مئات الأطفال المغاربة يعيشون ظروف قاسية في سبتة المحتلة “نريد الخروج من هنا”
يتكدس مئات الأطفال والمراهقين في مستودعات أو ينامون في ظروف قاسية في حدائق مدينة سبتة المحتلة، حيث لا يزال مصيرهم مجهول بعد أيام من وصولهم مع آلاف المهاجرين إلى المدينة، وفقا لصحيفة الغارديان.
على مدار الأيام الماضية، عبر أكثر من 8000 مهاجر عن طريق السباحة أو التكدس في قوارب مطاطية.
وبحسب المسؤولين الأسبان، فإنه تم ترحيل حوالي 7000 من الذين عبروا الحدود إلى إسبانيا منذ ذلك الحين عبر الحدود، لكن تم إيداع 438 طفلًا ومراهقًا وصلوا دون مرافقين بالغين في المستودعات.
وقال وزير الحقوق الاجتماعية الإسباني، أيوني بيلارا، لمحطة “RTVE” الإسبانية: “نحن نعمل على معالجة قضية الأطفال الذين يأتون بمفردهم”. وأضاف “من المهم أن نفهم أننا نرى أطفالًا أصغر بكثير من المعتاد – أطفال يبلغون من العمر سبعة وثمانية وتسعة أعوام”.
واشتكى العديد من القاصرين، الذين تمكنوا من الهروب من المستودعات، من المرافق المزدحمة وغير الملائمة للحياة، وأكدوا أنهم أمضوا أيامًا دون وجبات ساخنة، وكانوا يعيشون على تناول بعض الأطعمة الخفيفة مثل التفاح واللبن، كما أن قلة الأسرة جعلت الكثير من الأطفال ينامون على الأرض.
وذكر أحد الأطفال: “أفضل النوم في سيارة مهجورة، مثلما فعلت في الأيام القليلة الأولى، إنها أكثر راحة. وتابع: “أريد الخروج من هنا”.
ويُعتقد أن العديد من القاصرين ينامون في العراء في الحدائق وفي شوارع سبتة المحتلة دون أي موارد مالية أو إشراف من الكبار. وقال كارلوس رونتومي، أحد نواب زعماء المدينة ، للإذاعة الوطنية الإسبانية هذا الأسبوع: “لا يمكننا التأقلم، فهناك الكثير من الأطفال”.
بعد أن أطلق المسؤولون خطاً ساخناً لجمع شمل الأطفال مع عائلاتهم، جاءت 4400 مكالمة في غضون اليوم الأول من عملها، حسبما قالت مابل ديو، نائب آخر لزعماء المدينة.
وتابعت ديو: “الهدف هو لم شمل هؤلاء القُصّر بأسرهم في أقرب وقت ممكن، لأننا نتفهم قلق العديد من العائلات التي لا تعرف مكان أطفالها”.
بموجب القانون الإسباني، يظل القاصرون تحت رعاية السلطات الإقليمية إلى أن يتم تحديد مكان أقاربهم أو حتى بلوغهم سن الرشد.
ولفتت ديو إلى أن العاملين في مجال الخدمات الاجتماعية وجدوا أن بعض الأطفال يتوقون إلى العودة إلى ديارهم، بينما قال آخرون إنهم يأملون في البقاء في إسبانيا بغض النظر عن رغبات أسرهم.
وحثت منظمة أنقذوا الأطفال السلطات على النظر في حالة كل طفل على أساس كل حالة على حدة. وقالت المنظمة في بيان “قبل العودة إلى الوطن، من الضروري أن تضمن السلطات أنها آمنة ومناسبة لنمو الأطفال وحقوقهم”.