عائشة الكارم ذاكرة الأغنية الشعبية الملالية

لم يمر خبر وفاتها سريعا بل ذاع في كل أرجاء المدينة التي حزنت على فراقها، إنها عائشة الكارم الشخصية القوية التي فرضت نفسها في مجال الطرب، وكانت تتمتع بجمال خارق يأسر كل من تقع عينيه عليها فتسلب قلبه.
فارقت عائشة الكارم الحياة ،عن عمر 81 سنة منذ زمن، لكنها صدى أغانيها وأهازيجا بقيت خالدة في ذاكرة الملاليين، وأصبحت مرجعا في الأغنية الشعبية التي وضعت أصولها وقواعدها، ارتبط اسمها ببني ملال التي ترعرعت فيه، لها أبناء بالتبني، ويتعلق الأمر بعبد الرحمان ، كريم وزوجته، عبد الفتاح الكارم ، هيلالة كماني ….
ولدت عائشة عام 1930، تميزت بين قريناتها بالحسن والجمال مما مكنها من ولوج فضاءات وأماكن كان لا يرتادها إلا أعيان البلد وحكامه نظرا لغنائها المتميز، وارتبطت حياتها بشخصيات نافذة أعجبوا بجمالها، وأرغموها بحكم سلطتهم على الحياة في عالمهم لإرضاء شوقهم إليها.
ولدت عائشة الكارم، بأولاد موسى وكانت تنتسب لعائلة آيت الحاج بوبكر، بعد وفاة والدها هاشم، بقيت رفقة والدتها وأختها ، في حين كانت لها أخت متزوجة من مخزني يعمل مع القايد، وبعد تعرض أمها للمضايقة من طرف القايد (حيث اعتقلت وأطلق سراحها بعد إنصافها من طرف الحاكم الفرنسي)، انتقلت أسرتها إلى بني ملال ، واشترت أمها منزلا بالزاوية السفلى لشارع المقاومة مقابل تامكنونت.
تزوجها الحاج عبد الرحمان الدكالي مسؤول كبير بوزارة الأوقاف في عهد محمد الخامس ، وكانت أمه مكاوي وأبوه يدعى الشيخ شعيب الدكالي، وكانت لأمها الحاجة حادة علاقة تقديم خدمات طبية تقليدية لعائلة الشيخ شعيب ، وبعدما رآها عبد الرحمان وافتتن بها ، ارتبط بها، حيث كانت تقيم رفقة أمها وأسكنها منزلا في حي يقال له الطيارات بالرباط.
وكانت جمالها يفتن كل يراها، وكان له سائق يدعى الهاشمي من بني ملال، الذي أخبر أمها بمكان وجودها ، حيث جاءت واسترجعتها إلى مدينتها.
تميزت ليالي مدينة بني ملال بالغناء والطرب الشعبي، وكانت لها أخت تسمىا دمية تثقن العزف على الكمان، وأصبحت بفضل تفوقها في آلة الكمان تعزف في المناسبات والأعراس في المدن الكبرى عند أهم العائلات وأكبرها شأنا ، وكانت عائشة ترافقها مرات عديدة . وحين كانت عند الحاج عبد الرحمان ، كانت ترتدي أجمل اللباس والحلي ، وكان كذلك يعلمها القراءة والكتابة.
أرغمت على الزواج بعد ذلك بباشا مدينة سطات إدريس بن الجيلالي، الذي تزوج على ضرة كانت تثقن العزف على العود ، وتعلمت منها عائشة العزف على العود والأغاني الشرقية، فضلا عن تميزها بصوت عذب وأناقة في اللباس الجيد.
ومن ضمن الذين كانوا يأتون لزيارتها ، المطرب المغرب بوشعيب البيضاوي ، الذي كان يزور ها في بني ملال وكان يعشقها جمال المديمة، كما جالست الأستاذ أحمد البيضاوي، وكانت تحيي سهرات مع شخصيات وازنة.
معلومات واردة في صفحة تاريخ القليمية/ بني ملال وأفتخر