أوقفت عناصر الدرك الملكي بالقيادة الجهوية ببني ملال بتنسيق مع مثيلاتها بأزيلال وأفورار، الخميس (أمس) مشتبها فيه يعتبر العقل المدبر بتنفيذه عملية سطو ناجحة وسرقة 33 مليون سنتيم من خزينة بريد المغرب بمعية مساعدين آخرين صدرت في حقهم مذكرات بحث وطنية بعد تحديد هويتهم بناء على اعترافات المشتبه فيه الموقوف.
وتجري فرقة الدرك الملكي تحريات مكثفة لإيقاف أفراد العصابة، تمكنوا أخيرا من التسلل إلى بناية بريد المغرب بتيموليلت، أخيرا، عبر بوابتها الخلفية بعد تكسير أقفالها والحديد الواقي بطريقة احترافية، وتعطيل الكاميرا الداخلية ما مكنهم من السطو على مبلغ مالي مهم كان موضوعا رهن إشارة المتقاعدين من أبناء المنطقة الذين كانوا ينتظرون رواتبهم الشهرية الهزيلة لسد رمق عيشهم.
ومنذ أن نفذت عملية السطو بطريقة هيتشكوكية، قدم المحققون إلى مسرح الجريمة حاملين كل الآليات والأدوات العلمية الحديثة التي تمكنهم من جمع بصمات وآثار منفذي العملية التي خلفت ردود فعل متباينة، إذ تمكنوا من فك لغز الجريمة، الثلاثاء الماضي، في ظرف وجيز لم يتعد أسبوعين، بعد انتقال فرقة أمنية متخصصة متخفية إلى مدينة دار ولد زيدوح بإقليم الفقيه بن صالح لإيقاف مشتبه فيه كان منفذا مهما لمعرفة أفراد باقي أفراد العصابة، وأكدت التحريات الدقيقة أنه يعتبر أحد أفراد منفذي العملية وكان مبحوثا عنه من طرف مصالح الدرك، كما تم إيقاف عنصر ثان بعد مباغتته في أحد الأمكنة التي كان يختبئ فيها، وتم وضعهما تحت تدابير الحراسة النظرية بسرية الدرك الملكي بأفورار، علما أن مشتبها فيه ثالثا تمكن من الفرار وصدرت في حقه مذكرة بحث على الصعيد الوطني.
وأفادت مصادر مطلعة، أن عناصر الدرك بالقيادة الجهوية أجرت تحريات دقيقة مع الموقوفين لمعرفة باقي أفراد العصابة، وقادت التحقيقات إلى تحديد هوية المتهم الرئيس الذي تم إيقافه، الخميس الماضي، بعد انتقال المحققين إلى مدينة قلعة السراغنة حيث يقطن رفقة عائلته، وبعد تطويق كل المنافذ خوفا من هروبه تمت مداهمة مسكن وحجز مبالغ مالية ضخمة متحصل عليها من سرقة بنك بريد المغرب بتيموليلت بأزيلال، فضلا عن حجز هواتف محمولة من الطراز الرفيع ومعدات كان يستعملها المشتبه فيه لتنفيذ عملية السطو التي يتقنها.
وكشفت التحقيقات مع العنصر الموقوف ضلوعه في تنفيذ سرقات عدة في كل من الفقيه بن صالح والبروج ومدن أخرى، قضى على إثرها مددا سجنية متعددة لم تكن كافية لردعه عن ممارسة السرقة التي بات يتقنها بتنسيق مع أفراد عصابته الذين يختارون أهدافهم بدقة وينفذون عملياتهم بصفة تضمن نجاحها بنسبة أكبر.
وأضافت مصادر متطابقة، أن الموقوفين الثلاثة ستتم إحالتهم على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف ببني ملال يوم السبت (غذا) بعد انتهاء التحقيقات، بتهم السرقات الموصوفة وحالة العود وتكوين عصابة إجرامية، في حين صدرت مذكرات بحث وطنية في حق مشتبه فيهم آخرين بعد تحديد هوياتهم والتعرف على سجلاتهم العدلية المثقلة بتهم تنفيذ سرقات والاعتداء والضرب والجرح.
وكانت قرية تيموليلت التابعة إداريا لتراب إقليم أزيلال استفاقت على وقع عملية سطو في شهر يناير الماضي تعرض لها بريد المغرب، إذ تمكن أفراد العصابة من السطو على مبلغ مالي قدره 33 مليون سنتيم، وانتقلت إلى مسرح الجريمة العديد من أجهزة الدرك الملكي فضلا عن درك سرية الدرك الملكي بأفورار. واستعان المحققون للكشف عن هوية أفراد العصابة بالكلاب البوليسية التي انتشرت بمحيط المؤسسة بحثا عن خيط رفيع يقود إلى تحديد منفذي العملية.