حرارة خانقة ببني ملال تقبض أنفاس المواطنين

أصيب العديد من المواطنين بالضيق بعد ارتفاع درجة الحرارة التي بلغت حدا قياسيا بعد تسجيل المحرار أكثر من 49 درجة ببني ملال، ما أرغم الساكنة على لزوم منازلهم بعد الظهيرة، واحتماء الشباب بالوديان المجاورة للمدينة لغياب مسبح بلدي في مداينة يتجاوز عدد سكانها 200 ألف نسمة، في حين يمم الصغار وجوههم إلى النافورات وسواقي منتجع عين أسردون لإطفاء لهيب الحرارة التي أحرقت أجسادهم.
وخلت شوارع المدينة في منتصف نهار أمس الخميس من المواطنين الذين احتموا بالمقاهي المؤثثة لشوارع المدينة، سيما أن مكيفات الهواء واستعمال طرق أخرى لتلطيف الأجواء الحارة، خفف من ذعر رواد المقاهي الذين صاروا يتصببون عرقا بعد أن خنقت الحرارة أنفاسهم، وبادروا إلى شرب كميات من الماء لتعويض نسب المياه التي أفرزتها أجسادهم تحت ضغط لهيب حرارة خانقة.
وشهدت الأسواق التجارية الكبرى، تهافت الزبناء على شراء مكيفات الهواء، لتلطيف حرارة البيوت التي تحولت إلى أفران تكوي أجساد الصغار والشيوخ الذين لا يقوون على مواجهة الحرارة المفرطة ما يعرض حياتهم للخطر.
ولم تسجل لحد الآن حالات وفيات في صفوف المواطنين جراء ارتفاع درجات الحرارة التي كانت محط إنذار الأرصاد الجوية التي حثت المواطنين على اتخاذ الحيطة والحذر، لتفادي تداعيات الحرارة المفرطة على صحة المواطنين ببني ملال والمناطق المجاورة التي عاشت صيفا معتدلا، لكن سرعان انقلب جحيما لا يطاق في شهر غشت، لتكرر معاناة المواطنين مع الحرارة في فصل الصيف.
وفي غياب مرافق ترفيهية ومنتجعات سياحية، رغم توفر مدينة بني ملال على مناطق خضراء مغطاة بأشجار الزيتون، شد المتضررون الرحال في الظهيرة إلى منتجع عين أسردون، المتنفس الوحيد، لساكنة المدينة التي وجهت انتقادات صريحة إلى مسؤولي المدينة الذين نذروا فضاءاته إلى الإهمال وإلى ذوي السوابق العدلية الذين فرضوا قوانينهم على زوار المنتجع، في غياب تدخلات صارمة تضمن كرامتهم، وتحد من طيش منحرفين أصبحوا لا يعيرون للقوانين أي اهتمام.
ونظرا للأعداد الغفيرة لزوار المنتجع، والإقبال المتزايد لساكنة المدينة على عين أسردون، اختنقت حركة المرور والجولان بفضاءات المنتجع التي تم احتلالها من قبل بعض المواطنين الذين حولوها إلى ملكية خاصة، ما زاد من معاناتهم وعمق آلامهم، سيما بعد أن تبين عجز المسؤولين عن مواجهة المظاهر المنحرفة التي يعج بها المنتجع.