حوادث

الإفراج عن فراشة بني ملال يخفف حدة التوثر بالمدينة

أفرجت الغرفة الاستئنافية بالمحكمة الابتدائية أمس الخميس، بعد محاكمة ماراثونية، على ثلاثة باعة جائلين كانوا قيد الاعتقال بالسجن المحلي بعد  قبول طلب السراح المؤقت الذي تقدم به دفاع الموقوفين  في انتظار النطق بالحكم النهائي بالحكم في جلسة الخميس المقبل .
وغادر الموقوفون الثلاثة أسوار السجن المحلي ببني ملال قبل مغرب أمس الخميس، إذ كان في استقبالهم أعضاء من جمعية الكرامة لحقوق الإنسان ببني ملال وجمعيات حقوقية فضلا عن عائلاتهم وأصدقائهم الذين استقبلوهم بالشعارات أمام باب السجن المحلي، المنددة بأسباب وظروف اعتقالهم، قبل أن تسود فرحة عارمة انتهت بالعناق بين الموقوفين ومستقبليهم الذين عبروا عن استعدادهم لمواصلة ” النضال” من أجل انتزاع كافة الحقوق.
وشهدت جنبات المحكمة الابتدائية خلال مناقشة ملف الباعة الجائلين الثلاثة، حضورا أمنيا مكثفا حال دون وصول العديد من المواطنين والمرتفقين إلى بهو المحكمة خوفا من تسرب أعضاء التنسيقية الوطنية للباعة الجائلين إلى المحكمة فضلا عن أفراد عائلاتهم التي وجدت نفسها محاصرة من طرف عناصر أمنية حالت دون وصولهم إلى المحكمة.
ورغم الطوق الأمني الذي ضرب على المحكمة الابتدائية طيلة يوم الخميس لمنع تسرب منتسبين إلى التنسيقية، واصل الباعة الجائلون احتجاجاتهم رافعين شعارات منددة ب”عسكرة” المحكمة منددين بأسلوب المنع الذي تعرضت له عائلات الموقوفين الثلاثة التي حضر أبناؤها لمؤازرة ” الفراشة الثلاثة” الذين قضوا أياما عصيبة بالسجن المحلي ببني ملال لا لشيء سوى أنهم طالبوا بتسوية ملف الباعة الجائلين الذي بات مستغلا من طرف جهات لها مصلحة في احتقان الوضع واستغلال ملف ” الفراشة”
وكانت ابتدائية بني ملال أصدرت حكما يقضي بإدانة ثلاثة باعة جائلين بالسجن النافذ  ثلاثة أشهر وأربعة أشهر حبسا نافذا بتهم” الإهانة والاعتداء على موظفين عموميين” إثر وقوع مناوشات مع رجال السلطة المحلية التي منعت الفراشة من احتلال الملك العمومي .
وأفادت مصادر مطلعة، أن الأمر يتعلق بالمنسق الوطني للباعة الجائلين (م.ق) الذي أدانته المحكمة بأربعة أشهر حبسا نافذا، فضلا عن المتهمين (م.آ) و(ع.م) عضوي التنسيقية الوطنية المدانين بثلاثة أشهر حبسا نافذا، بعد قضائهم أكثر من أسبوع رهن الاعتقال مدعومين بالعديد من أصدقائهم الباعة الجائلين الذين لم يهدأ لهم البال، وظلوا محتشدين أمام باب المحكمة الابتدائية طيلة فترة استنطاقهم من طرف قاضي التحقيق، منظمين وقفات احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح زملائهم.
وبموازاة مع فترة محاكمتهم، قامت المصالح الأمنية بتعزيزات أمنية بالقرب من محيط المحكمة لمتابعة تحركات الباعة الجائلين الذين رفعوا شعارات تندد بشروط محاكمة الموقوفين وطالبوا بإطلاق سراحهم  بدعوى بحثهم عن لقمة عيش فقط.
وساندت جمعيات حقوقية مطلب الباعة الجائلين الذي وضعوا رهن الاعتقال رغم مطالبة الدفاع بمتابعتهم في حالة سراح، لكن المحكمة رفضت الطلب، ودخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع بني ملال على الخط لمساندة الموقوفين، منددة بظروف اعتقال الفراشة الثلاثة مستنكرة، في بلاغ لها، ما أسمته ” إنزالا أمنيا” غير مسبوق  فضلا عن منع عائلات المتابعين والمتتبعين والحقوقيين من حضور المحاكمة ما اعتبر خرقا لمبدإ العلنية، علما أن طوقا أمنيا حال دون تتبع أشواط المحاكمة بإغلاق جميع منافذ الولوج إلى قاعة الجلسات وحرمان العموم من معرفة ما يجري داخل أسوار المحاكمة.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى