العين الإخبارية
فرضت سنوات الجفاف المتعاقبة على منطقة تادلا، إعادة النظر في السياسات المتبعة وتدبير خصاص الموارد المائية التي تضررت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بعد تراجع منسوب حقينة سد بين الويدان، ونضوب مياه الوديان والأنهار والآبار ما استلزم البحث عن موارد مائية بديلة تساعد الفلاحين على سقي أشجارهم ومزروعاتهم.
ولضمان وفرة الموارد المائية بجهة بني ملال خنيفرة، وكذا تعبئة موارد مائية غير تقليدية إضافية لمواجهة الإجهاد المائي الذي تشهده جهة بني ملال على غرار باقي الجهات الأخرى، قام والي جهة بني ملال خنيفرة خطيب الهبيل، والوفد المرافق له بتدشين أشغال إعادة تأهيل محطة معالجة المياه العادمة لمدينة بني ملال، فضلا عن زيارة تفقدية لمشاريع إنجاز محطات معالجة المياه العادمة بمدينتي الفقيه بن صالح وقصبة تادلة والوقوف على الأشغال الجارية بقطب الصناعات الغذائية ببني ملال.
ووقف والي الجهة على تقدم أشغال إنجاز محطة معالجة المياه العادمة للقطب الفلاحي ببني ملال الذي تبلغ طاقته الإنتاجية أربع ملايين متر مكعب في السنة، ونسبة إنجازه 99 في المائة، بتكلفة مالية قدرها 95 مليون درهم. كما تم إنجاز المشروع في إطار شراكة بين وزارة الداخلية، وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، ووزارة الفلاحة، الوكالة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بتادلة، مجلس الجهة ووكالة الحوض المائي لأم الربيع.
وبدوار القراقب بجماعة سيدي جابر ببني ملال، تم تدشين أشغال بناء الأسرة البكتيرية وإعادة تأهيل محطة معالجة المياه العادمة لمدينة بني ملال، وتصل طاقتها الانتاجية 10 ملايين متر مكعب بتكلفة مالية قدرها 593 مليون درهم، وأنجزت الأشغال في إطار شراكة بين وزارة الداخلية، والمكتب الشريف للفوسفاط، والوكالة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بتادلة، وجماعة بني ملال ووكالة الحوض المائي لأم الربيع. كما يهدف المشروع إعادة استعمال المياه المعالجة بهذه المحطة لأغراض صناعية عبر تعبئتها وتصفيتها لتزويد المنشآت الصناعية لغسل الفوسفاط بخريبكة. وبلغت تكلفة هذا المشروع
بعدها، تمت زيارة مشروع محطة معالجة المياه العادمة بقصبة تادلة، بقدرة إنتاج بلغت 2,2 مليون متر مكعب سنويا، ويندرج إنجاز هذه المحطة ضمن مشروع متكامل يضم شبكة تحويل المياه العادمة لمدينة قصبة تادلة وبناء محطة المعالجة، وتجاوزت نسبة إنجازها 98 في المائة، بتكلفة مالية 403 مليون درهم، في إطار عقد شراكة بين وزارة الداخلية والمكتب الشريف للفوسفاط، والوكالة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بتادلة، وجماعة قصبة تادلة ووكالة الحوض المائي لأم الربيع.
وبجماعة بني وكيل بإقليم الفقيه بن صالح، تفقد الوفد مشروع بناء محطة معالجة المياه العادمة لمدينة الفقيه بن صالح، بقدرة انتاج تصل 5,5 مليون متر مكعب سنويا، إذ تجاوزت نسبة تقدم أشغال إنجاز المشروع 73 في المائة، بتكلفة مالية بلغت بحوالي 884 مليون درهم، في إطار شراكة بين وزارة الداخلية، والمكتب الشريف للفوسفاط، والوكالة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بتادلة، وجماعة الفقيه بن صالح ووكالة الحوض المائي لأم الربيع.
وشكلت الزيارات الميدانية للوفد مناسبة للاطلاع على مدى تقدم إنجاز هذه المشاريع المائية والدفع بجهود تسريع وتيرة إنجازها، لما لها من أهمية في الحفاظ على البيئة والتقليل من الضغط على الموارد المائية التقليدية، وتعبئة وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة بالمدن المتضررة من أزمة الجفاف، واستغلالها في أغراض صناعية متمثلة في غسل الفوسفاط بمدينة خريبكة الذي يستنزف كميات من مياه الشرب وحرمان الساكنة من تعبئتها.
سعيد فالق
