أسقطت جائحة كورونا ورقة التوت الأخيرة التي كانت تغطي الصحافة الورقية التي لعبت دورا رياديا في تحرير الأمم والشعوب، ولعبت دورا مهما في تغيير المجتمعات وبناء الإنسان الحداثي المؤمن بقين الديموقراطية والعدالة الإنسانية.
يقول المثل العربي السائر” رمتني بدائها وانسلت”….
إنها نهاية مرحلة بائدة هيمنت فيها الصحافة الورقية على كل مجالات الحياة، وتسيدت الثورات وقادت بجرأة كل التحولات التي عانقتها أجيال بمرارتها وحلوها…لقد دخل القطاع برمته في فترة بيات لا نهاية لها، وبدت معالم نكبة تنبئ بأسوإ فترات عصيبة تنتظر قبيلة الصحافيين الذين نحتوا ذواتهم من مكابدتهم الذاتية، وحولوها إلى ملاحم تنضح بالحياة والأمل، وترجموها إلى أعمال صحفية نارية دكت شعوبا وأقواما، ورمت ببعض المستبدين إلى الهامش بعد أن حكموا شعوبهم بالحديد والنار.
انتهى الجدل الذي عمر طويلا بين مناصرين انتصبوا طرفا مساندا للصحافة الورقية، وآخرين صفقوا للصحافة الالكترونية التي رأوها بديلا عن تداعيات ومشاكل الورقية، لكن انتصبت جائحة كورونا حكما جائرا غلب كفة التكنلوجيا الحديثة، لتعلن مؤقتا الغلبة لوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت المؤنس الوحيد لشعوب العالم التي تعيش أسوأ أيمها في أجواء الحجر الصحي، إذ لم تجد مؤنسا لها سوى هواتفها الذكية وأجهزتها الإلكترونية التي أنقذتها من براثن العزلة القاتلة.
التطور الهائل الذي لحق وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات في الفترة الأخيرة بعد اجتياح فيروس كورونا العالم، غير خريطة المنافسة في عالم الصحافة التي فسحت الطريق للصحافة الإلكترونية، بعد أن كانت هذه المنافسة تقتصر على جودة برامج الورقية وأهدافها، واكتسب هذا النوع الجديد من الصحافة أهمية بالغة منذ القرن الماضي، وتزايدت أهمية الصحافة الإلكترونية مع توالي الأعوام وانتشار مغامرات الإنترنيت الذي تضاعُف أعداد مستخدميه، فأصبحت غالبية المؤسسات الصحفية، تمتلك مواقع إلكترونية لمطبوعاتها الورقية التي أصبحا واقعا لا محيد عنه بعد أن حسمت جائحة كرورنا في مصير الإنسانية جمعاء وأعلنت ميلاد مرحلة جديدة ، أصبح المجتمعات ملزمة بالتكيف مع أوضاعها بعد أن تبين ألا مناص من التعايش مع فيروس يطور أساليب مواجهته ما يقتضي استنبات آليات جديدة لحسم المواجهة..
ماذا عسى أن يضيف موقع جديد العين الإخبارية الذي أثار العديد من القضايا الجهوية بعد صدوره منذ ما يقارب عقدا من الزمن، ولقي استحسان متتبعيه الذين كانوا يسألون عن سبب توقفه عن الصدور منذ أشهر عدة، ولم تمر مرحلة الفراغ هباء بل تم تقييم المواقف بتأني وتؤدة، قبل معاودة الصدور من جديد، وكلنا أمل أن تكون المرحلة الجديدة حاسمة ومفصلية تتنفس هواء جديدا ينفتح على المبادرات الاقتصادية الجادة القضايا التربوية الحاسمة والمواقف السياسية النبيلة.
ولا يخفى على قرائنا الأعزاء أن التغييرات المفصلية الجديدة فتحت أعيننا كطاقم صحافي على القضايا الكبرى والجوهرية التي تحتم تبني رؤية شمولية ذات بعد وطني، تدرج خصوصيات المحلية التي لا يمكن القفز عليها.
إن واقع المرارة التي تعيشه الصحافة الإلكترونية في غياب وسائل الدعم والمهنية الحقيقية، بعد اقتحام عالم الصحافة من قبل بعض العناصر التي تفتقد إلى الأهلية الفكرية والنبل الأخلاقي ما حذا بطاقم الموقع أن يثابروا من أجل على إنجاح التجربة التي انطلقت منذ أعوام في وقت كان فيه تأسيس موقع إخباري أو إصدار جريدة ورقية أو تبني صفحة فايسبوكية لن يتأت إلا للمكتوين بنار الكتابة والالتصاق بهموم المجتمع.
نأمل أن نكون عند حسن ظن قرائنا الأعزاء بمعاودة التجربة من جديد لكن بنسخة منقحة، يحذوها أمل الإسهام الجيد والفعال في قضايا المجتمع والإنصات إلى هموم الناس وتشجيع كل المبادرات الجيدة على الصعيد الجهوي، لتستعيد دورها الريادي في قيادة قافلة التنمية الجهوية نحو آفاق رحبة.
كلمة لابد منها
كان انضمام مدير النشر مولاي زايد زيزي، وأحب أن أسميه زيزي الأمازيغي، لطاقمنا قيمة مضافة للموقع، لأنه يملك خبرة كبيرة في الصحافة التي سبر أغوارها، وزادته جرأته في اجتراح مختلف المواضيع وبمهنية عالية في إكسابه أخلاق الصحفي المهني الذي يبحث عن الخبر ولا شيء غيره…إننا نود أن تستفيد من خبرته التي ستمنح لموقعنا الجديد ترياقا ينعش آمالنا، لكي يعاود نجمه السطوع بعد أن تبين أن مكانته لا محيد عنها في الجهة، وكان إصرار محبيه والمولعين بخط تحريره تحفيزا لطاقمة باستىناف عمله من جديد بعد توقف اضطراري خارج عن إرادتنا…
شكرا لزيزي على مبادرته الطيبة.