غياب استراتيجية واضحة لمواجهة الكوارث الطبيعية يزيد معاناة سكان جبال تادلة أزيلال
كشفت الأمطار الأخيرة التي تساقطت على المنطقة بكميات كبيرة وأغرقت الدواوير والمداشر النائية في برك مائية عائمة، فضلا عن السيول الجارفة التي حاصرت المباني وهدمت بعضها في منطقة أزيلال وبني ملال سيما في الجبال النائية، عن غياب استراتيجية واضحة لمواجهة النكبات التي تضرب بين الفين والأخرى المنطقة، علما أن جهة تادلة مصنفة ضمن المناطق المعرضة للفيضانات لوجود أودية نائية وشعاب خطيرة، تتربص بين الفينة والأخرى سكان المنطقة الذين يجدون أنفسهم محاصرين إما بالمياة الجارفة التي تتضافت خطورتها بفعل التساقطات المطرية، أو بفعل كميات الثلوج التي التي تضرب طوقا من العزلة على قرى تقضي شتاءها على الكفاف والجوع لعدم وجود إمدادات غطائية كافية تلبي حاجيات السكان، ناهيك عن غياب حطب التدفئة الذي ترتفع قيمته بفعل المضاربات التي تستغلها بعض الجماعات لتحقيق الربح السريع على حساب جوع وضعف السكان.
وما زال سكان منطقة آيت عبي بتلوكيت بأزيلال ينتظرون تدخل الجهات الوصية لإنقاذ حياتهم بعد أن حاصرتهم مياه الأمطار الجارفة اتي ضربت طوقا مائيا عن قريتهم التي تحولت إلى بركة عائمة، إذ انقطعت كل السبل لإيصال الإمدادات دون أن تتدخل السلطات لفك الحصار عنهم رغم النداءات المتكررة للسكان لإنقاذ حياتهم، وزادت كميات الثلوج المتساقطة من مضاعفة معاناتهم ما ينذر بأيام قاسية، يذوق فيها أبناء القرية كل أنواع الضياع والجوع، في ظل غياب تدخل ناجع لعمالة الإقليم التي شكلت خلية يقظة لمواكبة التحولات الجارية بالإقليم، دون التوفر على الإمكانيات الكافية لتخليص المواطنين من ربقة الحصار المضروب عليهم.
ورغم المبادرة التي قام بها عامل إقليم أزيلال إلى دوار “ناجكاكالت ” التي تبعد عن ثانوية واد العبيد التأهيلية التي كانت تدرس بها التلميذتان اللتين غرقتا جراء سيول الأمطار الجارفة لتقديم العزاء، ومشاركة أسرتيهما في مصابهما الجلل، تبقى المبادرة غير ذات أهمية مقارنة مع حاجيات السكان في التوصل بمعونات عينية تذهب عنهم ألم الحصار الذي تضربه الأمطار الطوفانية، وتزيد من حدتها كميات الثلوج التي غمرت المنطقة وعزلت السكان عن العالم الخارجي. كما قدم كل من مدير الأكاديمية للتربية والتكوين بجهة تادلة وكذا النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بأزيلال أغلفة مالية لتعزية الأسرتين، لكن دون أن تبدد مبادرتهما الإنسانية حجم معاناة الأسرتين اللتين فقدتا فلذة كبديهما بعد أن جرفتهما سيول الأمطار الغزيرة.
وبعد انتظار طويل لتدخل سلطات العمالة لفك الحصار عن سكان أغبالو نايت طوس وتاونزة بأزيلال، قرر المحاصرون تنظيم مسيرة احتجاجية وقطع مسافات طويلة اجتاز فيها المحتجون مناطق صعبة، إلى عمالة إقليم أزيلال للمطالبة بفك الحصار عنهم، إذ استقبلهم الكاتب العام للعمالة الذي وعدهم بتوفير آليات لفك الحصار عنهم، للتواصل مع العالم الخارجي.
كما عاش سكان مدينة زيدوح وخصوصا الساكنة المجاورة لإعدادية ابن عباد ، فصولا من النعاناة بعد أن غمرت غمرت المياه المنازل وتسربت الى داخلها، ما خلف موجة من الغضب إثر ضياع العديد من الأثاث والأجهزة المنزلية، و تدخلت عناصر الوقاية المدنية رغم نقص المعدات والأجهزة لإزالة المياه التي تسربت الى المنازل، لكن لم تكن هذه المجهودات كافية للتغلب على هذه الفيضانات. كما حلت السلطات المحلية إلى جانب عناصر الدرك الملكي بعين المكان، لمساعدة المنكوبين ومواساتهم، في غياب استراتيجية واضحة تعتمدها عمالة إقليم الفقيه بن صالح لمساعدة الضحايا عينيا، وتقديم دعم مالي للأسر المنكوبة.
وتحسبا لمخاطر السيول الجارفة التي ضربت منطقة بني ملال، تشكلت خلية بولاية الإقليم لمواكبة مخاطر الأمطار الطوفانية التي تعرفها المدينة خلال فصل الشتاء، لكن دون وضع استراتيجية واضحة تجفف منابع الخطر، وتبعد خطر الفيضانات التي تتهدد مدينة بني ملال سيما أودية كيكو وسابك والحندق التي تحمل الخطر الداهم من الجبال المجاورة التي تتعرض للإبادة من طرف منعدمي الضمير الذين فضلوا السكن في منتزه عين أسردون الجبلي وتغيير مظاهر الجبل