بوادر انفراج ببني ملال واستعداد للدخول في المرحلة المقبلة بحذر

قررت بعض الأسر الخروج، ليلة الأربعاء، مستفيدة من الانفراج الذي تعرفه المدينة بعد تصنيفها في الخانة الأولى، زيارة الحدائق والمناطق الخضراء الممتدة على شارع محمد السادس ببني ملال لتخفيف الضغط الذي لازمها بعد فرض فترة الحجر الصحي تفاديا لانتشار عدوى فيروس كرونا.
ولعب الأطفال بفرح كبير بتوجيهات أمهاتهم لتفادي الاتصال المباشر، معبرين عن شغفهم واشتياقهم للعب بعد أن قضوا أياما عصيبة حرموا منها من الخروج إلى الشوارع، وشكل لديهم صدمات نفسية انعكست سلبا على علاقاتهم مع أسرهم التي تضاعفت معاناتها عندما وجدت نفسها وجها لوجه أمام مشاكل عائلية كادت أن تعصف باستقرارها.
استعدادا لاستئناف الأسواق دورها وتحريك عجلة الاقتصاد المتوقفة منذ شهور، وبعد أن أغلقت أبوابها في وجه الفلاحين والكسابة الذين عاشوا ظروفا صعبة قضت على آمالهم، شرع سوق أولاد امبارك الذي لا يبعد عن بني ملال إلا بثمان كيلومترات، صباح يوم الخميس الجاري، في استقبال قطعان الأغنام، بعد أن شلت الحركة التجارية والاقتصادية في المنطقة، وتضررت جيوب الفلاحين الذين أفلس بعضهم بعد أن عجزوا عن توفير العلف والكلإ للقطعات التي تعرضت للضياع.
وبدت ملامح الفرح على وجوه الفلاحين الذين تحرروا نسبيا من الضغوط النفسية التي جثت على أنفسهم طيلة فترة الحجر الصحي، وأبدوا استعدادهم للدخول في المرحلة الثانية واتنفيذ الإجراءات الاحترازية لتعوبض ضاع منهم، والعودة إلى حياتهم الطبيعية في انتظار التحكم النهائي في مرض كوفيد 19.
وتبديدا للمخاطر التي شكلها فيروس كورونا على حياة المرتفقين والمتبضعين والفلاحين، بادرت مصالح بعض الجماعات منها جماعة بني ملال وأولاد امبارك وسوق السبت إلى تعقيم بعض الفضاءات والطرقات مع تشكيل لجن تحث رواد الأسواق على استعمال الكمامات وتوخي المسافة القانونية تفاديا لتفشي العدوى ما استحسنته المواطنون الذين يستقبلون مرحلتهم الجديدة بحيوية كبيرة تمثلت في خروجهم الجماعي، لكن بحذر، إلى الأسواق الداخلية للتبضع وتوفير لوازم الحياة.
كما استعادت بعض الفضاءات التي أصابها البوار طيلة الحجر الصحي، عافيتها منها فضاء” الموقف” الذي يقصده المياومون ومهنيو الحرف (الصباغة، الكهرباء…) وشوهدت أعداد من الراغبين في العمل تنتظر رزقها اليومي وتتطلع إلى فرصة عمل تبعد عنها شبح العطالة الذي خيم طويلا.
ولم تمر بعض المشاهد المثيرة التي تم تسجيلها في أول يوم من تخفيف فترة الحجر الصحي دون أن تثير استهجان مواطنين عاينوا جماعات من الشباب الذين خرجوا، صباح يوم الخميس، إلى منتجع عين أسردون أو منتزهات أخرى قريبة منه بعد أن تحرروا من الكمامات الواقية، وتشابكت أيديهم دون احترامهم المسافة القانونية ما يشكل خطرا على حياتهم سيما أننا لم نتخلص بعد من خطر فيورس كورونا الذي مازال يهدد حياتنا بموجة ثانية، لا قدر الله، تعصف بكل آمالنا، إن استهترنا بالمجهودات التي بذلتها الدولة لتفادي الكارثة.