رجاء بني ملال عبق التاريخ وتعثر الحاضر.. وعزم مستمر لتجاوز أزمة النتائج
العين الإخبارية
يرسم فريق رجاء بي ملال تمثلات في أذهان المتتبعين الرياضيين، الذين يرونه فريقا متمرسا في لعبة الصعود والاندحار إلى الدرجات السفلى، صورة الفريق الجريح الذي يعاني عى امتداد المواسم الرياضية الأخيرة، حتى صار هذا التمثل لصيقا بفريق ذي رمزية تاريحية بعد أن حقق إنجازات كروية ، كان أهمها حصوله على ذرع البطولة الوطنية سنة 1974 قبل أن تنعم به فرق وطنية عتيدة، فضلا عن إنجابه لاعبين كبارا كأحمد نجاح ومحمد مازي والولد 1 والولد 2 ومحمد جارديني ومحمد مازي وإدريس عليبو وهداف البطولة الوطنية في سبعينيات القرن الماضي عبد الكريم عشيبات.
المتتبع لمسيرة فريق رجاء بني ملال ، يقتنع أن الفريق لا يعرف وضعا مستقرا في إدارته التقنية وكذا الإدارية ما يؤثر على تدبيره اليومي، وطريقة تسييره التي تلقيه في أحضان العشوائية ومكابدته متاهات لا حدود لها، في ظل غياب رؤية واضحة المعالم ترسم للفريق مسارا كرويا ناجحا ،يزيح عنه أعباء لا تزيد إلا في محنته التي تتبدى في كل موسم كروي، إذ غالبا ما يعاني من الخيبات المتتالية إثر تلقيه ضربات متتالية، وبالتالييتكرر السيانريو نفسه في نهاية الموسم الرياضي الذي ينتهي بسيناريو الفشل، يعيد إنتاج أسطوانة البقاء و الصعود التي أصبحت تشكل هاجسا لدى مسؤولي الفريق.
لم يخرج الموسم لكروي الحالي 2022/2023، عما سبقه من مواسم اتسمت بخيبات تجرعها الفريق يتكرر على إثرها سيناريو الفشل بكل تفاصيله، رغم المحاولات اليائسة لإخراجه من وضعه المتردي، بل تتفاقم مشاكله سنة بعد سنة ما يحول دون استنبات بوادر الأمل التي أصبحت صعبة المنال في غياب قرارات صارمة تحسمفي رسم خارطة طريق تنعش آمال الفريق المتخن بالجراح.
نهج سياسة التكوين للخروج من المأزق الحالي
انطلق الموسم الكروي الحالي، حسب تصريحات بعض أعضاء المكتب المسير، برغبة جامحة في تكوين فريق شاب يعتمد على الطاقات المحلية التي تتسابق الفرق الوطنية لاستقطابها وإغرائها، لضمها إلى صفوفها، سيما أنها تملك مهارات كروية تصل أحيانا مستوى العالمية، ما ينطبق على عدد من اللاعبين الدوليين في صفوف المنتخب الوطني عبد الصمد الزلزولي ووليد شديرة يتحدران من مدينة ملال، فضلا عن اللاعب المتميز أشرف حكيمي ابن مدينة وادي زم.
لتنزيل البرنامج اقبل بداية الموسم الكروي الحالي، نظم المكتب المسير دوريا محليا لكرة القدم شاركت فيه جل فرق الأحياء بإقليم بني ملال للتنقيب على المواهب الكروية المحلية، وجرت الأطوار الإقصائية والنهائية تحت شمس حارقة في الصيف تجاوزت 45 درجة، انتهى الدوري الكروي برصد أكثر من 65 لاعبا متميزا، تم توزيعهم على الفئات السنية لاستكمال تكوينهم في انتظار إلحاقهم بالفريق الأول الذي تمكن من تأهيل خمسة لاعبين من فئة الشباب، وضمهم إلى صفوف فريق رجاء بني ملال، ما شكل ربحا للفريق الذي فشل منذ أكثر من عقد من الزمن في تأهيل لاعبين محليين، يمنحون للفريق جرعات أمل بنكهة محلية، علما أن المكتب المسير يرصد في ميزانيته السنوية غلافا مالي ماليا مهما لانتداب لاعبين غالبا ما يغادرون الفريق نهاية الموسم، في ظل غياب سياسة تكوينية للطاقات الواعدة التي تفضل الالتحاق بأندية أخرى عوضالاستمرار مع فريقها المحلي الذي يعاني أزمة تسيير وتدبير دائمتين ما ينعكس سلبا على مسيرة الفريق الذي ينتظر من الداعمين أن يجودوا بمبالغ مالية لتصريف أزماته الداخلية.
