أثارت الطريقة اللاتربوية التي تعاملت بها إدارة مؤسسة تعليمية تيدلي فطواكة بأزيلال بعد إعلان نتائج امتحانات السادس ابتدائي الأخيرة، استنكار المتتبعين للشأن التربوي بالجهة، وتحول الحدث إلى سخرية مريرة بعد أن أثارت صفحات فايسبوكية الموضوع مشفوعا بتعليقات تهكمية سيما السخرية من عبارة ” جميع تلاميذ مستوى السادس ناجحون ماعدا التلميذ ما عدا التلميذ (ن. محمد) فهو يكرر ” وما زاد الطين بلة أن عبارة “يكرر”كتبت باللون الأحمر، للتأكيد على خطورة ما اقترفه التلميذ الراسب من أفعال بعد شفله في الانتقال إلى السنة الدراسية الموالية.
واستنكرت العديد من الفعاليات الجمعوية ما أقدمت عليه الإدارة التربوية للمؤسسة التعليمية المعنية ، إذ لم تكن موفقة في معالجة قضية تربوية تم الحسم فيها من لدن علماء التربية الذين حذروا من التقليل من شأن التلاميذ غير المتوفقين في دراستهم، وبدل زرع اليأس في نفوسهم من قبل الإدارة أو المدرس، ينبغي مساعدتهم وتشجعهم لمواصلة مسارهم الدراسي في أحسن الأحوال.
وأفادت مصادر مطلعة، أن مهتمين بالشأن التربوية فضلا عن مسؤولين عن بعض الجمعيات تدخلوا لتدارك الخطإ اللاتربوي الذي أقدمته عليه إدارة المؤسسة، لكن لم يجدوا تجاوبا أول الأمر معهم، وبعد إصرارهم على تغيير عبارة الإعلان وعلى ضرورة تحلي مديرة المؤسسة بالمسؤولية الأخلاقية تفاديا للمشاكل المترتبة عن سلوك غير محسوب العواقب، بادرت مديرة المؤسسة للاعتذار عما بدر عنها لأنها لم تأخذ بعين الاعتبار العواقب المترتبة عن طريقة تعاملها مع نتيجة التلميذ الراسب سيما أنها كلفت أحد الأطر بتعليق النتيجة دون ان تأمره بكتابة العبارة الحاطة من كرامة التلميذ، علما أن النتائج التي حققتها بالمؤسسة كفيلة بأن تشفع لها الخطأ غير المقصود في حق التلميذ.
وفور علمه بما أقدمته عليه إدارة المؤسسة بعد أن تداول الفايسبوكيون صورة السبورة التي تضم نتائج امتحانات الشهادة الابتدائية بمدرسة تيدلي فطواكة، دخل مومن طالب مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة على الخط واتصل بمدير مديرية التعليم بأزيلال لاستجلاء حقيقة ما جرى، وأمر بتدارك الخطإ الذي ارتكبته إدارة المؤسسة التعليمية صونا لكرامة التلميذ، وأمر بإيفاد لجنة تربوية للمدرسة المعنية لتحديد المسؤوليات والبحث عن كافة السبل للرفع من معنويات أسرة التلميذ التي آلمها ما حدث.
وأضافت مصادر متطابقة، أن مدير الأكاديمية سيتخذ الاجراءات اللازمة فور توصله بتقرير اللجنة التربوية التي سارعت إلى الاتصال بكافة الأطراف لجمع المعطيات الكفيلة باستجلاء حقيقة ما جرى.