مارسيل خليفة: نوستالجيا الأغنية الخالدة

لم يمر خبر إجراء مارسيل خليفة عملية إجراحية ناجحة بسيدني بأستراليا أول أمس، دون أن يثير في نوستالجيا الأغنية الملتزمة التي صنعت جيلا بكامله، ظلت تنازعته تيارات أيدلوجية متعددة في مرحلة السبعينات من القرن الماضي ما شكل وعيا شقيا لجيل ظل شبابه جعله يعيشون صراعات نفسية لم يتخلص من تبعاتها إلى اليوم.
كنا نستفيق في صباحات السبعينات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي على خدر أغاني مارسيل خليفة التي كان يصنعها من كيمياء فنه الراقي المستمد من أشعار محمود درويش شاعر القضية الفلسطسنية…كان من المنقصات أن تضيع وقتك في سماع الأغاني السخيفة التي لن تجن منها سوى السخافة والتفاهة والرداءة، كنا نحرص أن نتبادل الأقراص المضغوطة للفنان مارسيل خليفة في سرية تامة لأنها كانت تفعل فعلها الكيميائي الذي يحول الشباب إلى أفكار تضيء الجانب المظام من الحياة…
شكل مارسيل خليفة الذي كان يقلب صفحات الدواوين الشعرية للشاعر محمود درويش ا للنفاذ إلى العمق الإنساني لأشعاره المبثوثة في دواوين شعره ” أوراق الزيتون ” ” ورد أقل” “عاشق من فلسطين” ” مديح الظل العالي” كانت عباراته مدبجة بمعاني الحب والحياة والكرامة ، والتي خلدت ذكرى الفدائي الذي لا يقهر بعد ان رسم أفقا جديدا لمسار القضية الفلطينية بمواجهته الصامدة و بشجاعة لا مثيل أساطيل ودبابات العدو الصهيوني التي حاصرت بيروت شهورا ولم تقو على اقتحام قلاعها…
حاصر حصارك لا مفر
سقطت ذراعك فالتقطها
واضرب عدوك لا مفر
وسقطت قربك فالتقطني واضرب عدوك بي
فأنت الآن حر ووحر
قتلاك أو جرحاك فيك دخيرة،
اضرب بها عدوك لا مفر…
لم نعد نسمع من أغاني مارسيل الخالدة سوى الرداءة والتفاهة ، بعد تمييع أذواق شبابنا الذي فرضت لى أذواقه أغاني تمتح من معاني السوقية والعنف والمقت الإنساني… أصبحنا غرباء الوجه واليد واللسان كما عبر عن ذلك الشاعر المتنبي… لقد ظللنا ننتظر معجزة فنية تستقيسم بها أحوالنا لنعود إلى الحياة من جديد
نتمنى الشفاء للفنان مارسيل خليفة الذي يظل في أعيننا أيقونة الأغنية الخالدة..
بقلم سعيد فالق