فعاليات أكاديمية تقارب إشكالية الحفاظ على التراث
العين الإخبارية :المحمدية/عادل المحبوبي
تخليدا لليوم العالمي للتراث، الذي يصادف يوم 18 أبريل من كل سنة، نظم ماستر “نظم المعلومات الجغرافية و الاستشعار عن بعد”، بشراكة مع مختبر “دينامية المجالات و المجتمع بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالمحمدية/جامعة الحسن الثاني”،يوما دراسيا حول موضوع : “إشكالية الحفاظ على التراث، أي دور لنظم المعلومات الجغرافية ؟ ،و ذلك يوم الاثنين 22 أبريل الجاري ،بقاعة الندوات بالكلية.
و استهلت فعاليات اليوم الدراسي، الذي شهد بالمناسبة حضور ثلة من الفعاليات الأكاديمية و الأساتذة الباحثين في المجال، و طلبة الماستر و الدكتوراه، بكلمة إفتتاحية قدمت من خلالها الدكتورة جميلة السعيدي، منسقة اللقاء، لمحة عامة حول التنوع الذي تزخر به البلاد في إرتباط بالتراث ،مؤكدة أهمية العمل بمقاربة تشاركية من أجل الحفاظ عليه و تثمينه.
و شددت الدكتورة جميلة السعيدي، في كلمتها على الأهمية التي أضحت تحتلها عملية الحفاظ على التراث الوطني بالمغرب، خاصة أنه أصبح مهددا بالاندثار في ارتباط بعدة عوامل و سياقات، مقدمة قراءتها العلمية و تقييمها لوضعية التراث بعدد من الدول العربية كجمهورية مصر، الأردن و المملكة العربية السعودية.
من جهته، أشاد الدكتور منير السرحاني، نائب عميد كلية الآداب و العلوم الانسانية بالمحمدية ،بموضوع اليوم الدراسي، منوها في هذا السياق بأن التراث ،موضوع اللقاء، يبقى قرينا بالهوية الوطنية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال فصله عنها، ضاربا المثل بالفلكلور المغربي، الذي يعبر حسب نفس المتحدث ،عن الغنى الثقافي و التراثي لبلادنا.
و تقاسم المتحدث نفسه تجربته في مجال التراث ،من خلال إبراز موضوع ندوة سابقة حضرها حول أهمية كتابة التراث من منظور أدبي و بمقاربة أنثروبولوجية ثقافية، منوها في نفس الإطار بأهمية توظيف تيمة التراث في الكتابات الأدبية، بمختلف سياقاتها و مجالاتها.
الدكتور مصطفى الندراوي، رئيس شعبة الجغرافيا بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالمحمدية ،و أحد المتخصصين في الجغرافيا البشرية، قارب موضوع اليوم الدراسي ،من خلال مداخلة قيمة أبرزت موضوع “التراث الثقافي المادي و اللامادي” ،مستحضرا الدور الأساسي الذي تلعبه التكنولوجيا و نظم المعلومات الجغرافية في العصر المعاصر في إحياء التراث التاريخي، ومساهمتها في البحث و التقصي عنه، خاصة عبر إحياء التراث التاريخي القديم.
هذا و تطرق الدكتور الطيب بومعزة، مدير مختبر دينامية المجالات و المجتمع، التابع لكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالمحمدية ،في مداخلة له لموضوع “دور نظم المعلومات الجغرافية و الحفاظ على التراث الطبيعي و الصحراوي” ،منوها بأهمية توظيف هذه النظم الجغرافية في تحديد و معرفة طبيعة التغيرات وسيرورتها في تغيير الوسط الطبيعي ،في إرتباط بالتراث.
و شكلت أشغال اليوم الدراسي أرضية سانحة أمام الباحثين في المجال لإبداء رأيهم العلمي حول الموضوع، من خلال عدة مداخلات علمية، شكلت أرضية للنقاش، أفرزت العديد من التوصيات الهامة التي ستساهم بلورتها و تثمينها في حماية التراث الوطني، وجعله رافدا من روافد التنمية، التي ستعود بالنفع على البلاد و تحمي هويته، خاصة في خضم المحاولات العديدة للسطو عليه في الآونة الأخيرة.