تهاوت القنطرة الوحيدة التي تؤمن مرور المواطنين من وإلى قرية تاكلفت بأزيلال الجبلية، نهاية الأسبوع الماضي، تحت وطأة حمولة من الرمال كانت مشحونة على متن شاحنة انقلبت بعد تحطم دعائم القنطرة التي تعتبر المسلك الوحيد للسكان الذين يتخذونها منطقة عبور إلى الأسواق والقرى المجاورة.
واعتبر مواطنون انهيار القنطرة ضربة موجهة لمصالح سكان القرية الذين اشتد طوق العزلة على أعناقهم سيما أن موسم الثلوج تلوح تباشيره على الأبواب ما يتطلب تدخل المسؤولين بعمالة الإقليم في القريب العاجل لإعادة بنائها بعد أن أصيبت بأضرار وخيمة نظرا للحمولة الزائدة للشاحنة التي تسبب في انهيارها.
وأفادت مصادر مطلعة، أن سقوط قنطرة تاكلفت التي يعتمدها سائقو الشاحنات والسيارات للعبور إلى مناطق مجاورة يشكل خطرا على السكان ويسبب عزلة المنطقة بكاملها لأنها ممر أساسي يربط بين مدينة أزيلال ومدينة بني ملال عبر عدد من الجماعات القروية.
وتأسف سكان القرية المتضررون لسقوط القنطرة رغم خضوعها لترميمات وإصلاحات هياكلها، دون التفكير في إعادة بنائها من جديد باستعمال طرق بناء عصرية تعتمد الخرسانة بدل الاعتماد على أسلوب الترقيع الذي ينجز في استصلاح معظم القناطر بأزيلال التي شيدت خلال فترة الاستعمار.
وأضافت مصادر متطابقة، أن الجهات الوصية بعمالة أزيلال لم تفكر في وضع برمجة زمنية لتشييد القناطر بالمنطقة التي تحتاج إلى صيانة وعناية فائقتين بعدما تأكد أن العديد منها لم تعد صالحة للاستعمال، علما أن مناطق أخرى جبلية مازالت معزولة ويعتمد السكان في العبور إلى الضفاف الأخرى على إمكانيات بدنية لا قبل للمرضى بها.
حادث سقوط القنطرة، لحسن الحظ لم يتسبب في سقوط ضحايا بعد أن نجا سائق الشاحنة من موت محقق، لكن لا ينبغي أن يمر الحادث دون استخلاص الدروس والعبر من لدن المسؤولين الذين ينبغي عليهم إطلاق دراسة ميدانية لجمع المعطيات الدقيقة حول وضعية القناطر بإقليم أزيلال، بعدها تتكلف لجن مختصة للسهر على بناء قناطر بمواصفات عصرية باعتماد مختبرات مختصة تنجز عملها بناء على تقارير دقيقة حول طبيعة الأمكنة التي تحتاج إلى تثبيت القناطر، دون إهمال بعض القناطر التي مازالت في وضعية مزرية وتحتاج إلى مبادرات عاجلة لترميمها