ديبلوماسية الريع الجزائرية بإفريقيا، ودعم البوليساريو يتراجع إلى النصف
بدأت الآثار الإيجابية لانخفاض أسعار البترول على قضيتنا الوطنية في الظهور بجلاء.فالدبلوماسية الجزائرية المناوئة لوحدتنا الترابية لم تقم يوما على الإقناع وإحقاق الحق بقدر ما اعتمدت على استغلال فقر وضعف موازنات الدول الإفريقية.
وإدا كانت الجزائر ولازالت تتستر عن نهجها لدبلوماسية الريع بإفريقيا وجنوب أمريكا مند انهيار جدار برلين والمنظومة الاشتراكية ودبلوماسية الحرب الباردة,فإن الظروف الاقتصادية القائمة على الريع البترولي لم تعد أمام الانخفاض المهول لأسعار النفط الذي يمثل 97 % من قيمة صادرات البلاد”.لتتحمل صرف ما يقارب 20 مليار دولار سنوياً على البوليساريو”،التي تعتبر أبرز وجهة للدعم المادي والعسكري الجزائري، على الإطلاق ما بين دعم مباشر وشراء للوبيات معادية للمغرب بدول المعمور. أوردت مصادر إعلامية بناءا على ما صرح به دبلوماسي جزائري فضل عدم ذكر اسمه ما يفيد أن “مجلس وزاري مصغر عقده الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الأربعاء الماضي، قرر تخفيض قيمة مساعدات اقتصادية وعسكرية تقدمها الجزائر لمجموعة من الدول الأفريقية،وأضاف المصدر الجزائري، أن قيمة المساعدات السنوية، التي تحصل عليها دول مثل موريتانيا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو، تتعدى 80 مليون دولار سنويا، ستنخفض إلى أقل من النصف بعد قرار بوتفليقة في الاجتماع الوزاري المصغر الذي خصص لمناقشة انعكاسات أزمة أسعار النفط على الاقتصاد الجزائري.
وتحصل 14 دولة أفريقية على مساعدات من الجزائر في شكل دعم اقتصادي أو إنساني أو تدريب عسكريين وبعثات دراسية، وعتاد عسكري. وتعتبر موريتانيا المستفيد الأكبر ضمن الدول الأفريقية، حيث أعفتها الجزائر من حوالي 250 مليون دولار كديون، خلال العشرة سنوات الأخيرة، بعد تقاربها السياسي على حساب المغرب