رجاء بني ملال الأسطوانة المشروخة
تتكرر الأسطوانة المشروخة لفريق رجاء بني ملال في بداية كل موسم، الذي ينطلق بتوالي الهزائم وينتهي بلغط يساهم فيه الغوغائيون الذين يسارعون إلى تأزيم وضعية الفريق، وفي الأخير ينجو من مخالب النزول إلى قسم الهواة بقدرة قادر، وهو الذي يمني نفسه بالصعود إلى قسم الصفوة بعد انطلاق الموسم.
إدريس اللوماري والبحث عن الحلول الممكنة
أكد إدريس اللوماري للصباح الرياضي، أنه تسلم فريقا جريحا يعيش أوضاعا صعبة، برصيد نقطة واحدة ما أثر على نفسية لاعبيه الذي يرغبون في تحقيق انطلاقة جيدة تساعدهم على الانخراط في أجواء البطولة التي تتطلب إعدادا جيدا وانتداب لاعبين متمرسين يوجهون لاعبي الفريق الشباب المراد دمجهم في منظومته الكروية.
مع مرور الدورات، استعاد لاعبو فريق رجاء بني ملال الثقة في إمكانياتهم، وتمكنوا من تحقيق انتصارات على فرق مرشحة للصعود في عقر ديارها، وتحسن أداء و ترتيب النادي ما أعاد الثقة لجمهور رجاء بني ملال الذين لم يبخلوا بتشجيعاتهم التي ساهمت في خلق أجواء جيدة، وأفرزتالأجواء الإيجابية تحقيق نتائج أعادت الأمل إلى أبناء المدينة الذين كانوا يضعون أيديهم على قلوبهم، خوفا من نزول فريقهم إلى قسم الهواة.
ولم يخف الإطار الوطني قلقه على مستقبل الفريق مع مرور الدورات، بعد أن تبينت الحاجة الماسة إلى لاعبين ذوي تجربة كروية يتوفرون على خبرة ميدانية، لخلق الانسجام مع اللاعبين الشباب الذين اعتمد عليهم، ومنحهم فرصة لاع تعوض لإثبات ذواتهم.
وكان اللوماري، طالب مسيري فريق رجاء بني ملال بانتداب خمسة لاعبين في مرحلة الميركاتو الشتوية لسد الخصاص الذي يشكو منه الفريق، و لم يتم انتداب سوى لاعبين، ما قلص من اختياراته التقنية رغم ضعف الترسانة البشرية المحدودة للنادي، مقارنة مع فرق منافسة تتوفر على لاعبين بدلاء يعوضون زملاءهم الرسميون الذين يتعرضون للأعطاب، ويؤدون دورهم بنجاح.
ورغم الإكراهات التي تحد من طموح فريق رجاء بني ملال، يواصل مدرب الفريق مواجهة التحديات بتوظيف الإمكانيات البشرية المتوفرة، في كل مباراة على حدة ما أفرز نتائج مرضية ساهمت في ارتفاع رصيد الفريق إلى 25 نقطة، بعد إجراء 21 مباراة.
