حزب الخضر المغربي ينتقد سياسة البيجيدي لضربه القدرة الشرائية للمواطن

وجه الأمين العام لحزب الخضر المغربي محمد فارس، فوهة مدفعية الثقيلة باتجاه الحزب الحاكم بالمغرب، مؤكدا أن حزب المصباح انشغل عن المصالح الحقيقية للمغاربة بهواجس هوياتية بدل تفعيل القانون والمحاسبة، ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب، انسجاما ومواقفه التي دافع عنها حملاته الانتخابية السابقة.
و زاد الأمين العام لحزب الخضر المغربي ،الذي كان يرد بالمناسبة على مجموعة من الأسئلة خلال الندوة الصحفية التي نظمها الحزب على هامش دورات تكوينية عقدها لفائدة أطره و شبيبته بأحد الفنادق ببني ملال، بشراكة مع مؤسسات محلية وأجنبية، من لهجة انتقاداته للبيجيدي، بعد اتهامه بضرب القدرة الشرائية للمغاربة من خلال زيادات ملهبة في أسعار المحروقات وغيرها من المواد الاستهلاكية الأساسية ما زاد في تعميق عجز فئات اجتماعية واسعة ، خاصة الطبقة الوسطى ،على حد وصفه .
وبمشرحة الطبيب الجراح، كشف فارس عن مؤشرات الأزمة الاقتصادية التي خلفت مؤشرات سلبية، ما ساهم في بروز دوائر التطرف والعنف والجريمة، فضلا عن الفراغ الذي يشهده واقع الأحزاب والمجتمع المدني، في غياب شبيبات مسؤولة تشي بغد مشرق.
وأضاف فارس، أن الشباب يعيشون فراغا مهولا في جانبهم المعرفي ويفتقدون إلى آليات المقاربة النسقية التي تعتمد العقل، وتتبنى قيم الإنسان الكونية، فضلا عن قيم المواطنة التي تحميهم من التطرف، وضد أي الخطابات العنصرية أو التكفيرية أو الشعبوية، سيما أن مجموعة منهم تتسابق للرحيل نحو بؤر المواجهات الدامية في أفغانسان و العراق و سوريا.
وأشار الأمين العام لحزب الخضر المغربي ، بأن المشهد العام الحزبي سيرهن الانتخابات المقبلة بين أيدي الحركات الأصولية بالدرجة الأولى ، فضلا عن الأحزاب الكبرى، ذات العلاقات والمواقع الإدارية والاقتصادية و الثقافية، كأحزاب الحركة الشعبية، الاستقلال ، الأحرار والأصالة والمعاصرة ولم يخف إيمان حزبه بضرورة تمتين علاقته بشباب المستقبل ، مع تشجيع كل المبادرات الرامية إلى عقد شراكات بين مؤيدي التأويل الإنساني التضامني للمشروع الديمقراطي الحداثي، من أجل تأسيس تحالف وطني واسع، بغرض تيسير ثقافة المواطنة، وتحصين وتعزيز المكتسبات الدبلوماسية.
أما عن قضية الصحراء المغربية ، فأبدى محمد فارس ارتياحة لدينامية حزبه، الذي استثمر طاقاته وعبأها من أجل حشد الدعم لقضية الصحراء، ومواجهة مناورات الخصوم في أروبا، ورسم سياسة بناءة تقتضي الانفتاح على دول إفريقي التي غيرت مواقفها وساندت قضية المغرب الأولى بعد تراجعها عن الاعتراف بالكيان الوهمي البوليساريو.
و أكد فارس أن حزبه يراهن على قيم الشباب ويعده للمستقبل ، وبالتالي وضع حزب الخضر برامج تكوينية لفائدة شباب الحزب، ونظم نهاية الأسبوع الماضي،ب شراكة مع الشبيبة الإيكولوجية والمؤسسة الخضراء الهولندية، بتعاون مع مكتب “هيلينغ ” دورة تكوينية، تعد الثالثة من نوعها هذه السنة، واستفاد منها أعضاء المكتبين السياسي والفدرالي ،إلى جانب شبيبة الحزب أقل من 30 سنة.
أدان محمد فارس الأمين العام لحزب الخضر المغربي، الجريمة البشعة التي وقعت بمنطقة إمليل بضواحي مراكش، وراحت ضحيتها مواطنتان أجنبيتان، بعد أن قضت على أحلامهما جماعة متطرفة لا تؤمن بالاختلاف، ما اعتبره مسؤولون مغاربة طعنة أصابت خصر السياحة، بعد أن أصبح المغرب قبلة للسياح من مختلف بقاع العالم.
ولم يفت فارس، تأكيده أن مختلف الفرقاء السياسيين نددوا بالجريمة الشنيعة، وخرجت بعض الأحزاب المغربية بتصريحات و بلاغات رسمية حول موضوع الجريمة كما الشأن لحزب الخضر المغربي ، الذي وصف الجريمة بالشنيعة والنكراء لاستهدافها مواطنتين أجنبيتين كانتا تستمتعان بجمال الطبيعة، في جزء من هذا الوطن الذي تسحر طبيعته عشاق الحياة الذين يتوافدون عليه من كل حدب وصوب.
ووصف أمين عام حزب الخضر المغربي، مرتكبي الجريمة بأعداء الحياة والمحبة وقتل التسامح، مستنكرا ما حدث للشابتين اللتين حرمهما سلوك همجي متهور، حياتيهما ورماهما في مقبرة النسيان،مبديا في نفس السياق ذاته إدانة كافة هيآت حزبه، وأعضائه الجريمة التي لم تزد المغاربة إلا تلاحما بعد أن تبين الحقد الدفين الذي تحمله الجماعات المتطرفة للمغرب الآمن.
كما تقدم فارس بعبارات التعازي والمواساة لأسرتي الضحيتين، ولعموم الشعبين الدانمركي والنرويجي، ولكافة محبي السلام الذين يسعون إلى بناء عالم تنتفي فيه الكراهية والألم الذي يتسبب فيه الإنسان.
وعرج الأمين العام للحزب للحديث، في ندوة صحافية عقدها مع ممثلي الجرائد الوطنية والمحلية نهاية الأسبوع الماضي، عن حزب العدالة والتنمية الذي انشغل، بمواضيع لا تعكس اهتمامات الشعب المغربي، بدل تفعيل القانون، وساهمت سياسته في ضرب القدرة الشرائية للمغاربة، التي تدنت إلى أدنى مستوياتها، علما أن حزبه يتبنى لغة وسطية لا تحمل بين طياتها لغة الصدامية مع مختلف الأحزاب السياسية التي تمثل الطيف السياسي المغربي.