كونفيتيا مراكش يؤسس مرحلة جديد في تعليم الكبار
أجرى الحوار سعيد فالق
- ما المحطات التاريخية التي شهدها المؤتمر الدولي للكبار ” كونفتيا” ؟
يتم تنظيم المؤتمر الدولي لتعليم وتعلم الكبار من طرف منظمة اليونسكو كل إثني عشرة سنة، وكانت أول محطة سنة 1949 حيث تم تنظيم دورته الأولى بمدينة إلسينور بالدانمارك، والثانية بكندا ( موريال 1960) والثالثة باليابان ( طوكيو1972) والرابعة بفرنسا (باريز 1985) والخامسة بألمانيا ( هامبورك 1997) والسادسة بالبرازيل (بيليم 2009) والسابعة المغرب (مراكش 2022)، إذ تم تنظيمه الأسبوع الماضي.
ويعكس شعار كل مؤتمر الظرفيةَ التي يعيشها العالم وما ينتظره من سياسات لتطوير مهن محو الأمية وتعليم الكبار، والمساهمة في تجاوز المعيقات والتحديات المرتبطة بالظرفية الدولية المعيشة.
وكان المؤتمر الأول، الذي يحمل عنوان “أهداف تعليم الكبار ومجالاته” انعكاسا لحاجات عالم، ما يزال يداوي جراح الحرب العالمية الثانية، وانعكاساتها السلبية على تطور المجتمعات، وتباعد الهوة بين المركز والمحيط، فضلا عن ظهور حاجة ملحة لتعليم الكبار كضرورة لإعادة بناء المجتمع والانسان، وتكريس قيم السلم والسلام الدوليين.
- وماذا عن أهداف المؤتمر السابع بمراكش؟
يحمل المؤتمر السابع بمراكش شعار « تعليم الكبار وتعليمهم من أجل التنمية المستدامة، جدول أعمال تحويلي” ويعكس انتظارات العالم من سياسات التربية وتعليم الكبار باعتماد ثلاثة تحديات كبرى، وتتمثل في الآثار السلبية لوباء كورونا وما يفرضه من استراتيجيات بديلة لإعادة البناء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي على المستوى الدولي والوطني والمحلي، والاتساع المطرد للهوة الرقمية بين البلدان وبين الفئات الاجتماعية والإثنية داخل نفس البلد وما ينتظره العالم من سياسات التربية والتعليم مدى الحياة لتقليص الهوة في اتجاه دمقرطة الولوج للخدمات الرقمية، وإكساب الكفايات الضرورية للجميع، وتمكينهم من استثمارها، وتعثر بلدان العالم في مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة في مجال التربية والتكوين والصحة والبيئة.
ومن أهم المخرجات الاستراتيجية والعملية الهامة التي تمخضت عن أشغال المؤتمر، والتي تكتسي أهمية قصوى خلال الاثنتي عشرة سنة المقبلة، إنشاء المغرب بتوجيهات ملكية سامية ” المعهد الإفريقي للتعلم مدى الحياة” وتشكيل لجنة وزارية ما بعد “كونفتيا” تجتمع مرة كل سنة، وتسهر على التنزيل الفعلي لكل التوصيات المنبثقة عن المؤتمر.
* عبد الله خالوب المدير الجهوي للوكالة الوطنية لمحاربة الأمية مراكش آسفي