ورغم المشاكل اليومية التي تعترض مسيرة رجاء بني ملال، أصبح الاهتمام بالفئات السنية لرجاء بني ملال أمرا ملحا بعد نجاح النادي في تأهيل خمسة لاعبين (حمزة عصامي، أيوب آيت خسو، عبد الله نحلي زكرياء الزروالي يونس الصديقي) ضمنوا رسميتهم في الفريق الأول، بعد أن اقتنع مدرب الفريق بإمكانياتهم الكروية التي لا تقل عن نظرائهم الذين يتم جلبهم بمبالغ مالية باهظة.
في هذا السياق، يواصل المدير التقني للفئات الصغرى محمد بورديف التنقيب على اللاعبين الناشئين ليتعهدهم برعاية خاصة، على أمل إلحاقهم بالفريق الأول، ويتحدث عضو بالمكتب المديري عن استقطاب ثلاثة لاعبين موهوبين آخرين يتوفرون على مهارات كروية تؤهلهم للالتحاق بفريق رجاء بني ملال قريبا، وبالتالي سينجح الفريق في ضم ثمانية لاعبين محليين، يخففون عن النادي أعباء كبيرة ترخي بظلالها السلبية على النادي الذي يعجز عن توفير الإمكانيات المادية التي يتطلبها انتداب لاعبين يعمقون جراح الفريق التي تتزايد مشاكله مع مرور الدورات.
حسن العرباوي تدبير يومي لأزمة فريق رجاء بني ملال
شدد رئيس فريق رجاء بني ملال حسن العرباوي على أن مكتبه المديري يحرص على تنفيذ سياسته التي تروم الاهتمام بالفئات الصغرى، رغم أنها تستنزف جهود الفريق المادية التي تقتضي توفير كل المتطلبات لتلبية رغبات الفئات السنية وتأمين تنقلاتها لإجراء مبارياتها الرسمية خارج الميدان، وما يستتبع ذلك من ضرورة توفير الحافلات، والمبيت والأكل، فضلا عن مصاريف الجيب التي تقدم أحيانا للاعبين، ناهيك عن مواجهة تحديات ومشاكل غير مرتقبة سيما عند وقوع إصابات في صفوف لاعبي الفريق، الأمر الذي يتطلب مواكبة أحوالهم الصحية.
ولتوفير قاعدة صلبة وبنيات تكوينية لفريق رجاء بني ملال، نهج المكتب المسير سياسة جديدة متمثلة في العناية اللازمة بسياسة تكوين اللاعبين وتأهيلهم وفق مقاربة علمية دقيقة، لأنها المفتاح السحري لحل مشاكل الفريق الذي يصرف ميزانية مرتفعة لانتداب لاعبين، يفرضون شروطهم على الفريق ، والتالي فالانتدابات السنوية تستنزف أكثر من ثلثي ميزانية الفريق في كل موسم رياضي ما يؤزم وضعية النادي الذي يعيش سيناريوهات مآسي متكررة تتكرر كل سنة في غياب الحلول الواقعية لتجاوز المشاكل العالقة.
واقترح حسن عرباوي خلق أكاديمية رجاء بني ملال لتكوين لاعبي فريق رجاء بني ملال، وتفادي الاعتماد على سياسة الانتدابات التي غالبا ما تنتهي بالفشل، إذ أن اللاعبين الذين يتم انتدابهم يغادرون الفريق في نهاية الموسم الكروي ويثقلون كاهل الفريق بمصاريف إضافية قد تصل أحيانا إلى ردهات الجامعة.
أكاديمية رجاء بني ملال حل أنجع لأزمات الفريق
وأضاف، أن بناء أكاديمية خاصة بنادي رجاء بني ملال يعتبر حلا ناجعا لتجاوز مشاكل الفريق، سيما أن فلسفة التكوين تنمي مؤهلات ومهارات اللاعبين فضلا عن ترسيخ هوية الفريق التي تعفيه من الوقوع في مشاكل تتكرر في كل الموسم الرياضية، ولإنجاز هذه المهمة ينبغي توفير عقار لبناء الأكاديمية بمواصفات عصرية، إسوة بأندية مغربية (الفتح والرجاء البيضاوي والوداد البيضاوي) مع الحرص على استهداف لاعبين محليين بمواصفات تعكس هوية فريق رجاء بني ملال الذين يشكل مشتلا حقيقيا للاعبين.
