تحرير محيط مدرسة 11 يناير ببني ملال بعد احتلال دام أكثر من عقد من الزمن

أقدمت السلطات المحلية ببني ملال، في حدود الثالثة صباح من يوم الخميس الماضي، مدعومة بالقوات العمومية ورجال الشرطة على تحرير محيط مدرسة 11 يناير ببني ملال التي تحولت إلى سوق شعبية لبيع الخضر، أقدمت على هدم أكثر من 20 خيمة كانت منصوبة في ملتقى الطرق المؤدية للمدرسة التي كان يجد تلاميذها صعوبة لولوج باب المؤسسة المحاصر بالعربات المدفوعة والمجرورة ما كان يحول دون تحصيل جيد للعديد منهم.
واستعانت القوات العمومية بالجرافات لهدم البراريك والخيم التي ظلت منتصبة طيلة عقد من الزمن ونقل العربات التي كانت تعرض فوقها الخضر والفواكه على متن شاحنات نقلت إلى المحجز البلدي في انتظار اتخاذ الإجراءات القانونية في حق مالكيها الذين احتلوا الشارع العام وفرضوا ذواتهم على سكان الحي الذي قدموا العديد من الشكايات، لكن لم يجرؤ أي أحد من المسؤولين على تحريك الملف الذي كان بأيدي تلعب به من وراء الستار وتستغله في الانتخابات لحسم الأمور لفائدتها، وأسفر التدخل عن إتلاف العديد من الصناديق الخشبية التي كانت تستغل لصيانة الخضر من المؤثرات الطبيعية الخارجية التي تضر بجودتها.
وأفادت مصادر مطلعة، أن الاجتماع الأخير الذي عقده والي الجهة محمد دردوري مع رئيس المجلس البلدي للمدينة أحمد شد وباشا المدينة فضلا عن حضور العديد من قياد الدوائر الأمنية والترابية بالمدينة كان سباب حاسما في قطع دابر التردد الذي أربك حسابات المسؤولين عن ملف الاحتلال الملك العمومي الذي ظل في منآى عن المناولة بضغط من لوبيات المتهمة بتعميم الفساد داخل المدينة، لأن المصلحة تقتضي استمرار أعداد الباعة الجائلين في الشوارع العامة ما يمنحها فرصة قضاء فترة أطول لتدبير الشأن العام والحفاظ على كل المكتسبات، وضمان مزيد من الثروة مقابل بؤس وترييف المدينة التي تراجع مؤشر تنميتها رغم تخصيص الملايير لتحويلها من قرية كبيرة إلى عاصمة للجهة.
وأضافت مصادر متطابقة، أن الهجوم المباغت التي نفذ ليلا، ساهم في تحرير محيط المدرسة رغم محاولات بعض المتضررين التي كان تروم الحيلولة دون هدم الخيم و المخازن العشوائية التي كانت تستغل لتخزين أو بيع الخضر ما خلف ارتياح سكان الأحياء المجاورة الذين تحرروا من ضغط رهيب كان يمارسه تجار الخضر الذين يتنافسون في رفعن عقيرتهم باستعمال مكبرات الصوت، كما خفف من معاناة آباء وأولياء التلاميذ الذين طالبوا في العديد من شكاياتهم بهدم الخيم والمحلات التي كانت تجاور الأقسام الدراسية.
ونظم الباعة الجائلون وأغلبهم من الشباب ، صباح الخميس، وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس البلدي للمطالبة بإيجاد بديل لهم بعد هدم ما كانوا يعتبرونه محلات تجارية وتعويض خساراتهم سيما أن عددا منهم يعيلون أسرا بكاملها ملتمسين من مسؤولي البلدية تخصيص سويقات قريبة من الأحياء لممارسة تجارتهم التي لا يتقنون غيرها.
كما نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر العمالة صباح اليوم نفسه، لكن يبدو أن السلطات الجهوية عازمة على تنفيذ مخططها لعد أن انتظرت الفرصة السانحة لإعادة الأمور إلى نصابها واستعمال الحزم للقضاء على كل المظاهر السلبية التي تعرقل تنمية المدينة التي قطعت أشواطا كبرى ، لكن دواليب الفساد أعادتها إلى نقطة الصفر مستغلة بؤس وشقاء السكان بتوزيعها وعودا كاذبة سرعان ما انكشفت حقائقها بعد أبدت السلطات رغبتها في تحرير المدينة من ظاهرة احتلال الملك العمومي والقضاء على البناء العشوائي بهدم أكثر من 40 منزلا عشوائيا، أخيرا، نبتت فجأة في عز الحملة الانتخابية الأخيرة.
الصورة: نمودج من تدخل السلطات العمومية بمحيط مدرسة 11 يناير