنافسية كل الفرق لوجود مدربين أكفاء يطمحون للعودة إلى  بطولة القسم الأول ما أشعل التنافس بين عدد من الفرق التي تتكدس في سلم الترتيب مع وجود فارق طفيف في النقط، لتبقى البطولة مفتوحة على المفاجئات التي تتبدى في نهاية كل أسبوع، إذ يمكن للفريق أن يخسر المباراة في ميدانه رغم احتلاله مراتب متقدمة…

  • وماذا عن مباراة رجاء بني ملال مع فريقك المفضل الزمامرة نهاية الأسبوع الجاري؟

سيكون للمباراة المقبلة أمام نهضة الزمامرة طعم خاص، لأني سأوجه فريقي السابق الذي منحني كل شيء وبالتالي فإني أعزه وأقدره ولدي علاقة خاصة بكل مكوناته، مسيرين ولاعبين وجمهور، لكن تبقى مصلحة فريق رجاء هي الأولى لأني ملزم بتحقيق نتيجة إيجابية لأبقى في المنافسة.

ما يؤرقني أن فريق رجاء يشكو من بغض الغيابات بسبب الإصابات أو الطرد ، لارتكابهم مخالفات انضباطية، لكن أومن بالروح الجماعية وبقدرة كل لاعبي رجاء بني ملال الذين يشكلون قوة واحدة على تحقيق نتيجة إيجابية، سيما أنهم ينتظرون الفرص لكسب ثقة المدرب وضمان رسميتهم التي لم تكن في يوم من الأيام مندورة لأي لاعب، وبالتالي يمكن للاعب أن  يلعب رسميا في مباراة اليوم، ويتحول إلى لاعب احتياطي في مباراة قادمة إذا بدا أنه قصر في الدفاع على ألوان فريق رجاء بني ملال.

وماذا عن متابعتك للفئات الصغرى لفريق رجاء بني ملال؟

لا يخفى على الجميع أن قضيت فترة لا بأس بها في تكوين اللاعبين بأكاديمية محمد السادس، وعملي يرتكز بالأساس على متابعة اللاعبين وتكوينهم تكوينا رياضيا يؤهلهم لتطوير كفاءاتهم الكروية..

لم يشغلني الفريق الأول للمدينة لأكرس له جهودي كليا، بل أتابع مباريات فئات رجاء بني ملال وأتنقل إلى الملاعب التي تجرى فيها المباريات لمتابعة بعض اللاعبين الذين أتوصل بتقارير عنهم والوقوف على مدى جاهزيتهم لضمهم للفريق الأول، علما أنه تربطي علاقة جيدة بالمدير التقني للفئات الصغرى محمد بلادي الذي أقضي معه وقتا طويلا لمعرفة المزيد عن اللاعبين الذين يظهرون بمستويات جيدة في المباريات الرسمية.

وفعلا وقفنا على عدد مهم من اللاعبين الذين ينتظر ضمهم إلى الفريق الأول بعد أن تتاح الفرصة لفسح المجال أمامهم لضمان رسميتهم مع رجاء بني ملال في الأيام القادمة.

في هذا الصدد، لدي أسماء من الفئات الصغوى أتنبأ لها بمسقبل جيد، أمثال عثمان العسراوي وعبد الله النحلي ومنعم صبري ،فضلا عن أسماء تغيب عن ذهني حاليا، لأن الأمر ينسجم مع الأهداف التي سطرتها مع المكتب المديري، والمتمثلة في فسح الفرصة لكفاءات محلية لضمها للفريق الأول، وسيتم تطعيمها ببعض اللاعبين المجربين في الموسم القادم، لتنسجم الكفاءة والتجربة أملا في خلق فريق تنافسي في  الموسم القادم يعتمد على اللاعبين المحليين بنسبة كبيرة.

سيرة ذاتية:

محمد الإسماعيلي العلوي من مواليد سنة 1981 .

حاصل على الباكلوريا والإجازة في العلوم الاقتصادي

حاصل على الماستر في التسيير الإداري بالإضافة إلى مشرف عام للأندية.

اشتغل مكونا رياضيا في مؤسسة محمد السادس، والتحق الموسم الماضي بفريق نهضة الزمامرة …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى