أخبار جهويةتربويات

ميثاق مدرسة المواطنة والتربية على القيم بالمؤسسات التعليمية موضوع ندوة وطنية ببني ملال

بقلم سعيد فالق

خلص المجتمعون في الندوة الوطنية التي نظمتها أكاديمية بني ملال، نهاية الأسبوع الماضي، بشراكة مع التضامن الجامعي وجامعة السلطان مولاي سليمان، في موضوع ” مدرسة المواطنة والتربية على القيم في المؤسسات التعليمية” إلى رصد توصيات  تهدف إلى ترسيخ القيم في المؤسسات التعليمية ، بعد يومين من التشاور والنقاش بين مختلف الفاعلين والمتدخلين الذين تتعدد مشاربهم الفكرية والتربوية، ما منح الندوة قيمة علمية وتربوية بعد تحديد مخرجاتها، لاستنباتها في نفوس الناشئة التي تشكو اعتلالات عدة، تحول دون تحقيق أهداف منظومتنا التعليمية.

وانطلقت الجلسة الافتتاحية، بكلمة تأطيرية لوالي الجهة عبد السلام بكرات، الذي اعتبر تنظيم نشاط بهذا الحجم بأكاديمية بني ملال خنيفرة، يندرج في صلب الإشكالية التي تعتري منظومتنا التعليمية التي تواجه صعوبات عدة،  بعد أن توارت القيم النبيلة التي كانت الأجيال السابقة تعتز بها، بل كانت تعد أوسمة تزين أعناق المتمدرسين الذين كانوا يكنون احتراما لمدرسيهم، ويرونهم قدوات لا يمكن المساس بها.

وتأسف عبد السلام بكرات للانفلاتات التي تقع داخل المؤسسات التعليمية، وتنعكس سلبا على سيررة المجتمع الذي تفسخت فيه القيم جراء تراكم سلبيات مستحدثة، من بينها الانجراف وراء إغراءات الفايسبوك الذي أثر على سلوك الناشئة التي انساقت وراء الأوهام، وتخليها عن القيم النبيلة التي توارت إثر تخلي الأسرة والمدرسة معا عن أدوارهما في بناء وتربية الطفل الذي تتوزعه إغراءات، لاتستقيم إلا بالتربية الصحيحة في أسرته، فضلا عن أداء المدرسة دورها التربوي والأخلاقي بزرعها القيم النبيلة حتى تجد امتداداتها في المجتمع.

واستحضر مدير الأكاديمية مصطفى اسليفاني الرؤية الاستراتيجية 2030-2015 سيما في الرافعة الثامنة عشرة ” موضوع القيم” مؤكدا على جعل التربية على القيم اختيارا استراتيجيا، يتم تصريفه في مستويات متعددة تهم البرامج والمناهج والبنيات التربوية والآليات المؤسساتية والفاعلين التربويين، مع إيلاء الفئات في وضعية خاصة العناية اللازمة.

واعتبر دور المدرسة محوريا في ترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية والاعتزاز بالانتماء للوطن، والتشبث بالثوابت والمقدسات الوطنية وتعزيز التسامح والحد من مختلف السلوكات اللامدنية كالعنف والتطرف والتمييز والغش.

وقدم مدير الأكاديمية نموذجا من حصيلة إدارته  التي عملت على تنزيل ” دعم التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكات المشينة” بشراكة بين وزارة التربية الوطنية والرابطة المحمدية للعلماء، مع تمويل خمس عشرة ثانوية لمواجهة السلوكات ذات الأبعاد الخطيرة، واعتماد سفراء المواطنة بالجهة من الفنانين والفاعلين.

وذكر فؤاد شفيق مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية، بخطة العمل الوطني في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان التي أمر جلالته بتنفيذها، لاعتبارها ثمرة عمل تشاوري وارتكازها على دستور المملكة والالتزامات الدولية في مجال حقوق الإنسان،  علاوة على نتائج هيأة الإنصاف والمصالحة والرصيد الوطني في مجال اعتماد الخطط والاستراتيجيات والبرامج ذات الصلة بقضايا حقوق الإنسان.

وأضاف أن الخطة الوطنية، تتضمن أربعة محاور موزعة على 435 تدبيرا، علما أن الوزارة بقطاعاتها الثلاثة معينة  (71 ) بإحدى وسبعين تدبيرا، 28 تدبيرا ستشرف عليها الوزارة ما يتطلب تملك محاورها وتعبئة جماعية في الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية لأجرأتها بروح وطنية.

وأشاد عزيز نحية مدير مديرية الحياة المدرسية بدور وزارة التربية الوطنية التي قامت بمراجعة شاملة للبرامج والمناهج، وأدرجت مادة التربية على المواطنة ضمن المواد، وعززت المقررات الدراسية بمفاهيم قيمية كإدماج قيم ومبادئ مدونة الأسرة الجديدة ،والتسامح ونبذ العنف والتضامن وحقوق الإنسان والمحافظة على البيئة. كما أصدرت مجموعة من الدلائل والكتب المرجعية بدعم من المنظمات الدولية ومساهمة منظمات غير حكومية، ونظمت تكوينات لفائدة الأساتذة والإداريين والتلاميذ وأعضاء أندية المواطنة وحقوق الإنسان في المهارات الحياتية والتثقيف بالنظير.

وبهدف خلق دينامية في المؤسسات التعليمية، تم دعم مشاريع منسقي الحياة المدرسية وتفعيل الأندية التربوية وتزويدها بوسائل العمل الضرورية لتشمل 3000 مؤسسة تعليمية إعدادية وتأهيلية وتغطية 200 مؤسسة منها 15 ثانوية إعدادية وتأهيلية بجهة بني ملال خنيفرة برسم الموسم الحالي.

وأضاف، أن الوزارة أحدثت 12 مرصدا جهويا و82 مرصدا إقليميا لمناهضة العنف بالوسط المدرسي، فضلا عن ضع مسطحة إلكترونية وطنية ” مرصد” لتتبع حالات العنف فور حدوثها، ووضع آليات تنسيقية مع مختلف الوزارات ووضع برامج تعاون مع قطاعات حكومية ومؤسسات وطنية ومنظمات فاعلة من المجتمع المدني، بهدف تعزيز قيم المواطنة بالوسط القروي.

وأكد رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان فرع بني ملال خنيفرة علال البصرواي، على ضرورة استحداث وسائل جديدة لمواجهة مد العولمة، بعد أن تغيرت موازين القوى، ولم تعد المدرسة المصدر الأول للمعلومة، بعد أن أصبحت المعرفة متوفرة في هواتفنا أينما كنا، وبالتالي ظل السؤال يطرح عن سبب حضور التلميذ إلى القسم رغم أن المعرفة متوفرة خارجه؟

ودعا البصراوي، إلى تطوير منظومتنا التعليمية بشكل يوازي الانفتاح المستمر على العلوم والاشتغال على شخصية المتمدرس، ليصبح فعالا بعد بناء شخصيته وربطها بروح الإبداع والخلق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى