والي الجهة يوقف أشغال بناء أكشاك بفضاء قصر عين أسردون، وينتصر لثراث المدينة الخالد
العين الإخبارية
حسم خطيب الهبيل والي جهة بني ملال خنيفرة، في الجدل الذي أثاره خبر الإقدام على بناء أكشاك بقصر عين أسردون الأثري، وأمر بإيقاف الأشغال ساعات قليلة من بدء عملية الحفر في تحد صارخ لمعلة تاريخ، شكلت على الدوام تراثا إنسانيا يتطلب من الجميع المحافظة عليه سيما أنه يشكل عنصرا مهما من تاريخ مدينة، تعاقبت عليها حضارات وأمم، وبقيت معالمها صامدة في وجه الزمن تنتصب في وجه كل يجرؤ على المساس بها.
وخلف قرار الوالي الذي تجاوب بسرعة مع انتظارات واهتمام فاعلين جمعويين ومثففين ارتياحا كبيرا، علما أن الساكنة طالبت بإيقاف الأشغال معتبرة ما وقع اعتداء صارخا على تراث وتاريخ المدينة، وبالتالي وجب مواجهة عكل من يجرؤ على المساس بذاكرة المدينة.
وأطلق الروائي عبد الكريم جويطي نداء يدعو فيه ساكنة المدينة لإيقاف الأشغال التي اكتشفها صدفة بعد زيارة خاطفة لقصر عين أسردون، وأصيب بصدمة كبيرة عندما عاين انطلاق أشغال بناء أكشاك بمحيط القصر الذي ظل على مر الزمان يحرص المدينة من هجمات مافيا العقار والبناء العشوائي، سيما أن الفضل يرجع إليه عندما كان مندوبا جهويا للثقافة، إذ أشرف على ترميم جنبات قصر عين أسردون بمواصفات ومعايير تحترم البنيان والعمران، وتمكن من المحافظة على تراث عين أسردون الذي تحول إلى قبلة للزوار الذين ثمنوا العمل الذي قام به، بعد أن كان مهملا ، يستغله المشردون والضائعون في قضاء نزواتهم الطبيعية.
ووصف عبد الكريم جويطي ما وقع من أعمال تخريبية في حق منطقة سياحية وتراثية وتاريخية، بالكارثة، وقال في تدوينيته التي لقيت تجاوبا كبيرا من لدن ساكنة المدينة “هذا الصباح اكتشفت هذه الجريمة الكبرى، في حق معلمة وطنية كانت صورتها في مطلع شريط الترويج للمغرب، في سعيه لاحتضان كأس العالم، لا أعرف من فكر في بناء أكشاك، تشوه المعلمة وتحجبها في مدينة خربت بالحوانيت والكيوسكات”.
وصاحب قرار توقيف الأشغال، إيفاد لجنة خاصة إلى عين المكان، مكونة من ممثلين عن المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، وقسم التعمير التابع لولاية الجهة، والمحافظة الجهوية للتراث الثقافي، وممثلين عن الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع، وممثل قسم التجهيزات بالولاية.
و أشرفت اللجنة على على إعادة الوضع كما كان عليه سابقا في الساحة الأمامية لمعلمة قصر عين أسردون، لتعود البسمة إلى وجوه كل المتتبعين الذين طالبوا بمزيد من الحذر للحيلولة دون المساس بتراث المدار السياحي لعين أسردون.