أحالت عناصر الضابطة القضائية بأزيلال، الثلاثاء الماضي، على أنظار وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال أربعة متهمين باختطاف أطفال ” زوهريين” لاستغلال دمائهم في أمور الشعوذة واستخراج الكنوز، إثر كمين نصب لمتهمة كانت بصدد البحث عن صيدها بالقرب من إحدى المدارس الابتدائية بأزيلال.
وأفادت مصادر مطلعة، أن دورية أمنية كانت بصدد مراقبة محيط المؤسسات التعليمية الابتدائية بأزيلال، فاجأت امرأة ملثمة كانت تقف بمحاذاة مدرسة ابتدائية وتتربص بالتلاميذ ، من أجل استمالتهم لقبول عرضها وكشف أيديهم لاستطلاع خطوط أيديهم للعثور على أحد ” الزوهريين” لترتيب الأمور معه واستمالته بقطع الحلوى والنقود لمرافقتها إلى منزلها للاستفراد به.
وراودت الشكوك عناصر الدورية الأمنية بعدما عاينوا امرأة غريبة الأطوال تقف بجانب مؤسسة تعليمية وتستطلع وجود التلاميذ الصغار الذين كانوا في حيرة من أمرهم، وتوجه أمنيون نحوها للكشف عن هويتها ، لكن ارتكبت المشتبه فيها بعدما عجزت عن تبرير وقوفها وبحثها يمينا وشمالا عن ضحيتها، ليتم اقتيادها إلى مخفر الشرطة من أجل تعميق البحث معها ومعرفة دواعي مكوثها مدة طويلة أمام باب المؤسسة، علما أن شكاوى أولياء وآباء التلاميذ وضعت لدى المصالح الأمنية بعدما تعرض بعض الأطفال لإغراءات رجال ونساء مشكوك في أمرهم لم تحدد هويتهم، كانوا قدموا إلى أبواب بعض المؤسسات التعليمية للبحث عن أطفال” زوهريين” لخطفهم واستغلالهم في أمور السحر والشعوذة.
ولم تصمد الموقوفة طويلا أمام أسئلة المحققين الذين حاصروها بمجموعة من الأسئلة لم تجد لها جوابا مقنعا، واعترفت للمحققين أنها تعمل ضمن شبكة متخصصة في خطف الأطفال “الزوهريين”واستخراج الكنوز، وأخبرتهم أنها تعمل رفقة شقيقتها وزوجها اللذين يقطنان خارج مدينة أزيلال، إذ جرى إيقافهما رفقة شخص رابع ثبت تورطه في عمليات خطف الأطفال الصغار واستغلال دمائهم لفك طلاسيم الكنوز التي يحرسها، حسب اعتقاد الدجالين، مردة لا ينصرفون عن الكنز إلا بفدية لا تقبل إلا بدم ” الزوهريين”.
وواصلت عناصر الضابطة القضائية تحرياتها المكثفة بعد أن وضعت يدها على صيد ثمين طالما انتظر المحققون الفرصة لاقتناصه، لينتقلوا بعد ذلك، إثر توصلهم بمعلومات دقيقة عن هوية أفراد العصابة، إلى مدينة تبانت الجبلية بإقليم أزيلال، وداهموا مسكنا كان يقطنه زوج المتهمة التي تم إيقافها أمام باب المؤسسة، وبعد تفتيش لمحتويات المنزل عثروا على مواد غريبة ترتبط بعوالم السحر والشعوذة وحجزوها لفائدة البحث، لتواصل فرق التحقيق تحرياتها إلى أن تم العثور على معاونين آخرين قبل أن يصل عدد الموقوفين أربعة، تم نقلهم إلى مخفر الشرطة بأزيلال ووضعهم تحت أنظار الحراسة النظرية في انتظار عرضهم على أنظار العدالة.
واستكمالا للمعطيات التي تفيد المحققين، استمعت فرقة أمنية إلى مجموعة من التلاميذ الذين تعرضوا لإغراءات أفراد العصابة، وتعرفوا على المشتبه فيها، مؤكدين أنها دعتهم لمرافقتها مقابل منحهم قطع الحلوى قبل أن تستطلع خطوط أيديهم لعلها تقع على” زوهري” يفك طلاسيم الكنوز التي تحوي ثروات مالية تغنيها السؤال وتبعدها عن شظف العيش.
ونظرا لتحرش باحثي الكنوز بمحيط المؤسسات التعليمية بأزيلال، دعت مجموعة من الأطر التربوية فضلا عن سكان المدينة والمداشر المحيطة بها إلى تكثيف المجهودات الأمنية وتأمين محيط المؤسسات التعليمية للحيلولة دون تنفيذ عصابات إجرامية مخططاتها التي تحطم أماني أطفال صغار قادهم حظهم العاثر إلى دخول عوالم مجنونة تدمر حياتهم وترميهم إلى متاهات الجنون.