تدابير استباقية لمواجهة موجة البرد في المناطق الجبلية ببني ملال
سعيد فالق
بادر والي الجهة خطيب لهبيل إلى تفعيل المخطط الوطني للتخفيف من آثار موجة البرد، باتخاذ كل التدابير اللازمة والاستعدادات الاستباقية لمواجهة آثار هذه الموجة ووضع استراتيجيات الوقاية من الفيضانات، وحماية أرواح ساكنة الإقليم من الخطر الذي يتهددهم، سيما أن ما يميز السنة الجارية تفشي وباء كوفيد 19، الذي شل الحركة الاقتصادية بالمنطقة رغم محاولات إسعاف القطاعات المتضررة ما أثر سلبا على العديد حياة المواطنين واستوجب وضع خطة عمل تتناسب والوضعية الصحية الصعبة التي يعرفها إقليم بني ملال على غرار باقي أقاليم المملكة، فضلا عن وضع برامج محددة الأهداف لحميات الفئات الاجتماعية في وضعية هشة، وتمكينهم من عناصر المواجهة والممانعة من آثار موجة برد محتملة.
واقتضت الوضعية الراهنة، وفق تدخلات الحاضرين، صياغة خطة عمل جديدة تستلزم الارتكاز على مراجعة التدابير المتخذة، وإحصاء الوسائل اللازمة، وضمان انسجام تام بين تدخل مختلف الفاعلين المعنيين، وذلك أخذا بعين الاعتبار عناصر أساسية كالحرص على الاستباقية، وتعبئة الموارد البشرية ووضع رهن إشارتها الوسائل اللوجستيكية الملائمة.
واستهدفت الخطة الاستباقية، المناطق المهددة بموجة البرد بإقليم بني ملال، تمثلها الدواوير والتجمعات السكنية التي تقتضي تدخلا استعجاليا، وتقدر بحوالي 75 دوارا وتجمعا سكنيا تنتمي لتسع جماعات ترابية، كلها تقع في مناطق تتميز بوعورة التضاريس وبقساوة المناخ، ما يجعلها مهددة بالعزلة في فصل الشتاء بسبب تساقط الثلوج.
واستعرض رؤساء المصالح الخارجية المعنية الخطوط العريضة لبرامج التدخل التي اعتمدتها مصالحهم والتي تتميز بطابع الاستباقية والتنسيق مع باقي الفرقاء المعنيين، وهمت هذه البرامج تعزيز الأطقم الطبية وتوفير الأدوية الأساسية بالمراكز الصحية الأقرب لساكنة المناطق المهددة بموجات البرد، وتعبئة عدد من الآليات المختصة بإزاحة الثلوج وتوفير الموارد البشرية اللازمة لذلك، وتوزيع حطب التدفئة على مستوى مختلف المؤسسات التعليمية المعنية بموجة البرد والثلج، وكذا إيواء الأشخاص بدون مأوى بمؤسسات الرعاية الاجتماعية المتواجدة بالإقليم.
كما عرف هذا الاجتماع تدخلات لرؤساء الجماعات الترابية، التي تمحورت خاصة حول مشكل التغطية بشبكة الاتصال بجل المناطق المعنية، كما عبروا عن استعداد جماعاتهم للمساهمة في الجهود المبذولة للتخفيف من آثار موجة البرد.
وفي ختام الاجتماع، شدد والي الجهة على الإسراع في الشروع في تفعيل التدابير والإجراءات المتخذة، خاصة تتبع حالة النساء الحوامل القاطنات بالدواوير التي يمكن أن تتعرض للعزلة، وتوفير الأغطية بالداخليات ودور الطالب وإيواء الأشخاص بدون مأوى في أماكن آمنة، وإعداد برنامج لتوزيع المؤن الغذائية والأغطية على الأسر المتواجدة في الدواوير والمناطق المهددة بالعزلة والمعرضة للضرر خلال فصل الشتاء، وتوزيع العلف المدعم على مربيي الماشية بهذه المناطق.
وانعقد صباح الجمعة الماضي، في إطار الاستعدادات الاستباقية لمواجهة موجة البرد بإقليم بني ملال، اجتماع بمقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة، حضره والي جهة بني ملال خنيفرة، ورؤساء المصالح العسكرية والأمنية والسلطات المحلية ورئيس المجلس الإقليمي لبني ملال وممثلة الجهة ورؤساء الجماعات والمصالح الخارجية المعنية بالإقليم.