النار تلتهم هكتارات من محاصيل القمح بمنطقة الزواير ببني ملال

العين الإخبارية
انطلق موسم الحرائق ببني ملال، الأحد الماضي، بعد اشتعال النار التي أتت على مساحات شاسعة من حقول القمح والشعير، كانت انتعشت محاصيلها بفعل التساقطات المطرية الأخيرة بمنطقة الزواير التابعة لجماعة أولاد يعيش إقليم بني ملال.
والتهمت النيران المشتعلة، التي كانت سنابل القمح اليابسة وقودها، أكثر من 15 هكتارا، تحولت في دقائق معدودة إلى رماد أمام أعين الفلاحين الذين انتابهم قلق شديد بعد ضياع محاصيلهم الزراعية في وقت يسير، وتسجيل خسائر مادية كبيرة في محاصيل الحبوب التي نضجت وكان موسم حصادها على الأبواب.
وبعد محاولات يائسة لساكنة المنطقة لإخماد النيران المشتعلة التي كانت تزحف بسرعة البرق وسط حقول القمح والشعير، تدخلت مصالح الوقاية المدنية ورجال المطافئ بعد الاتصال بها، وسخر الإطفائيون كل إمكانياتهم وطاقاتهم للحد من الخسائر المادية، باستعمال شاحنتي إطفاء، كان رهن إشارتها أزيد من عشرة عنصر مدججين بآليات الرش والإطفاء، للحيلولة دون التهام ألسنة النيران المشتعلة مزيدا من حقول القمح المترامية الأطراف.
وتجند العديد من المواطنين باستعمال آلات فلاحية وجرارات لحرث مساحات لعزل ألسنة النار المتطايرة، والحد من سهولة زحفها، وساهم العمل الجاد الذي قام به المتدخلون في الحد من الخسائر ومنح بارقة أمل للفلاحين، لحماية محاصيلهم التي كان يعولون عليها لجلب موارد مالية، واستثمارها في إنعاش فلاحتهم وتلبية حاجيات أسرهم اليومية.
ولم يكن اشتعال النار أمرا مفاجئا في مثل هذه الأوقات التي ترتفع فيها درجات الحرارة بالمنطقة، سيما أن المزارعين يدركون جيدا أن درجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية التي تعرفها جهة بني ملال خنيفرة، تسرع وتيرة اشتعال وانتقال النيران، لتشمل مساحات شاسعة تلتهم فيها محاصيل زراعية تمتد لالتهام محاصيل حقول المجاورة.
ويساهم المواطنون أحيانا في إضرام النار عن غير قصد، برميهم أعقاب السجائر، وتكسير زجاج القنينات سيما أن معاقري الخمر يفضلون الابتعاد عن أعين الناس للاستماع بلحظات متعتهم، ويتخلصون من القنينات التي تتعرض لأشعة الشمس التي تحولها إلى نار ملتهبة تأتي على الأخضر واليابس.
ورغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها المصالح المختصة، يواصل بعض المتهورين شغبهم بنقل لوازم الشيشة والفحم المشتعل، لقضاء لحظات نشوة عابرة وسط حقول القمح أو بجوارها، سرعان ما تتحول المتع إلى مآسي بعد اشتعال النار وانتقالها إلى الحقول المجاورة التي يصعب السيطرة عليها بعد ارتفاع درجات الحرارة.
وتدخلت مصالح الدرك الملكي بعد إخماد الحريق لفتح تحقيقات مكثفة لتحديد أسباب الحوادث التي تخلف خسائر مادية فادحة تضر بعيش عدد من الفلاحين.
وسبق لمصالح الوقاية المدنية ببني ملال، أن وضعت رقمين هاتفين بتعليمات من والي الجهة خطيب لهبيل من أجل الإبلاغ عن الحرائق في المنطقة، سيما أن المنطقة تتوفر على غابات و أراضي فلاحية شاسعة تشهد خلال فترة الصيف عددا من الحرائق التي تخلف مآسي اجتماعية بعد ضياع محاصيل فزراعية يعول عليها لتسديد ديون الفلاحين.