مسيرات احتجاجية لتجار بني ملال ضد ” الفراشة” واتهامات لمسؤولي المدينة بالتقاعس

احتج العشرات من تجار المدينة ببني ملال، صباح أمس الأربعاء، منتظمين في مسيرة احتجاجية جابت شوارع المدينة التي تعطلت فيها حركة السير والجولان بعد توقف المحتجين لإثارة انتباه المسؤولين حول مأساتهم التي فاقت كل الحدود على حد تعبيرهم.
وصدحت حناجر أصوات التجار بشعارات تندد بصمت المسلطات المحلية والإقليمية والجماعية عن تجاوزات الباعة الجائلين الذين احتلوا شوارع المدينة وحولوها إلى سوق كبير يعم بالفوضى والجريمة.
ورفع المحتجون لافتات تستنكر تفشي ظاهرة الباعة الجائلين واحتلالهم للرصيف ما جعلهم يتكبدون خسارة فائدة بعد أن عزف الزبناء عن التعامل معهم إثر إغلاق ” الفراشة” كل ووجه المحتجون رسائل غضب غضب إلى المسؤولين بسبب عجزهم عن تحرير الملك العمومي وجنبات الطرقات المحتلة من قبل “الفراشة” الذين حولوا المدينة إلى سوق كبير يعج بالشتائم والكلام الفاحش، بل قطعوا الأرزاق على فئة التجار الذين كسدت تجارتهم بعد أن استولى الباعة الجائلون على كل المداخل المؤدية إلى متاجرهم، ما دفع بعضهم إلى إغلاق أبوابها بسبب كلفة الضرائب المرتفعة.
وتوقف التجار المحتجون أمام مقر البلدية لحث رئيس الجماعة على التدخل بتنسيق مع الأمنية لتحرير الملك العمومي الذي صار مستباحا جراء الفوضى العارمة التي تشهدها بني ملال، بل لم تنج أبواب المدارس التعليمية من احتلال الباعة المتجولين الذين فرضوا وجودهم وسلطتهم، مستغلين تراخي الجهات الأمنية والسلطات المحلية وعدم قدرتهم على اتخاذ قرارات حازمة لإعادة الطمأنينة إلى نفوس التجار المتضررين.
وطالب التجار المحتجون في مسيرتهم سلطات المدينة بحمايتهم من الإفلاس بسبب الفوضى العارمة التي تعيشها طرقات مدينة بني ملال سيما وسط المدينة القديمة ما تسبب لهم في كساد سلعهم ليصلوا إلى حافة الإفلاس علما أنهم مضطرون لأداء ضرائب سنوية فضلا عن فواتير الكهرباء وأجور مساعديهم في المتاجر.
وكان تجار المدينة المنتظمين في إطار جمعية لتوحيد مطالبهم، نظموا اعتصامات ليلية وسط المدينة مطالبين السلطات المحلية والأمنية بإيجاد حل عاجل لمشكل ” الفراشة” الذي استفاد بعضهم من متاجر منحها المجلس البلدي لهم ومنهم من استفاد بأكثر من محلين تجارين، لكن تم تفويتها في إطار صفقات مشبوهة إلى آخرين لا علاقة لهم بالتجارة لاستغلالها.
وهدد التجار الغاضبون بمواصلة احتجاجاتهم إلى حين إيجاد حل شامل لمشاكلهم التي بلغت درجات قياسية سيما أن السلطات حاورتهم أكثر من مرة لكن عجزت عن إيجاد حلول مقنعة تضع حدا لملف يتم استغلاله من طرف جهات توظفه في الوقت المناسب.
وأطلق المحتجون صفارات الإنذار، لحث المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي للمدينة على التحرك بعجالة، وإبراز المخاطر التي تحف المدينة بعد عودة ” الفراشة” إلى احتلال الملك العمومي من جديد، ما حرك ملف الباعة المتجولين بمدينة بني ملال من جديد، وأعاده إلى نقطة البداية بعدما أبدت السلطات صرامة في التعامل معهم، لكن تراخيها وتدخل عوامل أخرى، شجع الفراشة على اكتساح شوارع المدينة وتقطيعها حسب مزاجهم، لممارسة تجارة غير مقننة أضرت بمصالح التجار الذين استنزفوا كل إمكانياتهم المالية.
وردد الغاضبون شعارات ، تؤكد فشل المسؤولين عن المدينة في تدبير ملف الباعة الجائلين، سيما أن مؤشرات تؤكد تواطؤ بعضهم مع”الفراشة” بتغليبهم المصلحة الخاصة عن مصلحة المدينة التي تحولت إلى سوق كبيرة تعج بممارسات لا قانونية تطبعها أفعال لا أخلاقية تسيء بالمجتمع المغربي.
وعزا رئيس جمعيةالأمل الجديد لتجار بني ملال في تصريحه للصباح، سبب احتجاج التجار، إلى فشل المسؤولين الإقليميين في استرداد الملك العمومي من الباعة المتجولين الذي احتلوه من جديد غير مبالين بمعاناة التجار الذي بارت سلعتهم وأصابها الكساد.
واتهم المتحدث السلطات المحلية وكذا المجلس البلدي وعددا من المتدخلين في العملية بالتراجع عن بنود الاتفاق، سيما أن معلومات دقيقة، تؤكد تورط مسؤولين بتنسيقهم مع الفراشة وإمدادهم بكل المعلومات التي تفيدهم في تحركاتهم، ما دفع التجار إلى الخروج مجددا للشارع للتظاهر والدفاع عن حقوقهم، مع إعلانهم يوم الاثنين الماضي يوم إضراب قابل للتمديد إلى أكثر من أيام، بل يتم التفكير من قبل الغاضبين في تنظيم مسيرة ثانية إلى الرباط، بعد أن تنظيم مسيرة سابقة حققت المبتغى.
وأكد المتحدث على تراجع المسؤولين عن وعودهم التي قطعوها على أنفسهم، بعدما تم الاتفاق على حل نهائي لمشكل الباعة المتجولين بالمدينة، بل تخلوا عن التزاماتهم التي تدعو إلى الصرامة مع كل من يستغل ملف الباعة المتجولين، الذين حولوا حياة التجار إلى جحيم بعد أن ساهموا في كساد بضاعتهم، جراء ارتفاع الضرائب والتزامهم بأداء مجموعة من الرسوم الضريبية لفائدة الدولة.
وحمل المصدر ذاته مسؤولية ما يقع بالمدينة، إلى مجموعة من “المسؤولين” الذين تواطؤوا مع الفراشة لاكتساح الشوارع من جديد ما دفع التجارإلى التفكير في امتهان تجارتهم عن طريق التجوال في الشوارع، ليتحولوا هم أيضا إلى “فراشة”.
وشدد المتحدث على ضرورة تدخل المسؤولين المعنيين، لإيقاف النزيف ورفع الظلم الحيف عن التجار المتضررين، قبل فوات الأوان، ودعا إلى عدم الاستسلام ومواصلة الدفاع عن مطالب التجار إلى حين تحقيقها، وفق ما يخوله القانون من حقوق.