كما أن غياب موارد مالية قارية، يضيف رئيس النادي، يزيد من معاناة فريق رجاء بني ملال، الذي ينتظر دعم شركائه وهبات المجالس المنتخبة التي تقتطعها من ميزانياتها لمساعدة للفريق، بهدف تخليصه من أزماته المالية المتكررة.
توفير عقار لضمان سكن قار للاعبي الفريق حل أمثل للفريق
التمس العرباوي تسريع وتيرة الإجراءات الإدارية لتسليم العقار الذي منحه المجلس الجماعي السابق لبني ملال لرجاء بني ملال لحل أزمة سكن اللاعبين، ما يزيد من أعباء النادي الذي يبذل جهودا لتوفير مصاريف كراء منازل اللاعبين في كل موسم رياضي.
وشدد عرباوي على توفر رجاء بني ملال على مجمع سكني خاص بلاعبي رجاء بني ملال، لأنه الحل الأمثل لتجاوز العديد من المشاكل، وتقليص كتلة الأجور التي تستنزف ميزانية كبيرة سيما أنها موجهة لضمان استقرار اللاعبين الذين يجدون أنفسهم تحت مطرقة مالكي الدور السكنية، الذين يطالبونهم بمستحقاتهم في نهاية كل شهر، و تتزامن طلباتهم أحيانا مع تأخر منح الجهات الداعمة ما يضاعف من مشاكل فريق رجاء بني ملال الذي يصرف النظر عن معالجة مشاكله الحقيقية، وينشغل بقضايا جانية تؤثر على سيره العادي.
وتحدث حسن عرباوي عن مشاكل الفريق الناجمة عن تأخر الدعم لفريق رجاء بني ملال، ما يخلق متاعب للفريق التي غالبا ما تنتهي باحتجاجات اللاعبين الذين يطالبون بتسلم أجورهم الشهرية في وقتها، الأمر الذي ينعكس سلبا على نتائج الفريق التي تتباين حصيلتها من مباراة لأخرى، ولولا مبادرات والي الجهة الذي لا يتردد في تقديم الدعم للفريق كلما تطلب الأمر ذلك، لتأزمت وضعية الفريق في أكثر من مناسبة، فضلا عن مبادرات رؤساء المجالس الجهوي والإقليمي والجماعي الذين يعتبرهم شركاء حقيقيين، لما يقدمونه للفريق رجاء بني ملال من خدمات تنعش ميزانية الفريق.
وخلص حسن عرباوي إلى أن نهج النادي سياسة تكوين واضحة المعالم، وبناء أكاديمية خاصة بالفريق وتثبيت هوية النادي خلال مراح التكوين، وتوفير عقار يضمن سكن اللاعبين والبحث عن شركاء آخرين، حلول جوهرية لتفادي كل المشاكل التي تقف حجرة عثرة في وجه فريق رجاء بني ملال.
جمهور رجاء بني ملال سند قوي للفريق، إنها حقيقة لا يجادل فيها أحد، ويأمل النادي أن يكون محفوفا بمشجعين حقيقين يعشقون فريقهم ويقدمون له الدعم المعنوي في المدرجات، ويدعمون لاعبيه ويمهدون الطريق أمامهم لتفتيق مواهبهم، بالتالي يعلق رجاء بني ملال آماله على جمهوره العاشق لكرة القدم، يرافقونه في رحلاته ، ويساندونه في ميدانه ويشجعونه في السراء والضراء، سيما أن فريق رجاء بني ملال يمر بفترة فراغ ما يفسح المجال لبعض منعدمي الضميرللنيل من فريقهم عبر ترويج إشاعات تضر بمصلحة الفريق، في المقابل تسعى الجماهير الحقيقية وبكل الوسائل أن تبقى مخلصة لشعار فريقها مهما كانت اظروف والأحوال.