تخريجة حزبي الاتحاد والاستقلال بمقاطعة الانتخابات هل هي تخوف أو هروب إلى الأمام
خرجت قيادات حزبي الاستقلال والإتحاد الاشتراكي، في اجتماع مشترك جمعهما مؤخرا بقرار مقاطعة الانتخابات الجماعية المقبلة ، في حالة ما تبين أن العملية تشوبها تلاعبات.
وبرر الحزبان تهديدهما بالمقاطعة بما وصفه الناطق باسم حزب الإستقال في تصريح لإحدى الجرائد الإلكترونية من جهة، بمحاولات حزب العدالة والتنمية التحكم بالانتخابات المقبلة، عبر إطلاق أمينه العام عبد الإله بن كيران، مجموعة من التهديدات، توعد من خلالها رجالات السلطة.
ومن جهة أخرى، بمحاولة حزب الأصالة والمعاصرة في شخص إلياس العماري نهج التحكم بالانتخابات الجماعية المقبلة، على شاكلة الانتخابات السابقة.
تخريجات كهاته، لم يعد الناخب المغربي يتقبلها في زمن القطيعة مع ممارسات ألماضي وبعد إجماع أصحابها إلى جانب باقي مكونات المشهد السياسي على نزاهة الانتخابات، ولطالما رددها الإتحاد الاشتراكي خلال مرحلة ما قبل التناوب و لطالما اعتاد عليها الناخبون في الخطاب المزدوج للاستقلال كلما حط الرحال بالمعارضة ,فبعد أن كانت هذه الاتهامات توجه بالأمس لمن كانت يسمونها بأم الوزارات بتواطؤ مع أحزاب اليمين خاصة منها تلك التي كانوا ولازالوا يصفونها بالإدارية والتي تصطف معهما اليوم في المعارضة ,أضحت توجه اليوم لحزب العدالة والتنمية الذي لطالما أصطف معهم في اعتماد نفس التخريجة حين كان يتموقع بالمعارضة وقبل أن ينقلب السحر على الساحر ويشيروا إليه اليوم بمحاولة التحكم في الانتخابات ومعه غريمه وحليفه في المعارضة الذي لازالوا يطاردونه بهذه التهم، رغم غياب المبرر بالخروج الطوعي لعالى الهمة من المشهد السياسي واستقالته من حزب الاصالة والمعاصر.
فهل التخوف من قوة هذين الحزبين بلغ من الدرجة ما يجعلها في نفس قوة وزارة الداخلية ونفوذ مختلف أجهزتها بعد أن تم الإجماع عقب استحقاقات ما بعد دستور 2011 على أن الداخلية رفعت بالفعل يدها عن الانتخابات ولو لتوجيهها، أم أن لشكر وشباط يسعيان بتخريجتهما هاته إلى الهروب للأمام وتقديم تبرير مسبق لفشل محتمل؟